مقالات

تأمُّلات كمال الهِدَيْ.. كلام الفلول..!!

  • إن تناولت سياسات وزير في هذه الحكومة وعاتبتهم على شغل المحاباة والمحسوبية والتواطؤ مع المخربين فأنت
    كمال الهِدَيْ

    تردد كلام الفلول.

  • ولو تحدثت عن قصور وشوائب لجنة إزالة التمكين -التي لا تحصى ولا تعد – فأنت غير مؤمن بمباديء وأهداف ثورة ديسمبر، أو أنك تحولت من معسكر الداعمين إلى المعسكر المناهض لها، وكأن هذه الثورة مُسجلة بأسماء كائنات محددة في هذا البلد.
  • وإن قلت أن أهل السودان الغلابة الجائعين المتعطشين لكل شيء لم يحسوا بأثر لما تمت مصادرته من ممتلكات وعقارات وأموال طوال الفترة الماضية فأنت متعجل النتائج.
  • وإن سألت عن نتائج مبادرات مثل “جنيه حمدوك”  و” القومة للسودان”  فأنت ممن يتيحون الفرص للكيزان والفلول لكي يضيقوا الخناق على حكومة الثورة.
  • ولو أشرت للضائقة المعيشية الخانقة – التي يعيشها شعبنا منذ تشكيل هذه الحكومة – فأنت تتعمد تجاهل (حقيقة) أن الكيزان هم سبب كل البلاوي التي تحيط بنا.
  •  يحيرني أمر بعض المستنيرين السودانيين الداعمين للثورة، فهم يرون أن الدعم لا يكون إلا بغض الطرف عن الأخطاء والنواقص وتكرار ذات الكثير من الممارسات التي ثار شعبنا ضدها في زمن المقاطيع.
  • دعم الثورات لا يكون بالصمت والتغاضي عن خطأ وراء الآخر إلى أن تغرق البلد في دوامة جديدة، وهو ما جرى ويجري تحت سمعنا وأبصارنا للأسف الشديد.
  • فحين بدأنا بانتقاد أول وزير إعلام في حكومة الثورة وكتبنا مراراً وتكراراً مؤكدين أن الإعلام هو رأس الرمح في أي تغيير ، وأن تهاون فيصل مع الفلول سيؤثر على الثورة وحكومتها سلباً كنا نسمع أصواتاً رافضة لأي نقد يوجه للوزير بحجة أن مهمته تحتاج للوقت، مع أن أي انقلابيين دعك من حكومات الثورات يبدأون بتوجيه دباباتهم للإذاعة والتلفزيون منذ الساعات الأولى، وفي ذلك تأكيد على أنك لا يمكن أن تصل للناس إن تركت الإعلام لمن سبقوك في الحكم.
  • ووقت أن كنا نشير لتقصير الدكتور حمدوك وعدم استعانته داخل مكتبه بالثوار الحقيقيين واعتماده عوضاً عن ذلك على شخصيات ربما فرضتها جهات لا نعلمها، طالبونا بأن (نلوك) الصبر، ولم يفت علينا وقتها أن (لواكة) الصبر في مثل هذه الأحوال ستكون عواقبها وخيمة.
  • وعندما بدأت مفاوضات اقتسام كعكة الوطن في جوبا دون مشاركة تذكر من أعضاء الحكومة المدنية – بإستثناء التعايشي – الذي وضح فيما بعد أنه أُختير بعناية فائقة، عندما بدأ ذلك التفاوض المريب قلنا أن اتفاقاً يؤسس على المحاصصات سوف يعيق الثورة ويعقد الأوضاع عاتبنا البعض وتوهموا أن ضيقاً في الأفق يمنعنا من مساندة أي جهود رامية لتحقيق السلام في البلد.
  • وحين وحين وحين.. كلما أوشكت كارثة على الوقوع يُطلب منا أن نصبر وننتظر وألا نتعجل النتائج.
  • ومع كل انتظار كنا نغوص في وحل أعمق وتحل علينا المصائب من كل صوب.
  • أرجو أن يتذكر بعض المستنيرين السودانيين الداعمين للثورة أسماء مثل اسحق، محمد عبد القادر، ضياء، الهندي، مزمل، الصادق الرزيقي وآخرين.
  • فقد دعم هؤلاء نظام المخلوع وزينوا أخطاءه وغضوا الطرف عن  القصور والنواقص ومؤشرات التدهور والجرائم حتى أوصلنا ذلك النظام للحال الذي استعصى على حكومة الثورة إصلاحه.
  • فهل المطلوب اليوم هو أن تتبدل الأسماء لنحل نحن مكان هؤلاء ونمارس ذات الدور الذي كانوا يقومون به في ظل حكومة المقاطيع، أم ماذا!!
  • ليس لدينا أدنى شك في أن الفلول يسعون ليل نهار لتخريب كل عمل من شأنه أن يساهم في بناء هذا الوطن، لكن من الذي سمح لهؤلاء الفلول بأن يظلوا مؤثرين في مجريات الأحداث وسهل لهم مهمة إعاقة الثورة!
  • هل نسيتم الأيام الأولى التي أنزوى فيه الكيزان في أركان قصية وامتلأوا رعباً وهلعاً مما هو آت!
  • إن نسيتم ذلك فنحن لم ولن ننساه.
  • لكن بمجرد أن وجدوا تساهلاً ملحوظاً من الشق المدني في حكومة الثورة عادوا لممارساتهم التخريبية المعهودة في وجود إعلام (فلولي) بموافقة حكومة الثورة.
  • قلت تساهل الشق المدني لأن الشق العسكري في الحكومة معروف بموالاته لهم، لكن ما يفوت على البعض أن الشق العسكري نفسه وبالرغم من ثقوب وثيقة ساطع وابتسام السنهوري ما كان له أن يمارس غطرسة اليوم لو وجد مدنيين أشداء وثوريين حقيقة.
  • فلماذا نصر دائماً على إيجاد الأعذار للدكتور حمدوك وحكومته ونلقي بكل اللوم على أعداء الثورة وحدهم!!
  • هل سمعتم طوال حياتكم بثورة بدأت واستمرت واكتملت دون وجود أعداء يحاولون جرها للوراء!!
  • من يظن أن الجولات الخارجية والانفتاح على العالم الخارجي وانتظار المنح والهبات والقروض سيحل مشاكلنا بالغة التعقيد واهم جداً.
  • فالمطلوب داخلياً أكبر بكثير مما قدمه رئيس الوزراء حتى اللحظة.
  • وبدون مواقف داخلية قوية لن يجني شعبنا شيئاً وإن تدفقت مئات المليارات من دولارات الخارج يومياً في مصارفنا.
  • أختم المقال بالإشارة لحادثة مصادرة بيت شيخ الإفك والضلال وكبير المجرمين في حكومة المقاطيع علي عثمان.
  • لا يهمنا كثيراً ما جرى لأسرة هذا القاتل.
  • فقد اقتات أفراد أسرته من مال السحت وأذعنوا لإرادة رب أسرة مجرم تسبب في قتل الآلاف من أبناء شعبنا.
  • لذلك فأي حديث عن التعاطف مع أصغر أفراد أسرته يعد ضرباً من العبط في رأيي.
  • لكن إن ظن أعضاء لجنة إزالة التمكين أن مثل هذه المشاهد هي مبلغ همنا فهم مخطئون.
  • صحيح أننا نفرح باسترداد أموالنا وممتلكاتنا المنهوبة، لكن ليس قبل أن نحس بأثر ذلك على حياتنا.
  • فقد سمعنا عن المئات من قطع الأراضي والعقارات والمليارات من الجنيهات المُستردة، إلا أننا لم نر لذلك أي أثر على حياة السودانيين، ولذلك يصبح لزاماً علينا  أن نسأل: إلى أين تذهب كل هذه الأموال؟!
  • ولن نفرح أيضاً قبل أن نلمس جدية اللجنة في التعامل مع (كافة) اللصوص والمفسدين، فما يجري حتى اللحظة (شغل خيار وفقوس) لا يخفى على عاقل.
  • الكثير من الكيزان واللصوص الذين استفادوا من فسادهم ما زالوا طلقاء وتواصل مؤسساتهم الإعلامية وشركاتهم عملها بكل سلاسة، فكيف تريدون إقناعنا بأن هذه اللجنة تمثل سنداً حقيقياً للثورة وحكومتها!
  • كيف للمواطن أن يصدق ذلك يرى القنوات الفضائية والعديد من الصحف التي تأسست بأموال الشعب مستمرة في تقديم خدمتها الإعلامية الداعمة للفلول وإن تدثرت ظاهرياً بلباس الثورة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى