
تحركاتها تثير قلق المراقبين… هل تعرقل القاهرة جهود السودانيين لحل الازمة..؟
هل تسعى القاهرة لعرقلة جهود السودانين لانهاء الازمة السياسية والتمهيد لانتقال السلطة للمدنيين..!؟ ولماذا صمتت كل هذه الفترة ودفعت بمبادرة او مقترح اذا صح التعبير لفتح مسار جديد لعملية التفاوض بين الاطراف في الوقت الذي قطعت اطراف الازمة شوطا كبيرا في العملية السياسية..! ألم يكن بامكان القاهرة الاسهام في اقناع الرافضين للعملية اذا ارادت مصلحة السودان بالفعل!!؟ هذه الاسئلة واخري ظلت محور النقاش في مجالس السودانيين والمراقبين للشأن السوداني بالداخل والخارج.
حسب الراصدين للتعامل المصري ازاء الازمة السودانية، تسعى مصر الرسمية عرقلة اية محاولة للانتقال السلمي للسلطة في السودان خشية انتقال العدوى اليهم، ويعتقد المحلل السياسي ومدير جامعة النيلين الاسبق البرفسير حسن الساعوري أن كل المؤشرات للتعاطي المصري إزاء السودان تؤكد ان القاهرة لن تسمح باستقرار السودان سياسيا، لجهة ان توصل السودانيين لاتفاق بانتقال السلطة للمدنيين يعني اهتزاز عرش السلطة العسكرية في القاهرة، ولم يستبعد الساعوري من تخطيط مصر لانقلاب عسكري في السودان حال فشل محاولاتها في عرقلة العملية السياسية الجارية الآن بالخرطوم.
ووصف سياسيون توقيت المبادرة المصرية بغير المناسب، ويعتقدون ان التدخل المصري لحل الازمة السودانية جاء متأخرا ويقول د. محمد بدر الدين الامين العام المكلف لحزب المؤتمر الشعبي ان مصر تشكل اهمية قصوى للسودان وكذلك العكس، وقال ” نحن لا نرفض مساعي القاهرة لحل المشكلة السودانية ولكن المبادرة المصرية جاءت متأخرة، أي بعد ان قطع السودانيون شوطا طويلا في العملية السياسية” وتابع ( نعول على القاهرة في تسهيل العملية الجارية بينما لقد فات الاوان علي طرح منبر جديد ).
ويتفق الكاتب الصحفي وعضو نقابة الصحفيين السودانيين وليد النور مع بدر الدين وقال ان مصر رغم اهميتها وازلية العلاقة بينها وبين السودان الا انها جاءت متاخرة وتابع ( المبادرة المصرية جاءت بعد ان قطع الاتفاق الاطاري شوطا بعيدا ومن شأن المبادرة ان تعرقل حل الازمة لسودانية التي لا تقل تأثيرها على مصر من تأثيرها على السودان.
ويقول المحلل السياسي سعد محمد احمد ان مصر الرسمية ما زالت تتعامل بعقلية الاستخباراتية مع السودان واضاف ان جهل القادة المصريين لطبيعة الشعب السوداني هي ما تجعلها تفشل في بناء علاقة طيبة بين البلدين، ومضي سعد بقوله ان الحكومة المصرية تسعى بكل ادواتها الاستخباراتية في اجهاض اي تحول ديمقراطي للسودان، ولكنها لا تدرك ان الشعب السوداني المدرك لمصالحه لن يسمح بذلك.