إيناس خليل.. تكتب.. الشعب لم يعد يحتمل مزيد من المعاناة
حدث ما حذرنا منه مراراً وتكراراً من مغبة استمرار الحرب على الأوضاع الإنسانية، وفضلاً عما يتكبده ملايين النازحين واللاجئين من السودانيين في الداخل ودول اللجوء ظهرت نكبة الحرب اللعينة على أوضاع من تعرضت مناطقهم للسيول والأمطار والاعاصير في مناطق التماس والأخرى الآمنة وطبقاً للسلطات السودانية هناك أكثر من “400” ألف سوداني تضرروا جراء الظروف الطبيعية في شرق وشمال وغرب السودان، ويفترش مئات الآلاف الأرض بعد فقدانهم لمساكنهم في ظل ظروف إنسانية في غاية السوء والتعقيد ، فيما لا زال مصير العشرات في منطقة الأربعات وطوكر بشرق السودان في عداد المفقودين.
الظروف الطبيعية التي يمر بها السودان ليست الأولى من نوعها، ولكنها الأسوأ على الإطلاق لعجز الدولة في توفير الحد الأدنى من احتياجات المعزولين في مناطق الكوارث والي جانب الظروف الأمنية التي لا تسمح بسهولة انسياب المساعدات الإنسانية للمتضررين ربما لأول مرة في كل أقاليم السودان، ويحكي احدهم وهو من مناطق شمال السودان التي تعرضت للسيول بأنهم فقدوا كل ممتلكاتهم ومؤنهم الغذائية ومنازلهم ولجأوا إلى المناطق المرتفعة.
الرجل يقول ان المشهد كان كارثيا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وهو وأسرته ينتظرون الموت في أية لحظة من لدغات العقارب السامة التي تشتهر بها منطقتهم بالتحديد، و الأمطار تهطل بغزارة فوق رؤوسهم، ويمضي “بقينا على هذه الحالة لأكثر من عشر ساعات مرت كعشرات السنوات من فرط القلق والرعب، وألقى الرجل اللوم على الجهات الرسمية التي لم تكلف نفسها بالاطمئنان على المحاصرين بالجوع ولدغات العقارب وأمراض الرطوبة دعك من تقديم يد العون للذين فقدوا مساكنهم.
بعيداً عن المزايدات السياسية لم يعد للشعب السوداني القدرة على مواجهة افرازات الحرب ولهذا ينبغي على كل الأطراف المتحاربة والرافضة لوقف الحرب واكثرهم لم يتذوقوا مرارتها سواء بالنزوح أو التعرض للانتهاكات والعيش في رعب دائم إسقاط المرارات القديمة والذهاب إلى طاولة للتفاوض حول كيفية إنهاء المشهد الكارثي وإنهاء معاناة الملايين من النزوح والتشرد.