مقالات

الموت

د. عزيزة

د. عزيزة سليمان علي

الموت هو حالة توقف الكائنات الحية نهائياً عن النمو والاستقلاب والنشاطات الوظيفية الحيوية. الموت هو فرض على كل إنسان وهو ميقات العباد. الموت هو اللغز الأكبر بالنسبة للإنسان، وشغله الشاغل إلى اليوم، وبين من يعتقد بوجود حياة وبعث بعد الموت، وبمن يعتقد أن الإنسان يفنى بفناء جسده، يظل العالم الذي قد نراه بعد الموت مغيباً ومبهماً.

جسم الإنسان يحتوي على عمليات الهدم والبناء بمعنى آخر الموت والحياة معاً، هذه حقيقة علمية وليست فلسفة وهمية. فجميع الانشطة البيولوجية تتوقف والتي تؤدي إلى الوفاة. يعتبر الموت الفسيولوجي السريري ليست مؤشراً حاسما لنهاية الحياة, فالموت السريري ليس كافياً لتحديد الموت الحقيقي إذا بقي الدماغ حياً.

الجدير بالذكر أن الموت السريري هو مصطلح يستخدمه الأطباء ليعبروا عن حالة توقف جريان الدم والتنفس اللازمين لاستمرار الحياة. وطبياً، يمكن للطبيب إعلان وفاة المريض في حالتين، الأولى هي الموت السريري غير القابل للعكس ما لم يتم أو ينجح الإنعاش والثانية هي الموت الدماغي.

النظريات الفسيولوجية لأسباب الموت هي نقص الأوكسجين في الدماغ وزيادة أوكسيد الكربون والإندورفين وغيرها من الناقلات العصبية نقص غير طبيعي في وظائف الفص الصدغي الذي  يشارك في معالجة المدخلات الحسية وتحويلها إلى معاني مفهومة من أجل الاحتفاظ بها في الذاكرة البصرية، فهم اللغة،
وربط العواطف.

الأطباء يعرفون الوفاة بتوقف التنفس والقلب والدورة الدموية توقفاً لا رجعة فيه. صحيح أن الأطباء يستطيعون إيقاف القلب عن العمل لمدة ساعتين، أو أكثر أثناء عملية القلب المفتوح، لكن الدورة الدموية لا تتوقف، ولا
لمدة ثوان، وكذلك يوقف التنفس الطبيعي بالتنفس بواسطة المنفسة في جميع حالات التخدير العام، وإجراء العمليات، كما أن التنفس بالمنافسة, يستخدم في حالات توقف التنفس، وقد يجري التنفس في حالات الإسعاف بواسطة النفخ في الفم أو بواسطة جهاز النفخ الذي يحمله المسعفون في حقائبهم، وفي هذه الحالات جميعًا، فإن التنفس يستمر، ولو بطريقة ميكانيكية غير طبيعية، وذلك غالبًا ما يكون لفترة محدودة من الزمن، بحيث يعود الشخص المصاب إلى التنفس الطبيعي.

وعادة ما يقوم الأطباء بمحاولة إنقاذ الحالات المصابة، إذ ربما تكون الإصابة مؤقتة وغير دائمة، فيستخدمون أجهزة الإنعاش بما في ذلك المنافسة التي تقوم بوظيفة الرئتين. وبمساعدة القلب ليستمر في عمله. باستخدام هذه الوسائل تستمر الدورة الدموية، ويستمر القلب في الضخ والنبض، وتستمر الرئتان في التنفس، ولكن عند معاودة الفحص يتبين للأطباء أن الدماغ قد أصيب إصابة لا رجعة فيها، وأن الدماغ قد مات. وبالتالي فإن استمرار عمل القلب والمنافسة إنما هو عمل مؤقت لا فائدة منه. إذ إن القلب سيتوقف حتمًا خلال ساعات أو أيام على الأكثر من موت الدماغ، وإن كانت هناك حالة موثقة تبين فيها أن القلب استمر في العمل بدعم الأجهزة بعد موت الدماغ.

وظيفة القلب عند توقفها تستبدل بمضخات تضخ الدم لكل الجسم يستعان بها ولكن اذا حدث دمار بالدماغ خاصة جذع الدماغ والذى يحوى المراكز الحيوية هذا يعني الموت الدماغي  بالرغم من نبضات القلب واستمرار التنفس بمساعدة آليات التنفس.

أصبح بإمكان الأطباء التغلب على الكثير من الإصابات والأمراض التى كانت تعتبر قاتلة وتؤدى الى الموت المحتوم، أما الموت الدماغي فهو نهاية الحياة لأن نسيج الدماغ لا يمكن إصلاحه أو استبداله. في الدماغ  توجد مراكز مجموعة العمليات الحيوية مثل عمل القلب، الجهاز التنفسى، البلع والقئي والسعال وغير ذلك من المهام الحياتية الأخرى ولذلك نقول أن الموت الحقيقي هو موت الدماغ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى