إقتصاد

جسر الشمال لعبور الفلول

بقلم الاستاذ/سعد محمد احمد
جسر الشمال لعبور الفلول
في سبيل البحث لسرقة الثورة أصبح كل شي مباح بعد فض الاعتصام لجأ الجنرالات إلى الإدارة الأهلية كحاضنة سياسية لإجهاض الثورة ووأد التحول الديمقراطي بعد قتل الثوار ورميهم في النيل ولابعاد ما بقى منهم من المشهد السياسي لحيل حاضنة سياسية من بعض الإدارات الأهلية السهلة التطويع من مجموعات بيع الذمم والمواقف السياسية مقابل قبض الأثمان عينا ونقدا، ولا يدري كليهما أن هذا الأمر لا يمكن أن تمر في ظل الجيل الثوري الواعي الصعب المدرك لحقوقه، ويبدو أن الجنرالات الذين رضعوا من أثداء النظام المخلوع لم يتعظوا من تجاربهم الفاشلة المتكررة في سبيل قتل الثورة في مهدها وان (المجرب لا يجرب) وان خارطتهم لشيطنة الثورة والثوار لم تكتب لها النجاح في ظل تمسك الشباب باهدافهم المعلنة، حتى لجوء العسكر للفوضى الخلاقة بأحداث بؤر صراعات قبلية وجهوية وصولا إلى قفل الشرق لا يقاف حركة الصادر والوارد والتي لم يفلحوا فيها ذهبت هباءا منثورا.
الجديد في أمر الحيل اللجوء إلى تكوين أجسام أهلية هلامية في الأقاليم والولايات وادعاء انها تمثل إرادة الشعب وتعمل من أجل اسعاده بتبنى قضايا الأقاليم وحقوق ناسها ومطالبهم، تديرها وتحركها فلول نظام المخلوع، والذين كانوا جزء لا يتجزأ من قيادات النظام السابق الانقاذي، الغريب أن هذا النبت الشيطاني لا يتورع في طرح اجندته وتجعل من تلك الأجسام عمل تشبيكي لشيطنة التحول الديمقراطي والعمل من أجل إجهاض الثورة وتعطيل العدالة.
في هذه الأجواء الملبدة التي تعيشها السودان دولة وشعبا وأزمات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية، أتاح لنا القدر أن نكون من حضور محفل للولاية الشماليه كما ادعو القائمين بها تبني أمر الشمال وقضاياه وإمكانية تأسيس آلية لانفاذ مطالب الشمال وتلبية حاجاتهم الأساسية وحقوقهم التي حرموا منها طوال الثلاثة عقود والدعوة الموجهة انها نتاج مبادرة من نفر كريم من أجل إنسان الشمال وارضه بعيدا عن التوجهات الحزبية وعن تكتلات ولوبيات الدولة العميقة، يقيننا الخاص بأن الشمال يمثل الترياق بالنسبة للسودان شعبا وارضا والذي يحافظ على لحمة السودان ووحدته والذي أيضا بدوره صمام أمان على البنية المجتمعية السودانية، والذي ورثه من ارثه الحضاري وتاريخه ووضعه الجغرافي الذي مكنه مبكرا وأسهم في تعليم انسانه المبكر وكسب ثقافته ليتمتع بالسلم المجتمعي بعيدا عن الجهوية والاثنية والقبلية وغادر حياة السيد والمسيود والقطعنة بكل دروبها.
للأسف مجرد ان عتبنا بوابة السلام روتانا نهار السبت ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٢ شهدنا تكالب وجوه معروفة من بقايا نظام الإنقاذ (بشحمه ولحمه) أدركت أن هذه المولودة المشبوهة الجديدة لا تختلف عن تلك المواليد الغير شرعية والتي بلا سند ماهي إلا من تلك التي تم استوالدها من تلك الرحم التي تخص الدولة العميقة الأرملة لتلد جنين غير شرعي والذي يسعون من خلالها إعادة النظام القديم بثوب جديد بعدما لفظهم الشعب واسقطهم بالعمل على إجهاض الثورة عبر تغبيش وعي الناس وتبني قضاياها التي قموعها قتلا وتهجيرا وسحلا وسجنا في عهد الإنقاذ وحتى لا نتهم بأننا نكتب جزافا ونطلق الأحاديث على عواهنها اترك لك عزيزي القاري قراءة تاريخ الإنقاذ المأساوي.
طالب رئيس اللجنة التسييرية في خطابه الذي تلاه في المحفل بإيقاف التعدين بشقيه و(هنا الكلام جميل) لكن لم يحدد الياته وتاريخه وزمانه ومكانه هذا التعدين الذي سوقه النظام المخلوع والذي دمر البنية التحتية للولاية ولوث البيئة وقتل انسان الشمال بالسرطانات وقتل حيوانه ودمر زرعه ووطن الأمراض وسرقة ونهب موارد الشمال والسودان وسرقة الآثار وقمع لجان مناهضة التعدين وسجنهم وقهرهم بل أقاموا مصانع الموت في حرم القرى والنجوع والعمل على تغيير الديموغرافية وظهرت سلوكيات وعادات غريبة على مجتمع السودان بسبب التعدين ليشهد الشمال القتل والسلب والنهب لأول مرة في تاريخه هل من الممكن أن من كانوا وراء كل هذه الجرائم الإنسانية مباشرة بالعمل في التعدين أو المصانع أو مساهم في هذه المشاريع التدميريية بشكل ما أو من خلال التنظيم أن يكون من دعاة الإصلاح، لا نعرف سر هذا التحول المفاجي لمنتسبي النظام الساقط في حب انسان الشمال وارضه بعدما دمروا الشمال تماما الا يكون من باب( فقه التقية)كما يبدو لنا. .
والذي استفز انسان الشمال في الديباجة الأنيقة التي وزعت للحضور والتي تحمل السم في الدسم والمروسة (المجلس الأعلى لقيادات الولاية الشمالية) والتي سرقت إرادة أهل الشمال في رابعة النهار والتي سرقت معظم أفكارهم ومشاريعهم وجهودهم عندما كشفت عورتها وتبين خطلها بالدعوة إلى انتاج الطاقة المتوفرة من المساقط المائية (يعني انشاء سدود) ناسين ام متغافلين أن جماهير الشمال وأمام ساحة السلام روتانا قالت كلمتها ورفضها السدود أمام الرئيس المخلوع وأمير أصحاب المحفل وقبرت سيرة السدود منذ سنوات ربما عن قصد تناسوا أن أبناء الشمال قدموا سبعة شهداء من الشباب امهروا أرض الشمال بدمائهم الطاهرة رفضا للسدود في الشمال كان ذلك في كجبار وامري الغريب في الأمر أن الجناة القتلة مازالوا طلقاء يمارسون حياتهم العادية دون أن تمتد إليهم يد العدالة والقصاص للشهداء ربما يكون في هذا المحفل من شارك أو ساهم في إراقة تلك الدماء الذكية ب (كدنتكار) ولا ادري من أين تملكوا هذه النفوس القاسية التي لم تذرف ولم تستحي عند الحديث عن السدود ويسرقون جهود وأفكار الآخرين وسرقة كل ما هو شأن عام لتجميل صفحاتهم وافاعيلهم وكيف يسوقون السدود ولمزيد من الإغراق والتهجير القسري ويدعون تنمية الشمال في الوقت نفسه وهم الذين فشلوا في كل من دال وكجبار بسبب صمود ابنائها، اما الحماداب مازال أهلها يدفعون التمن ويحصدون الأرواح بسبب دفن النفايات والعقارب وغيرها فضلا عن التأثير المناخي السالب الذي يعاني منه أبناء الشمال في السكن والزراعة والرعي والصحة.
السؤال الذي يحتاج إلى إجابة من الجميع ان القيادات التي تقود هذه المنظومة والمعروفة لدى الشعب السوداني وتسرق أهداف اللجان الأهلية واجندتها ومشاريعها ومطالب الناس ببيئة امنه وحياة كريمة والموصوفون سلفا من قبل نفس القيادات ونظامه بأنهم عملاء ما هو سبب هذا التحول المفاجي والادعاء والحرص عبر الرموت كنترول ويراسها الجنرالات الانتقائية الانقاذية من ايام المرحوم الجنرال وهيئته الشعبية مرورا بكيان الشمال ومرة أخرى إدارة اهلية في الشمالية علما بأن الشمال غادر هذه المحطة منذ أكثر من سبعة عقود ومرة أخرى بتحالف الشمال ثم درع الشمال وصولا إلى (انظر شمالا).
هذا الحضور الغريب والملفات معا في محفل هذا الكيان والصراع الخفي والسعي لقيادة هذا الجسم من قيادات الإنقاذ المعروفين والضيوف الذي تم اختيارهم بعناية لمخاطبة هذا المحفل وهم شيخ موسى هلال وممثل ل (ترك) وناظر الجعليين وممثل والي حكومة الانقلاب في الشمالية لنجد أن مقعد سفير مصر شاغرة لعدم حضوره!!!؟ ثم التهليل والتكبير من( النوع اياه) ذات رؤية سياسية محددة نتركها لفطن القاري وراس هذه الجلسات( بدوي الخير) وروجها إعلاميا وتوثيقا (سيف ساحات الفداء) وداخل مكتبها التنفيذي الذي يرأسه فريق اول معاش كان وزير دولة في عهد الإنقاذ ويضم داخل مكتبة أعضاء على سبيل المثال (ابو القاسم برطم) و (الحاج عطا المنان) بعد هذا الحديث المختصر اترك للمواطن السوداني عامة ولابن الشمال بشكل خاص قراءة مآلات هذا الكيان السياسي وتوجهاته في المقام الأول ليدرك أهل الشمال مايخطط لهم في الخارطة السياسة السودانية ومن يريد أن يسرق لسانهم ويحدد خارطة جغرافيتهم ويجعل من الشمال جسر عبور لعودة النظام المخلوع بقناع مختلف والغريب في الامر ان اللائحة التي لم توزع وتليت بشكل سريع تصر في احد بنودها بالتزكية كشرط في قبول العضوية ولا ندري من الذي يحق له أو المفوض بتزكية العضو للانضمام فضلا انها شهدت صراع محتدم بسبب المخاصصات على اختيار مناصب الضباط الثلاث والتي أشارت إليها اللائحة نفسها
وضعنا بعض النقاط على الحروف
أملا أن يستكملها المتلقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى