حوارات

أميرة هشام الشرقاوي خبيرة التربية وتطوير المهارات والإرشاد الأسرى والصحة النفسية لـ “رسال نيوز” : بعض الأشخاص يمتلكون جينات تجعلهم يكذبون أكثر من غيرهم

الكذب صفة منبوذة، فضلا انه يلقي بصاحبه في أتون المشاكل وربما الجريمة، ولمعرفة ماهية  الكذب هل هو مرض نفسي ام صفة مكتسبة من المحيط الأسرى والمجتمع، ومصير الشخص الذي يتمادي في الكذب، وضعنا جملة من التساؤلات على طاولة الاستاذة أميرة هشام الشرقاوي خبيرة التربية وتطوير المهارات والإرشاد الأسرى والصحة النفسية في الحوار التالي.

– إبتداءً من أين يكتسب الشخص صفة الكذب ؟
– يكتسب الشخص صفة الكذب من البيئة المحيطة به سواء كان أحد الوالدين أو الإخوة الآخرين يمتلكون صفة الكذب وذلك ينتج من التعرض للقسوة في العقاب أو التعامل بعنف عند الخطأ ومن ثم الأصدقاء للخروج من موقف خاطئ أو محاولة إخفاء الحقيقة.
– هل يمكن الكذب أن يكون سمه موروثة أو مكتسب ؟

‎عندما يتعلق الأمر بمسألة هل الكذب موروث أم مكتسب، هناك العديد من النظريات والآراء. يعتقد بعض الناس أن الكذب سلوك فطري، بينما يرى البعض الآخر أنه شيء يمكن تعلمه مع مرور الوقت
‎أولئك الذين يناقشون فكرة الاستعداد الوراثي للكذب اقترحوا أن ذلك قد يكون بسبب مجموعة من العوامل البيولوجية والبيئية. لقد تم الافتراض بأن بعض الأشخاص قد يمتلكون جينات تجعلهم يكذبون أكثر من غيرهم، مما قد يجعلهم أكثر عرضة للكذب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لتجارب الطفولة المبكرة أن تشكل قدرة الشخص على الكذب في وقت لاحق من الحياة. إذا لاحظ الطفل سلوكيات سلبية مثل الكذب من والديه، فمن المرجح أن يتبنى هذه الممارسات بنفسه لاحق
‎ومن ناحية أخرى، فإن أولئك الذين يعتقدون أن الكذب يمكن تعلمه عادة ما يشيرون إلى أن المجتمع يلعب دورًا كبيرًا في تعليم الأطفال كيفية الكذب. يتعلم الأطفال من خلال الملاحظة والتقليد
– هناك أطفال يمارسون الكذب… كيف يمكن تفادي استمراره في الكذب ؟
‎على الوالدين تجنب الكذب:
‎بعض الآباء يكذبون أو يطلبون من أبنائهم الكذب، كأن يقول لابنه أن يخبر جاره بأنه غير موجود في المنزل مثلًا على غير الحقيقة، تلك الأمثلة تشجع الابناء على الكذب وتشعرهم أنها خصلة مطلوبة للتخلص من موقف معين
‎لا تعاقب ابنك عند قول الحقيقة:
‎في حال ارتكاب الابن خطأ، وذكر الحقيقة لوالديه يجب عدم معاقبته وشكره على شجاعته ولكن في نفس الوقت تأخذ منه وعد بعدم تكرار الخطأ
‎. تقديم نماذج إيجابية:
‎ كونى نموذجًا إيجابيًا للصدق والنزاهة لطفلك حتى يقلدك فى تصرفاته معك أو مع أشقائه وأصدقائه وكل من يتعامل معهم.
– هل يمكن أن يتعافى او يقلع الشخص عن عاده الكذب ؟
– يمكن ذلك من خلال العلاج لهذه الحالات عن طريق العلاج السلوكي المعرفي،ومن خلال التواصل المباشر مع الشخص المريض؛ إذ يتمكن الأخصائي من معرفة السبب الرئيسي وراء الكذب، والعمل على إصلاح السلوك، ومعرفة السبب الذي يجعل هؤلاء البالغين مضطرين للكذب بصورة دائمة ومعرفة المفاهيم الإدراكية الخاطئة عن الكذب، والآثار السلوكية .
– تأثير الكذب على حياة الشخص الكاذب والمجتمع ؟

– الجهد النفسي : يتطلّب الكذب الكثير من الجهد النفسي لتحقيقه، فعندما يقول الإنسان الحقيقة سيحتاج لأن يتذكّر ما حدث فعلًا ليُعيد سردها مرّة أخرى، أمّا عندما يكذب فإنّ على الشخص التفكير في ما يُحاول إخفاءه، والتفكير في أحداث معقولة وواقعية لكذبته، كما عليه التحدّث بأسلوب مُعيّن لإقناع الآخرين بكذبه، ثمّ تذكّر الكذبة طوال الوقت حتّى لا يُكشف أمره، ويتمثّل الجهد النفسي بالشعور بالتوتر، والضغط، والقلق إزاء ذلك، وهذا ما أثبتته أجهزة كشف الكذب، إذ إنّها لا تكشف الكذب على وجه التحديد، بل تتتبّع علامات الإجهاد التي تظهر على الشخص أثناء كذبه.

فشل العلاقات الاجتماعية يُعتبر تأسيس أيّ علاقة اجتماعية على الكذب أشبه ببناء منزل على رمال متحرّكة، ممّا يعني أنّه لا يمكن الحفاظ على علاقات عميقة مع الأشخاص بالكذب، فعندما يتحدّث الشخص بخلاف ما يؤمن فلن يعرفه الناس، ولن يشعر بأنّه محبوباً لواقعه ولشخصه الحقيقي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى