حنان خضر.. تكتب .. صورة من الواقع.. الميديا.. الخصوصية المشاعة
منذ انتشار منصات التواصل الاجتماعي، لم تعد الكثير من الخصوصيات في “مآمن”، لدى فئة من الأشخاص الذين لا يتوانون عن نشر أدق التفاصيل عن حياتهم،
خاصة كثيرا من الناس للأسف يعتبرون مواقع التواصل الاجتماعي مكانا مناسبا لنشر ما يحلو لهم، وبذات الوقت لا يعون خطورة هذا الأمر، بأن هنالك الكثير من الاشخاص “الافتراضيين” ليس لهم الحق أن يكونوا على معرفة كاملة بكل ما يحصل.
ان الاضاءة على خلافات تنشب ببين الاقربين لتكون هذه المشكلات على الملأ من دون مراعاة لحرمة الحياة الشخصية.
، تنعكس سلبا على الشخص نفسه وعلى علاقاته الاجتماعية، لكن قد يجد التشجيع من بعض مايسمونهم(بحثالة المجتمع)
الذين “يطربون” بما يسمعون أو “يستمتعون” بما “يشاهدون” و”يتلذذون” بما يقرأون، فهم يطلعون على أدق التفاصيل التي تقدم لهم مجانا دون أي سبب أو مبرر
.أن الشخص الذي يجعل من حياته الشخصية وخصوصياته مشاعه لا قيمة لها، ليتداولها من يعرف ومن لا يعرف؟!
فهذه التصرفات لايكسب الانسان منها شيئا غير انها تقلل من قيمته وتنقص قدره .
اعتياد البعض على نشر جميع التفاصيل اليومية لأعماله وتحركاته وزياراته وأحاديثه حتى الأسرية منها، فهو يكتب أين يذهب، وماذا أكل، ومع من تحدث أو التقى، وأين سيذهب بالغد.والمؤسف، هو التصريح عن الخلافات مع الآخرين والمشكلات الاجتماعية، مما يفقد هؤلاء “قيمة الخصوصية” ويصعب عليهم حل مشكلاتهم، ويجعل نظرة أقرب الناس إليهم نظرة دونيه
كما أن كثيرا من الفتيات والنساء لا يترددن في اطلاع العامة على ما يدور في عقولهن من أفكار، أو ما يقمن به من أعمال أو الحديث عن الصداقات والمشكلات الخاصة. ولا يتوقف الأمر عند الكتابة بل إنه في كثير من الأحيان يتم النشر موثق بالصور والفيديوهات وفي أوقات متعددة.
يرى علماء النفس أن كل شخص يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي على حسب رؤيته لها وما الهدف منها، فعلى مقدار الوعي الذي عند الشخص ينعكس ذلك على صفحته.
أن الإنسان الذي يسقط حالته النفسية على هذه المواقع، يعاني من نقص في الوعي الاجتماعي ولا يملك الوسيلة الكافية ليعبر عن نفسه واحتياجاته، بالتالي يجد من هذه الصفحات وسيلة للتعبير عن آرائه ضمن مفهومه الخاص.
بالتالي فإن عدم الوعي الاجتماعي وغياب الإمكانات الحياتية والمهارات الفكرية والذهنية لديه في القضايا الخاصة هو ما يجعله يتعامل بهذه الطريقة، ويسقط كل شيء على مواقع التواصل الاجتماعي في اطار “فضائحي” أحيانا
يجب ضرورة معرفة ووعي الشخص بالدور الحقيقي لمواقع التواصل الاجتماعي، وما الهدف منها وكيفية التعامل معها
أن الخصوصيات أمر مهم وله حرمته، ولا يجب نشره، ليتجنب ان يكون عرضة للتعليقات والسخرية
“نحن بحاجة الى إدراك خطورة تحول منصات التواصل الاجتماعي الى “ساحات مفتوحة” لا تحكمها القيم.ولا الاخلاق الفاضله
أما دور الأهل والمربين، فهو بأن يكونوا قدوة حسنة للأبناء في كيفية توظيف وسائل التواصل والاستفادة منها، بالاستخدام الأمثل.
، .أن التكنولوجيا نعمة للإنسان إذا أحسن التعامل معها وسخرها لخدمته وخدمة البشرية.
والأصل، أن يحسن الشخص استخدام وسائل التواصل، وأن يفكر قبل أن يقوم بالنشر، وأن يقدم ما ينبغي للآخرين معرفته من أحداث مهمة أو مساهمات فكرية وثقافية أو المشاركة في حوارات وإبداء الرأي في قضايا عامة أو تخصص مجموعة من الأشخاص.
والاهم، هو الابتعاد عن إفشاء الأسرار الشخصية أو أسرار الآخرين، او نشر المشاكل الاسرية سواء في شكل حالات يوميه بالواتساب او على الفيس بوك. واخيرا نسعى لمجتمع معافى