الأخبارسياسة

تبدأ اليوم محادثات جنيف في ظل عدم موافقة الجيش السوداني على المشاركة.

تبدأ اليوم محادثات جنيف في ظل عدم موافقة الجيش السوداني على المشاركة.

ستكون المناقشات محورها “القضايا العملية” بسبب عدم إمكانية إجراء وساطة رسمية.

من المقرر أن تبدأ اليوم الأربعاء في سويسرا محادثات لوقف إطلاق النار في السودان، بوساطة من الولايات المتحدة التي تعتزم المضي قدماً في هذه المفاوضات حتى لو لم يشارك الجيش السوداني.

يغرق السودان منذ 15 أبريل 2023 في صراع عسكري بين الجيش تحت قيادة عبدالفتاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، مما وضع البلاد على حافة المجاعة.

فشلت جولات التفاوض السابقة التي أقيمت في مدينة جدة برعاية أمريكية وسعودية.

في نهاية يوليو (تموز) الفائت، دعت واشنطن الطرفين المتقاتلين إلى جولة جديدة من المفاوضات، التي من المقرر أن تبدأ اليوم الأربعاء، وذلك في محاولة لوضع حد للحرب المدمرة التي استمرت لحوالي 16 شهراً.

طرف موافق وآخر معترض

قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرييلو إن “قوات الدعم السريع قد أبدت موافقتها بدون شروط على المشاركة”.

لكن السلطات السودانية، التي يقودها الجيش الحاكم الفعلي، أعربت عن تحفظاتها تجاه الدعوة الأميركية لعقد مفاوضات في جنيف، وأعربت عن اختلافها مع الولايات المتحدة بشأن المشاركين، مما يدل على أنها لن تشارك في هذه المحادثات.

ترغب واشنطن في إشراك الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة كمراقبين في محادثات جنيف التي تتولى رعايتها مع السعودية وسويسرا. ومع ذلك، اعترضت الحكومة السودانية بقيادة الجيش على مشاركة الإمارات، بينما ترى الولايات المتحدة أن أبوظبي والقاهرة يمكن أن يلعبا دور “الضامنين” لضمان عدم تحويل أي اتفاق إلى مجرد كلام على ورق.

فيما أفادت مصادر مطلعة لصحيفة “الشرق الأوسط” أن الإدارة الأمريكية أعطت الجيش السوداني “مهلة لا تتجاوز ثلاثة أيام” للانخراط في مفاوضات سويسرا التي تهدف إلى إنهاء النزاع في البلاد، مشيرة في نفس الوقت إلى بدء المشاورات في 14 أغسطس الحالي.

من جانبها، ذكرت مسؤولة بارزة في الحكومة الأميركية، خلال اجتماعات غير مباشرة مع مجموعة من السودانيين يوم الثلاثاء، أنها تلقت معلومات عن وصول وفد من “قوات الدعم السريع” إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات.

وأشارت إلى أن التفاوض سيبدأ في الأوقات المحددة، حتى وإن غاب الجيش السوداني عن المشاركة.

وأوضحت أنه قد لا يشارك أي من المسؤولين الذين يمثلون القيادة العسكرية في السودان.

أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” بأن وفد “قوات الدعم السريع” المتجه إلى جنيف يترأسه عزي الدين الصافي، ويضم مجموعة من المستشارين الرئيسيين لقائد “الدعم السريع”، محمد حمدان دقلو المعروف بـ “حميدتي”.

من جهتها، أعلنت “قوات الدعم السريع” عبر منصة “إكس” عن وصول وفدها إلى جنيف يوم الثلاثاء، مشددة على أن وفدها “يحمل الرغبة والإرادة الحقيقية لإنهاء معاناة الشعب السوداني”.

كما أشارت إلى أن “الدعم السريع” تتعامل بشكل إيجابي مع جميع المبادرات الإقليمية والدولية التي تهدف إلى إنهاء الحرب وتحقيق السلام المستدام في السودان.

وأشارت إلى أنه: “نأمل في إجراء محادثات بناءة ومثمرة تساعد في تسهيل تقديم المساعدات الإنسانية لكل المتضررين من الحرب، إلى جانب استكشاف طرق فعالة لتعزيز حماية المدنيين”.

امتداد لمحادثات جدة

يشكك الجيش السوداني في فائدة إيجاد منصة محادثات جديدة بخلاف المعتمدة في جدة، إلا أن بيرييلو أكد أن “هذه المحادثات هي استمرار” لتلك التي تمت في جدة.

وأشار المبعوث الأميركي إلى أن المحادثات ستستمر بوجود سلطات الخرطوم أو بدونها، لكنه أشار إلى أنه في حال عدم حضور ممثلي الحكومة، فإن “الوساطة الرسمية لن تتم”، وأن تركيزنا سيكون موجهًا نحو القضايا العملية.

أُقيمت في جنيف من 11 إلى 19 يوليو الماضي جولة من المحادثات الأولية بين الأطراف المتصارعة في السودان، برعاية مبعوث الأمم المتحدة، الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة. وتركزت هذه المحادثات على قضايا المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.

عند إعلان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن جولة جديدة من المحادثات، ذكر أنها “تهدف إلى إنهاء العنف في مختلف أنحاء البلاد، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لكل من يحتاج إليها، وتأسيس آلية فعالة للمراقبة والتحقق لضمان تنفيذ أي اتفاق”. وأوضح أن هذه المحادثات لن “تناقش القضايا السياسية الأوسع”.

رأى آلان بوزويل، مسؤول منطقة القرن الأفريقي في مجموعة الأزمات الدولية، أن “استئناف المحادثات سيكون خطوة إيجابية، خاصة أن أي مفاوضات رسمية لم تُجرَ منذ العام الماضي”.

أشار بوزويل في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن انخراط الجيش في هذه القضية يبدو غير محتمل، نظراً لأن معسكر البرهان يواجه “انقسامات داخلية كبيرة” بشأن هذا الموضوع.

ورأى أنه إذا لم يشارك ممثلو الجيش، فإنه سيكون على الدبلوماسيين تغيير أهدافهم. وأشار في الوقت نفسه إلى أن البرهان “سيواجه ضغوطاً متزايدة من الخارج إذا اعتُبر العقبة الرئيسية أمام إنهاء النزاع”.

من المتوقع أن تستمر جولة المحادثات التي ستعقد في سويسرا، في مكان لم يُحدد لأسباب أمنية، لمدة تصل إلى 10 أيام كحد أقصى.

على حافة المجاعة

تجري المحادثات في وقت حذرت فيه المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة من أن البلاد على وشك الوصول إلى “نقطة انهيار” كارثية، وتواجه أزمات عديدة تهدد حياة عشرات الآلاف.

دفعت الحرب البلاد إلى شفير المجاعة، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف.

من السودان، أكد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر على “أهمية” وقف إطلاق النار.

ونقل إلدر قائلاً: “كنت أتحدث إلى جراح لم يحصل على راتبه منذ 16 شهراً، وقد أجرى عمليات جراحية لعدد من الأطفال الذين أصيبوا أو لقوا حتفهم أثناء لعب كرة القدم. وهو قال لي: إذا رأى أولئك الذين يشعلون هذه الحرب تلك الجروح وهؤلاء الأطفال الذين توفوا، لوجدوا الطريقة للجلوس والتفاوض”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى