تحقيقات

في يومها العالمي أفريقيا تحتفي بفنونها وثقافاتها وتراثها

الثقافة والفنون والتعبير السمعي البصري والسينمائي وغيرها من الإنتاجات الإبداعية تساهم في التكامل الأفريقي وتحقيق التنمية

تثمين الثقافة والفنون سبيل أفريقيا نحو التطور

شكل شعار “الفنون والثقافة والتراث: الروافع لبناء أفريقيا التي نريدها” محور الاحتفال بيوم أفريقيا العالمي الذي يتوافق مع إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية في الـ25 من مايو 1963 في أديس أبابا بإثيوبيا.

ويعد هذا اليوم فرصة لكل دولة في القارة لتنظيم أحداث تهدف إلى تعزيز التقارب بين الشعوب الأفريقية. كما يعتبر تقليدا متجذرا يسلط الضوء على نضال القارة الأفريقية بأكملها من أجل التحرر والتنمية والتقدم الاقتصادي. تعتبر أفريقيا مهد الإنسانية لعدد كبير من الشعوب واللغات والأديان والتقاليد، والذي لا يمكن في ذات الوقت أن يحجب السجلات المحزنة التي تحتفظ بها القارة، فنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي هو الأدنى في العالم ولا يبدو أن التطور الحالي يسير في الاتجاه الصحيح على الرغم من الموارد الطبيعية والإرث الثقافي الكبير الذي تزخر به أفريقيا والذي يمكن تحويله إلى مجال خصب للتنمية وتحقيق التعايش والسلام ونبذ الصراعات.

وبسبب جائحة كورونا عقد الاحتفال بيوم أفريقيا وكذا بدخول الميثاق الأفريقي للنهضة الثقافية حيز التنفيذ عن طريق تقنية الاتصال عن بعد. وبهذه المناسبة، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة خطابا يؤكد فيه أن “في هذا اليوم الأفريقي، ينصب التركيز

القارة السمراء تواجه تحديات كبيرة للحفاظ على إرثها

على الفنون والثقافة والتراث، كأدوات لبناء أفريقيا التي نريدها”، مثمنا “التراث الثقافي والطبيعي الغني والمتنوع للقارة السمراء والذي يمكنها من تحقيق التنمية المستدامة، والحد من الفقر، وحفظ السلام، كأساس متين للتقدم  الشامل.

من جهته سلط موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، الضوء على الثقافة والفكر الأفريقيين باعتبارهما تراثا أساسيا في البحث عن “بناء توافق أفريقي متين”. وأوضح فقي، في بيان نشر على موقع الاتحاد الأفريقي، بمناسبة اليوم الأفريقي، أن “أفريقيا لطالما همشت دور الثقافة في تعزيز الأمم وتشكيلها”، مؤكدا عزمه، خلال فترة ولايته، “تصحيح هذا الاتجاه” وإيلاء الاهتمام أكثر مما فعل في الماضي بالثقافة والفكر الأفريقيين.

وقال “أشرت إلى أنني سأناشد الأكاديميين وعلماء الاجتماع من جميع المجالات الثقافية لتقديم مساهماتهم في بناء إجماع أفريقي قوي وقابل للتطبيق”، مشددا على أن “هذه هي الرسالة التي يود الاتحاد الأفريقي أن ينقلها من خلال موضوع عام 2021 المخصص للفنون والثقافة والتراث كروافع لبناء أفريقيا التي نريدها”. وأشار فقي إلى أن شعار هذا العام تم دمجه رمزيا مع يوم أفريقيا لبدء تنفيذ الميثاق الأفريقي للنهضة الثقافية المعتمد منذ عام 2006 في الخرطوم (السودان)، ومن أهداف هذا الميثاق تعزيز دور الثقافة في تعزيز السلام والحكم الصالح، حيث يدرك الاتحاد الأفريقي الدور الذي تلعبه الفنون والتعبير السمعي – البصري والسينمائي وغيرها من الإنتاجات الإبداعية في عملية التكامل الأفريقي كعامل سلام وفهم ومنع للنزاعات.

يحاول اليوم العالمي لأفريقيا هذا العام أن يبرز الدور المحوري الذي تكتسيه الثروة الثقافية في ديناميكية التنمية القارية. وتسلط المواضيع المحددة كل عام للاحتفال بهذا اليوم العالمي الضوء على جهود البلدان الأفريقية لتحقيق أهداف الاتحاد الأفريقي الاستراتيجية على غرار تصفية الاستعمار وتسوية النزاعات المسلحة وحفظ السلام وحماية التراث الثقافي وتثمينه واستعادة التراث المنهوب من قبل القوى الاستعمارية السابقة.

اليوم العالمي لأفريقيا تقليد متجذر يسلط الضوء على نضال القارة الأفريقية

في هذا الإطار، يرى مراد لعمودي وهو عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي التابع للاتحاد الأفريقي أن الشعار الذي تم اختياره هذا العام يكمّل شعار 2020 والمتمثل في “إسكات البنادق في أفريقيا”، مشيرا إلى أن الشعارين يتماشيان مع “أهداف إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية ولجنة التحرير التابعة لها”. ولفت إلى أن الجزائر كانت رائدة في تثمين الثروة الثقافية للقارة مذكرا في هذا الصدد بأن الجزائر هي التي نظمت طبعتي المهرجان الثقافي الأفريقي الوحيدتين.

وأوضح أن لجنة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي التابع للاتحاد الأفريقي دعت جميع الدول الأفريقية إلى تنظيم أنشطة احتفالا بهذا اليوم العالمي، مشيرا إلى أن الاحتفالات ستكون “محدودة بسبب جائحة كوفيد – 19”.

وتواجه القارة السمراء تحديات كبيرة للحفاظ على إرثها، ففي الوقت الذي لا يزال فيه تمثيل أفريقيا ناقصا على قائمة التراث العالمي (إذ تشكل الممتلكات الأفريقية حوالي 12 في المئة من مجوع المواقع المدرجة على القائمة من جميع أنحاء العالم)، فإن نسبة عالية جدًا من هذه الممتلكات (39 في المئة) مدرجة على قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر. وفي ظل ما تواجهه القارة من تهديدات مختلفة متمثلة في تغيير المناخ والتنمية غير المنضبطة والحروب وغيرها وهو ما يمكن تلافيه من خلال العمل على ترسيخ دور الفنون والثقافة والتراث.

العرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى