ظلت أحلام الوسط الرياضي بغرب دارفور تحلم بتحقيق الصعود إلى الدوري السوداني الممتاز وتحقيق نتائج متقدمة في منافسات كأس السودان القومي على مدار عقود من الزمن تصطدم بالنتائج الكارثية للأندية المشاركة حيث تكرر المشهد هذا العام عندما ودع النيل والمريخ منافسات الدوري التأهيلي، والأمل الذي غادر مبكراً منافسات كأس السودان لترفع تلك الأحزان الغطاء الشفاف عن الواقع المرير للكرة بغرب دارفور المتخمة بالمشاكل والمصائب والضعف الإداري وعدم الدعم المادي وغياب الشفافية وعدم وجود مشروعات خاصة بالأندية.
النتائج المخيبة للأمال تأتي ضمن سلسلة طويلة من الإخفاقات والإنكسارات للكرة بالولاية وتعيد مجدداً فتح ملف أزمة كرة القدم الشائك والمتشعب للغاية، الكثيرون متشائمون خاصة الجماهير والإداريين وما يحدث من نتائج للأندية الممثلة للولاية يثير العديد من التساؤلات؟ أين تكمن المشكلة ولماذا؟ .
ثمة عوامل ساهمت في إستمرار معاناة كرة القدم في غرب دارفور في مقدمتها سوء الإدارة وعدم وجود رؤية واضحة وإستراتيجيات مبنية على التخطيط السليم لدى القائمين على كرة القدم لأن الإدارة السليمة تستطيع من خلال ما تمتلكه من رؤية حقيقية إحداث نقلة إيجابية ونوعية في واقع الرياضة بالإضافة إلى عشوائية وتخبط العمل الإداري على مستوى الأندية و الإتحاد وعدم الإستفادة من أخطاء الماضي و الإبتعاد عن إتخاذ خطوات جادة لصالح تطوير الكرة بالولاية في الوقت الذي أصبحت فيه كرة القدم اليوم دراسة وعلم وتخطيط مدروس وإجتهاد ومعسكرات تدريبية مدروسة وأجهزة فنية ذات كفاءة عالية، من الأسباب أيضاً عدم الإهتمام باللاعبين و سوء إختيار بعض اللاعبين وعدم وجود رقابة حقيقية على إعداد الفرق وعدم وجود تقييم صحيح لنتائج المعسكرات الإعدادية والمباريات التجريبية التي تخوضها الأندية أثناء مراحل إعدادها للمشاركات القومية .
ومن أجل وضع حد لمعاناة كرة القدم بغرب دارفور علينا بإهتمام ورعاية الناشئين والبراعم والمواهب وتدريبهم وتأهيلهم عبر معسكرات تدريبية مناسبة مع أهمية إقامة مسابقات للناشئين والشباب وإيجاد دوري قوي ودعم الأندية من قبل الحكومة والأقطاب والرموز والمبادرات الشعبية والشبابية .
ينبغي علينا البحث عن رؤية يتم البناء عليها لنجني ثمارها مستقبلًا و إتخاذ تدابير عاجلة من قبل الأطراف المعنية والعمل على تشخيص حقيقي لواقع الكرة بالولاية وفقاً لمنهج بحثي علمي يكشف العلل والأسباب ويقدم المعالجات والحلول الناجعة بعيداً عن المجاملات والمحاباة و التي من شأنها الإسهام بالنهوض والإرتقاء باللعبة الأكثر شعبية وجماهيرية ولابد أولاً من الإعتراف بالمشكلة والإعتراف بالمرض هو أولى خطوات إكتشاف العلاج بدلاً من المكابرة ونسب الهزيمة والفشل المستمر لأسباب أخرى واهية .
َالجنـــــــــــــــــــــــــــــــــــينة
السبت 7/يناير /2023م