
الأمين شنقراي يكتب.. مصلحة السودان فوق كل اعتبار..!

يبدو لي أن أفضل الخيارات على المدى البعيد، هو إعادة ممالك ودويلات اثيوبيا إلى حالها الأول، كل واحدة دولة منفصلة، ونعلن اعترافنا بها دولة دولة، ابتداءً بدولة التقراي، ثم جمهورية بني شنقول ودولة العفر، ودعم الصومال في استعادة اقليم الاوجادين، ودعم مطالب الاورومو في حق تقرير المصير. بل ويمتد هذا الحق داخل اثيوبيا إلى كل مجموعة سكانية ذات لغة وأرض وتاريخ مشترك، إسوة ومعاملة بالمثل للسياسات الحبشية تجاه القوميات السودانية.
طالما رفضت الحبشة الاعتراف لنا بالحق الأدنى في الاستفادة من مياه النيل، وتعتبر النيل ملكية سيادية خالصة لها، إذن فلنا نحن ايضاً الحق ان نسعى في مصالحنا، وبشكل علني والمثل بيقول الواضح مافاضح.
اثيوبيا تهدد وجودنا ككيان بشري وجغرافي على الأرض، وبدون مواربة أو خجل، إذن علينا تبني سياسات واضحة تؤدي إلى الغاء الوجود الواحد للحبشة، واعادة بني شنقول الي حضن الوطن السوداني. علينا ان نتوقف عن سياسة الطبطبة والابتسامات الصفراء الباهتة .
يبدو أن خيار الحرب لا تحبذه الدول الكبرى، ولكن تفكيك اثيوبيا هو خيار النفس الطويل، ولاندري ايهم ينهار ويتفكك أولاً: الدولة الأثيوبية أم سد دمار سكان النيل؟؟؟ كل ذلك في الغيب المهم طالما اعلنت دولة الاحباش عن نواياها تجاهنا إذن ما المانع ان نعلن سياساتنا الواضحة تجاههم.
بالمناسبة اثيوبيا هي التي قادت مبادرة دول الايقاد التي أدت الي حق تقرير المصير لجنوب السودان، واليوم تسعي الي دعم حق تقرير المصير في كل من جبال النوبة والانقسنا ومناطق اخرى، لو وجدت الى ذلك سبيلاً، ومن الغباء اعتبار اثيوبيا تتحرك في هذا الاتجاه والنسق، لتجزئة الدولة السودانية حباً في اقرار حقوق الانسان أو دعماً لشعوب أو قوميات مضطهدة، وما جرى في اقليم التقراي هو خير مثال، اذ سحق الجيش الاثيوبي مطالب التقراي بمذابح جماعية. اذن الأمر بوضوح هو المصلحة العليا لاثيوبيا، وهي تفتيت الدولة السودانية ليتمدد عليها أكثر من مئة مليون حبشى، يسكنون الجبال على أرض السودان الخصبة المنبسطة. والأمر ببساطة إن بقاء السودان القوي الموحد، ليس من مصلحة سكان الهضبة الأثيوبية.
اثيوبيا ودول الايقاد حشروا السودان في ركن ضيق ليقبل بان يقسم الي عدة دول بينما اثيوبيا تسحق كل من يطالب بحقوقة من القوميات الأثيوبية حتى ولو لم تطالب بتقرير المصير.
على اثيوبيا الآن وبعد أن جاهرت السودان بالعداء ان تذوق من نفس السم الزعاف الذى سقته السودان ومرحباً بعودة بني شنقول إلى حضن الوطن السوداني العزيز.