السرطان
د. عزيز سليمان علي[*]
يؤثر السرطان على الناس في جميع الأعمار، وحتى الأجنة، ولكن يزيد الخطر مع تقدم العمر. يسبب السرطان حوالي 13٪ من جميع الوفيات البشرية. وتنتج جميع أنواع السرطان تقريبا عن حالات تشوهات في المادة الوراثية للخلايا المتحولة.
مع زيادة عدد السكان، من المتوقع أن يتضاعف عدد الذين تتجاوزت أعمارهم 65 عاماً خلال الفترة من عام 2000 إلى عام 2050. وسيرافق هذا التوسع السكاني زيادة ملحوظة في المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية مع ارتفاع معدل انتشار كبار السن. وبما أن حالات الإصابة بالسرطان تزداد أضعافا مضاعفة مع التقدم في السن، فمن المتوقع أن تكون هناك زيادة في مرضى السرطان الأكبر سنا الذين سيواجهون تحديات في كل مؤسسات الرعاية الصحية .
للسرطان وصف لنمو الخلايا الشاذة والمقدرة في غزو أنسجة في أعضاء مختلفة ولذلك فهو يسمى بالورم الخبيث وتقدر خباثته بمقدرته على الانتقال إلي أماكن متعددة بالجسم. والسرطان هو الأورام الخبيثة، وهو فئة من الأمراض حيث مجموعة من الخلايا تغزو الأنسجة، وتدمر الأنسجة المجاورة ويسمى ورم خبيث سرطاني. يكون السرطان في شكل ورم، ما عدا سرطان الدم لا يشكل ورماً.
يعد التقدم في السن عامل خطر كبير للسرطان، حيث يمثل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً. إن شيخوخة السكان سوف تكون مصحوبة بزيادة ملحوظة في العدد الإجمالي للمرضى المصابين بالسرطان وضرورة أن يكون للأطباء والقائمين على الرعاية خبرة خاصة في كل من طب الأورام وطب الشيخوخة.
الجهاز المناعي يحمي العائل من غزو الكائنات الغريبة من خلال التمييز بين “الذات” و”غير الذات”. هناك لقاحات للسرطان بواسطة الجهاز المناعي في الجسم الذي يحارب الجراثيم التي تسبب العدوى فهي يمكن ان تستغل لمحاربة الخلايا السرطانية. هذه هي الفكرة وراء لقاحات السرطان العلاج المناعي الجديد الذي يدرب الجهاز المناعي لاستخدامه في القضاء على الفيروسات لتدمير الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا السليمة.
إن السرطان قد يحل محل أمراض القلب قريباً، كسبب رئيسي للوفاة في الغرب. هذه التركيبة السكانية تثير تحديات حاسمة يجب أن يفي بها الطب. وهناك نوعان من النسج للسرطان نوع المتميز وغير المتميز، وهو الأكثر ضراوة من المتميز، وذلك لصعوبة تحديد طبيعة منشأ النسج. الخلايا السرطانية عادةً لها مظاهر خاصة، فهى تحمل نواة كبيرة ونويات عديدة، ويمكن أن نجد مجموعتين متماثلتين فى الكروموسومات، تزيد عملية الانقسام الخلوي.
الخلايا الورمية تتميز بنقص اللصوقية، بعضها ببعض، مما يقود إلى انفصال أجزاء منها، وتدخل مجرى اللمف أو الدم حيث تستقر فى أنسجة أخرى. الشيئ الآخر الذى يميز الأورام، هو أن لها المقدرة فى توليد أوعية دموية، يسهل فى عملية تكاثر الأوعية ويؤمن تغذيتها ونشاطها.
من أسباب الأورام هي الوراثة، حيث يوجد استعداد موروث للسرطان، وغالباً بسبب عيب في الجين الذي يعمل ضد تشكيل الورم. الكرموسومات أي الصبغيات لها دور كبير، وهى السبب الثانى فى حدوث السرطان. فالعوامل الوراثية وما لها من عوامل مناعية قد تؤثر على الإنسان، لما لها من عوامل مسببة للسرطان، مثل عوامل البيئة المسرطنة ومدافن نفايات الإشعاعات والأدوية التى تتفاعل مع الحمض النووي، أو الأدوية المثبطة للمناعة أو الهورمونات، وأيضاً العدوى الفيروسية، كما في فيروس الورم التهاب الكبد B وفيروس التهاب الكبد C، وضعف الجهاز المناعي مثل فيروس نقص المناعة البشرية.
من أشكال السرطان هي سرطان الأورام الخبيثة المستمدة من الخلايا الظهارية والمستمدة من النسيج الضام، أو خلايا اللحمة المتوسطة وسرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الدم, والأورام الخبيثة المستمدة من الخلايا المكونة للدم وورم الخلايا الجرثومية. ولوقاية أنفسنا من السرطان، يجب علينا الاهتمام بالكشف الدوري لكشف السرطان في وقتٍ مبكر، أيضاً لعلاج الحالات ما قبل السرطان باكتشاف سرطان عنق الرحم عند النساء بطريقه بابا نيكولا، وهذا يقلل كثيراً من نسبة حدوث هذا المرض عند النساء، وفحص الثدي من قبل النساء أنفسهن له أثر كبير جداً في كشف المرض في حينه، واستئصاله بالطرق الجراحية المختلفة. فتعليم النساء الفحص الذاتي مسألة هامة وضرورية جداً.
اكتشاف الأورام السرطانية، خاصة سرطان عنق الرحم، أصبح لا يشكل معضلة علمية على الإطلاق، وذلك لظهور الوسائل التقنية الحديثة بفحص عينة من الخلايا ما قبل السرطانية. عدم التعرض لفترات طويلة للأشعة فوق البنفسجية من الشمس، يمكن أن يؤدي إلى سرطان الجلد والأورام الخبيثة الجلدية الأخرى.
العلاج بالكيماوي، وهو علاج بالعقاقير الكيماوية المضادة للسرطان، تدمر الخلايا السرطانية باختراقها للخلايا تقويض نسق العمليات الحيوية داخلها، ويفيد هذا العلاج في معالجة الأورام المتنقلة المنتشرة، أما العلاج الإشعاعي أو الجراحي فيقتصر تأثيره على الأورام المتواجدة بمواقع محدّدة، وفعّاليته المتميّزة تعود إلى حقيقة أن الخلايا السرطانية، بطريقة ما، هي أكثر حساسية وأشد تأثراً بالكيماويات من الخلايا الطبيعية. العلاج الكيماوي يعمل على كل الجسم لانتقال العقاقير الكيماوية عبر الدورة الدموية إلى كل أجزاء الجسم، وقدرتها على تدمير الخلايا السرطانية حيثما تبلُغ، وقد يتم استخدامه قبل المباشرة بالجراحات عند الأورام الصلبة تحضيراً لها، وبُغية تسهيلها؛ بحسره وتقليصه للورم، بما يُعرف بالعلاج الكيماوي المبدئي المساعد.
العلاج الضوئي هو علاج السرطان الذي ينطوي على حساس ضوئي، والضوء بأشعة الليزر أو العلاج الإشعاعي، العلاج بالأشعة السينية، أو التشعيع هو استخدام الإشعاع المؤين لمحاربة الخلايا السرطانية. الإشعاع المؤين مثل غاز الرادون إشعاع الترددات الراديوية غير المؤينة من الهواتف المحمولة وغيرها من المصادر كسبب للسرطان والعلاج الكيميائي كأدوية السامة للخلايا التي يمكن أن تطمس الخلايا السرطانية.
هناك نوع من أجهزة علاج الأورام حيث يدمج جهاز الرنين المغناطيسي بالعلاج الإشعاعي. بأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي العادية، التي تسمح برؤية الأورام بدقة، لكنه يجمع بين التصوير والعلاج الإشعاعي الموجه، ويسمح الجهاز بدقة التصوير لتتبع الورم أثناء العلاج وتوجيه حزمة الأشعة من دون تأثيرات جانبية على المريض.
[*] استشاري الطب الباطني القلب وطب الشيخوخة.