إقتصاد

الصادق علي حسن يكتب. تضارب واضطراب في خطاب قائد الدعم السريع (٤)

حالة التوهان، وطيران الدعم السريع يجلي الجرحى والمصابين من مطار نيالا


في تعليق حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي على خطاب حميدتي الأخير برزت حالة التوهان التي صارت سمة ملازمة لكل أطراف الحرب والقوى والتنظيمات السياسية السودانية ، ففي ختام تعليقه دعا مناوي حميدتي ببساطة متناهية للقيام بمبادرة وطنية، وكأن الأمر بهكذا سهولة ، لقد كان يمكن أن تكون لمثل هكذا دعوة الأثر الإيجابي إذا كانت الظروف مواتية حتى في ظل التصعيد المتبادل بين الطرفين المتحاربين، ولكن أين هي الرؤية المفضية لمعالجة الحرب ، ولماذا قامت الحرب أصلا ، وهل يمكن مخاطبة هكذا قضايا مستفحلة بهكذا مبادرة وطنية يقوم بها حميدتي كما دعاه مناوي (قم بمبادرة وطنية وأحرق كل الالتزامات الخارجية وأنقذ ما تبقى من السودان ) ، لقد عبر مناوي عن حالة الما وراء والتي تعيد الذاكرة إلى كيفية عمل العقل الباطن ، فبعد كل أحاديث مناوي عن مليشيا الدعم السريع وانتهاكاتها المرتكبة واستجلاب المرتزقة عاد ليتحدث عن مبادرة وطنية يقودها حميدتي بذات نفسه ، هذا كافيا ليكشف بأن هذه الحرب الدائرة بلا أهداف سوى الوصول إلى مراكز السلطة وقد صارت كل الأطراف مجرد مطايا ، وبمثلما لا توجد فلسفة للخروج من الأزمة لدى مناوي الذي يدعو حميدتي للتقدم بمبادرة وطنية وحرق كل الالتزامات الخارجية وانقاذ ما تبقى من السودان، لا يملك حميدتي نفسه أي فلسفة، كذلك البرهان وأعوانه، كما وليس لأي طرف من الأطراف الأخرى المتصارعة رؤية حول وقف الحرب أو إدارة الدولة ، لذلك ظلت الدولة من متاهة إلى متاهة أخرى ، لقد سخر مناوي في تعليقه من أجهزة ومؤسسات الحكم الإقليمي بإقليم دارفور وهو الذي يتربع على رئاستها وقال مخاطبا حميدتي (إن الحرب بدأت في لحظة وأحدة في كل السودان بما في ذلك الفاشر، وأنت سيد العارفين أن قائد قواتك ابو شوك أصيب في الفاشر داخل الفرقة السادسة بالضبط العاشرة صباحا يوم ١٥ أبريل ٢٠٢٣م عندما دخلها وهو يحمل كلابيش بيده اليسرى والبندقية بيده اليمنى طالبا من قائد الفرقة تسليم القيادة، بقوله دقت ساعة الصفر وهو قادم من مقر الوالي الذي أكد له تسليم الولاية مما كلفه أن يقوم برعاية الغزلان الموجودة داخل مقار سكن الوالي حتى يعود من القيادة) ،إن وقائع تكليف الوالي برعاية الغزلان الموجودة داخل مقار سكن الوالي لا يصلح للسخرية والتهكم وإنما يصلح في إبراز مدى حالة ضعف حكومتي الإقليم والولاية وهما تحت السلطة الإشرافية لحاكم الإقليم مناوي ، هذه أول مرة يكشف فيها مناوي للرأي العام بأن أبو شوك ومن السياق يقصد قائد الدعم السريع الأشهر بشمال دارفور جدو أبو شوك في صباح يوم نشوب الحرب بالخرطوم ذهب لرئاسة الفرقة الساسة لإستلامها بعد أن دان له الأمر برئاسة الولاية .

رسالة مزدوجة :

رسالة حميدتي بشأن تدخل الطيران المصري في القتال إلى جانب الجيش في الحرب وفي معركة جبل موية قصد منها أن تصل الرسالة مباشرة منه للقيادة المصرية وللرأي العام السوداني، في جانب القيادة المصرية ردت الخارجية المصرية على رسالة حميدتي بالنفي الشديد ووصفت قواته لأول مرة بصورة رسمية في بيان الخارجية المذكور والصادر بالنفي وصفت الدعم السريع بالمليشيا .الدعم السريع يتحدث عن الطيران المصري وفي نفس الأيام يتحدث سكان مدينة نيالا بأن الطيران المساند للدعم السريع لثلاثة أيام متتالية ظل يحلق على مسافات قريبة من أسطح المنازل بمدينة نيالا لإجلاء الجرحي والمصابين، السودان الآن ساحة مستباحة وأطراف الحرب أدواتها،إما في جانب الرأي العام السوداني فلم تظهر حتى الآن أي ردود أفعال شعبية، وظلت الردود محصورة في دوائر الوسائط ما بين أنصار الطرفين المتحاربين، مما يعني أن الأثر المعتبر ورد الفعل ظهر في الموقف الرسمي المصري الذي كان يوازن قبل بيان حميدتي الأخير في علاقاته مع طرفي الحرب (الجيش والدعم السريع ) .لم تعلن مصر قبل خطاب حميدتي المذكور بأي صورة رسمية أي موقف تجاه قوات الدعم السريع يشير بالوصف باعتبارها مليشيا ، ولكن عقب خطاب حميدتي وصف البيان المنشور في كل الوسائط والمنسوب للخارجية المصرية الدعم السريع بمليشيا الدعم السريع ، فما الذي كان يتوقعه حميدتي من مصر وقد أستهل بنفسه التصعيد وليس بواسطة مساعديه ، فما الذي كان يتوقعه حميدتي وأعوانه من هذا الإعلان ، هل بدأ في التفكير بالدفع بدعاوى وشكاوى في مواجهة الجيش السوداني والطيران المصري معا (تضامنا أو بالإنفراد) أمام جهات دولية كما قيد نظام البرهان شكوى لدى مجلس الأمن الدولي ضده ودولة الإمارات ، وهل للدعم السريع الصفة التي تخوله، كما أوليس هذا الإعلان (هكذا) يُقرأ في إطار التصعيد الممنهج والرغبة في توسيع دائرة الحرب؟ ولماذا يتحمل المواطن خاصة في دارفور نتائج هذه الحرب وكوارثها ولأجل من؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى