
المرصد الفلكي في مروي – عظمة الحضارة السودانية

عمر الحاج عبد الحفيظ عمر[*]
لقد ساهم أسلافنا قدماء السودانيين في تطوير العلوم الإنسانية. وقد وصلوا لمراحل متقدمة ومتطورة من علوم المعادن والمواد والهندسة والهيدروليكية. وكان لهم تأثير عميق في انتشار هذه المعرفة على الحضارات القديمة.
في عام 1914، اكتشف عالم الآثار الإنجليزي جارستانق في العاصمة الملكية مروي (جوار كبوشية) مرصد فلكي يحتوي على عمود مربع وعليه مثلثات هندسيه وآخر ثماني الأضلاع. وأكتشف على حائط هذا المرصد وجود معادلات هندسيه وفلكيه. بالإضافة إلى وجود رسومات لرجلين كان يعتقد بأنهم علماء فلك، لكن لاحقاً تم التوصل بأنها إرشادات للفلكيين بكيفيه استعمال المرصد مدونة باللغة المروية.

تعتبر علوم الفلك من أقدم العلوم التي اهتم بها الإنسان لتحديد الأحداث الفلكية وربطها بالتقويم السنوي ومواسم الفيضان والحصاد والاحتفالات الدينية وغيره. وقد تم التوصل إلى أن استخدام هذا المرصد الفلكي كان لمراقبه النجوم وأحداث التقويم السنوي بالإضافة إلى الأحداث الفلكية الأخرى المرتبطة بالشعائر والمعتقدات الدينية القديمة ومواسم الزراعة.
حقيقه أن قدماء السودانيين قد توصلوا لتقنيات منهجيه لتدوين الملاحظات العلمية والفلكية يعكس قمة التطور والرقي الحضاري الذي توصل له أسلافنا وعن مستوى عالي من المعرفة والتعليم في السودان القديم.
المصدر:
“على المرصد الفلكي المروي،” توماس لوقان وبروس وليامز
On The Meroe Observatory – Thomas J. Logan and Bruce Williams.
https://www.academia.edu/3358919/On_the_Meroe_Observatory_by_Thomas_J_Logan_and_Bruce_Williams
[*] باحث مستقل في التاريخ والإرث الحضاري السوداني.