مقالات
    2023-09-18

    إلي جنات الخلد محمد ود حاجة فانا 👋 عندما جاءني خبر وفاة مولانا محمد عبدالرازق ( كما يحلو لي مناداته ) ، الذي كان تارة أخي الأكبر الذي لم تلده أمي وتارة مقام والدي ، بكيت عند سماعي الخبر كما لم أبكي من قبل قضيت اليوم كله أبكي في صمت حتي ظننت أن روحي كادت تفارقني ، كانت الصدمة كبيرة وعقلي غير قادر علي الإستيعاب لكن بحمد الله وفضله ألهمني الله الصبر فإسترجعت ثم مالبثت أن حمدت الله وإستغفرته محتسبا أجر الصبر والرضا بقضاء الله وقدره ، كان من فضل الله علي أن أكون قريباً من الأخ محمد سنين عددا بين عمل الزكاة وصلة الرحم والقربي ونعم القربي ، رأيت وتعلمت منه كيف يكون الإنسان عملاقا في تواضعه ومحبته ، رأيت كيف يتجرد من ألقابه الرسمية ويزهد بأعلي المراتب ، ويتحدث بتواضع ويسمع كل من حوله بإهتمام وكأنه أقل الناس مكانة وعلما وحضورا ، وتكون المفاجأة أن هذا الصامت هو بحر هادر إن تحدث وكنز معرفي لمن أراد أن يقترب منه وأن يغرف منه بكل أريحيه حتي يرتوي ، رأيته دون غيره من المسؤولين يكتفي بالقليل ، رأيته كيف يعامل الجميع كباراً وصغاراً ضيوفاً واهلاً بمحبة وإحترام وتقدير ، يبر أهله حتي الرهق يصل رحمه مهما كلفه الأمر ، ذاكرته المشحونة بالأسماء والتفاصيل تجعله يدير حديثا مهماً مع كل من حوله من أناس وعندما يكون ضيفاً في مكان ما يكون الضيف الأكثر لطفا والأخف ظلاً والأقرب إلى نفوس الجميع بحديثه العذب وذكرياته الجميلة وعندما يحين دور الضحك والمزاج فهو صاحب أصدق ضحكة تجلجل في المكان وتمتد من عرض وجهه لتصل الي كل قلب من قلوب الحاضرين لتدغدغ الجميع بالحنان الصادق والود الوافر والإنس الكامل … كان يحب الفقراء والمساكين .. ويدفئهم بحديثه وصوته الهادي ويتفاني في خدمتهم .. إصطحبته في كثير من رحلات العمل الزكوي في ولايات السودان المختلفة فقد كان أكثر مايحرص عليه أن يكون لقائه بالعاملين جزء أساسي من زيارتة بل في كثير من الزيارات يصر علي أن ينزل مع أمين الزكاة في بيته في كثير من الولايات دون النزول في الفنادق ويسألني من الاعلاميين الذين يرافقوننا في رحلتنا ، ويحرص علي أن أخبره بكل أحوالهم حتي يتواصل معهم في أفراحهم وأتراحههم ، كان لايمكن أن يترك المكان دون وداع ولكنه هذه المرة قد رحل دون وداع وكأن الطيبين لايطيقون الوداع الأبدي ويفضلون الرحيل بصمت دون جلبة لعلها فلسفته الزاهدة التي إمتدت حتي إلى طقوس موته ورحيله المر ، عزائي الأكبر في مغفرة الله وواسع رحمته ويقيني أنه سيسكن بإذن الله فسيح جناته ويحشره مع زمرة الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا ،، واسأل الله أن يجمعنا بك في أعالي الجنان وفي الختام إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك لمحزنون يا مولانا محمد عبد الرزاق ولا نقول إلا مايرضي الله إنا لله وإنا اليه راجعون ابنك أيمن جبكول

    مقالات

    زر الذهاب إلى الأعلى