
أعمدة رأي
تسابيح مصطفى تكتب الملء الثاني لسد النهضة .. المخاطر تقترب بسرعة
على نحو متوقع أعلنت أديس أبابا على الملء الثاني في التوقيت المعلن دون التوصل لاتفاق مع الأطراف الأخرى الأمر الذي دفع السودان إلى تقديم مذكرة احتجاج للاتحاد الافريقي ..
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن من أين تستمد اثيوبيا جراءة المضي في قراراته الآحادية وهل هناك قوى مؤثرة تقف إلى جانبها وتحميها من أي مساءلة حال تضررت دول المصب من السد ، أم أن الأمر مرتبط بجدولة مراحل المشروع الذي خسرت حيالها اثيوبيا أموال طائلة ولا تريد أن تتكبد خسائر فادحة حال استجابت للضغوط وتخلت عن الملء المرحلي وفق المخطط .؟؟
الغريب في الأمر أن إثيوبيا تتعامل مع الأمر دون التفكير في العواقب المحتملة من جدولتها للملء ، ودون التزام أخلاقي وقانوني لأية تبعات سالبة على دول المصب .
المراقبون يقولون إن الملء الثاني سيكون وخيما على السودان ، وقد تصل نتائجه الى جفاف الأحواض المرتبطة بالنيل مثل حوض (السليم) في الولاية الشمالية الذي يعتمد عليه المزارعون في ري محاصيلهم ، وتناقص كمية المياه الذي قد يتسبب في تراجع إنتاج الكهرباء المائي ، وفشل الموسم الشتوي في كل السودان .
* لجوء السودان للاتحاد الافريقي غير كاف لتفادي المخاطر المحتملة ، وينبغي الإسراع في تنوير المجتمع الدولي والمؤسسات العدلية بهذه المخاطر ، الوقت يمضي بسرعة وهذا يعني أن المخاطر تقترب بسرعة .
* موقف الحكومة المصرية محير وغامض إزاء القرار الاثيوبي ، عدا بعض التصريحات التي تشعر بأنها لا يعدو كونها اكثر من فصل من فصول التمثيلية التي لمح لها بعض المراقبين وهي أن مصر تتصنع الاحتجاج والاستنكار دون القيام بأية خطوة عملية لمنع عملية الملء .. اذا كانت مصر متضررة ما صمتت لحظة ، واقامت الدنيا وما اقعدتها .. كما هو معروف أن مصر تتمتع بعلاقات دولية وإقليمية اكثر من السودان ، ولكنها لم تستغلها حتى الآن في إقناع أو إجبار أديس أبابا على التراجع من قراراتها الآحادية ما يعضد شكوك المراقبين بأن هناك ثمة اتفاق اثيوبي _ مصري في استمرار الأولى في اكمال بناء السد وعمليات الملء دون اتفاق أو الالتزام بالمسؤولية القانونية حال تضرر دول المصب ، وخصوصا ان هناك تسريبات في وقت سابق عن طلب مصري من اثيوبيا على اتفاق ثنائي دون السودان ، لكن اثيوبيا رفضت ذلك وتمسكت بالسودان باعتباره طرف اصيل في عملية التفاوض .
* ليس هناك حل سواء التعامل بحسم مع أديس أبابا في هذا الملف ، وعلى السودان عدم الاعتماد على الموقف المصري أو التمثيلية المصرية اذا جاز التعبير في مناهضته لعمليات الملء دون اتفاق مسبق