أعمدة رأي

أبو_روان_عريس_الجنان

رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه

قال تعالى :(من المؤمنين رجال صدقوا م عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلو تبديلا ) صدق الله العظيم.

#أبو_روان_عريس_الجنان “

أخي الذي لم تلده أمي ورفيق دربي ودفعتي الذي طالما أردت التحدث عنه تنساب الدموع مني ليس حزنا على استشهاده لأن الشهادة ليس بالأمر الذي يبكى عليه ولكن عندما يحن الخل الى خليله ولايجده بجانبه لاتجد في هذه اللحظه من يوانسك الا دموع فراق أحبة تركوا بداخلك فراغ لايملأه إلا اللحاق بهم ، فاللهم الحقنا بهم

فما نقص البكاء عليك حزناً ولا جادت حروفي بالرثاءٌ
ولا طابت بفقدك كل أرض ولا إتسعت لأحزاني سماءٌ
أخي نخر الرحيل هشاش عظمي ،، وما بي غير صبر في إبتلاءٌ
يضيق الصدر صبراً يارفيقي ،، فكيف العيش دونك والبقاءُ

لقد تواعدنا يارفيقي أن نكون معا ولايبارح إحدانا الآخر إذا حمي الوطيس ، ولكن كان وعد الله أقوى ، ف والله لم يختارك الله الا لأنك خيار من خيار ،،فاصطفاك إلى جانبه وفزت بأم البيوع ، ذهبت ومازلت اتزكر صوتك وانت تخطب امامنا وامام أفراد الخنادق وتدعوهم بالصبر والثبات ونصرة الحق ،ولم أدرك أن الصبر الذي طالما تحدثت عنه صعب الا بعد فراقك ، لقد كنت تجزم ع أننا الرابحون في كلتا الحالتين أما النصر وإما الشهاده ،وكنت تكرر ذلك في كل مره تقف فيها في مسجد الكتيبه وتختم ب(اللهم أرزقنا إحدى الحسنيين) وكانت لك إحداهما كما تمنيت فطوبى لك بخاتمة الشهاده ، اتزكر ذلك اليوم فقد كان يوميا عصيبا علينا حيث اصوات البنادق من كل جانب وأنت تصيح لي (ودالحاج الناس الجمبك دي خليها تبطل الضرب وانا أرد لك ب تمام تمام ) ، فتستقر الأمور بجانبنا قليلا ويتم إخلاء الجرحى والشهداء من المواجهة الأخرى ونرجع لموقعنا الطبي لنرى واجبنا الآخر وهو مداواة الجرحى فوجدتك تنظر الي الجرحى وقمت بنداءك إلى جرحى في تخصصك فقمت بتضميد جراحهم ، ولم أجدك بعدها فخرجت أنا إلى الدفاع(الخندق) مره آخرى فجلست ولم أجدك وبعد قليل أتيت لي من الجانب الآخر وجلست بجانبي لأننا كعادتنا نكون سويا فبدأت أتحدث لك بأنني: (فاقد بوصلة من الاصابات داخل المستشفى) فاتيت لأرتب زهني قليلا وكنت تنظر لي ولم تجبني وليس من عادتك أن احادثك ولاتجبني، كأن هناك شيئا ما تشعر به ولاتريد أن تحدثني به ، فقد كنت هادئ كغير عادتك أن نتجادل أو نتحمس أو نصيح ف الدفاع ونكبر ونهلل فقد كنت وكأنك تريد أن تقول لي أنتهى وقت ذلك يارفيقي ، فلم يكن أمامي الا أن استاذنك للرجوع الى المشفى ثم أعود لك لاحقا ، واذهب وأجد مصابا آخر في تخصصك واستدعيتك بواسطة أحد الأفراد وكان آخر إستدعاء وآخر لقاء لي معك وليتني لم افارقك ذهبت وجلبت لك بعد المستلزمات الطبيه لتقوم بواجبك ، وخرجت منك بضع دقائق إلى مصاب آخر فحضرت ولم أجدك ووقفت مستغربا متى انتهيت حتى تخرج مستعجلا إلى الدفاع(الخندق) ، خرج وكأنه يعلم أن قدر الله ينتظره في تلك اللحظه فخرج ولم يعد بعدها وخرجت بعد دقائق قليله لأجد ملطخا بدماء الشهداء وروحه قد فاضت إلى بارئها ، وقفت متسمرا لم أعرف ماذا أفعل في تلك اللحظه لم ابكيك ولم ادعوا لك ولم اتأثر كأنني غير مستوعب لهذا الحدث جلست على الدفاع قليلا وأصوات البنادق فوقي لم أكترث أفقت قليلا فوجدت نفسي واقفا وأحمل بندقيتي وافرغ في الزخيره في الهواء من هول الفاجعه ،،واصيح لا اله إلا الله ، لا اله الا الله ، ومن يومها وانا افتقدك في كل وقت اذهب الى الغرفه واتزكر صوتك عندما اناديك (المنصوري) تجيب لي (الحبيب ،،الحبيب ياناس ساكن جوا هنا ) فلا أجد الادموعا تتقطر ، وحينما أجلس بمفردي ولا أجدك اقول ليتني كنت معك لأحشر معك لقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:(المرء مع من أحب) ، اقلب صفحات الهاتف فأجدك فيه فأخرج خوفا من النحيب ،، اسرح قليلا اتذكر إبنتك (روان) بنت البضعة شهور التى لم تراها💔

زول هسي كان هو معانا ،،
بحكي لي عن بتو ،،بتو العزيزه روان
نطقت وقالت بابا
والصورة بين أيديهو كان إنفصال الدانه

وكم تزكرت عندما كنت امازحك في آخر ايامك كنت قد تركت شعر راسك كثيفا ، وكان كل من يسألك أن تحلق شعرك تقول له بعد النصر وتكرر (الحلاقه دي إمور دنيا ) ، فنشهد لك انك قد تركت الدنيا وملذاتها قبل ان تتركك فاللهم ياالله ارحم روحا صعدت إليك واعل الجنة دارها ومستقرها ، اللهم عوضنا مرارة فقدانه بحلاوة اللقاء به في جنتك يارب ،اللهم أرحم من عز علي فراقه وأجعله في جنات النعيم ، اللهم أرحم من أشتاقت له النفس ولم يعد يربطنا به إلا الدعاء اللهم انسه في وحشته وغربته وأجعل دعائي انيسا له ،اللهمّ اجزه عن الإحسان إحساناً، وعن الإساءة عفواً وغفراناً ،اللهم أجمعه بأهله وزوجته وإبنته التي لم يراها في سراديق الجنان ،يااارب نحن لانزكيه عليك ولكن نحسبه أنه آمن وعمل صالحا فأجعل له جنتين ذوات أفنان ، بحق قولك ولمن خاف مقام ربه جنتان ،اللهم أنزله منازل الشهداء، واجعل عيشه في قبره عيش السعداء، وأجعله في الجنة مرافقا للأنبياء ،اللهم أجز أهله وذويه جميعا جزاء الصابرين ياسميع الدعاء ،،
ولا نقول الا ما يرضي الله إنا لله وانا اليه راجعون،،
ولا حولا ولا قوة الا بالله العلي العظيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى