مقالات

كمال حامد يكتب.. ما ضاع حق وراءه مطالب..!

ألمانيا تعترف رسمياً بجريمة الإبادة الجماعية ضد شعبي الهريرو Herero والناما في مستعمرتها السابقة ناميبيا

خارطة ناميبيا

في الربع الأخير من القرن الأخير وتحديدا بعد مؤتمر برلين 1884م وهو المؤتمر الذي اتفقت فيه دول أوروبا على مبادئ وأسس تقاسم أفريقيا، اندفعت الدول الأوروبية وبدأت غزوات إخضاع الشعوب والممالك الأفريقية بفارق التسليح والتكنولوجيا.

غنمت ألمانيا في أفريقيا مناطق منها جمهوريات تعرف اليوم بأسماء جديدة لم تكن موجودة وقتها وهي تنزانيا، الكاميرون وناميبيا.
في ناميبيا، وحين أدركت كبرى القبائل، وهي قبيلة الهريرو Herero أن القادمين الجدد بيض البشرة ليس هدفهم التجارة والزراعة فقط، بل بدأوا في السيطرة على الأرض، فقد بدأوا المقاومة ومهاجمة المستوطنات الألمانية، وهنا كانت الحرب غير المتكافئة التي قرر فيها القائد العسكري الألماني، إبادة شعب الهريرو، والقصة طويلة ومحزنة ومؤلمة، فقد فيها شعب الهريرو 75% من تعداده.

ما يهمنا هنا ليس الاستغراق في تفاصيل تلك الإبادة المحزنة، التي ارتكبت بين 1904م و 1908م، بل التعرف على قصة السعي الدؤوب لأحفاد أولئك الضحايا، في الحصول على اعتراف من ألمانيا بالمذابح، والحق في التعويض العادل.

صورة من عشرات صور فظائع استعباد وتجويع شعب الهريرو

إن قصة المذابح الألمانية بحق شعب الهوريرو Herero مؤلمة ومفجعة، وذات تفاصيل لا تصدق من القسوة والبشاعة، وكان استعمار ألمانيا لناميبيا إستعماراً إستيطانياً. وقد فقدت ألمانيا مستعمراتها في أفريقيا في 1916م بعد خسارتها الحرب العالمية الأولى، ومنها ناميبيا.

ظلت منظمات أحفاد الضحايا الهوريرو، تلاحق ألمانيا في المحاكم الأمريكية من سنة 2001م، ورغم شطب قضاياهم عدة مرات، إلا أن إصرارهم حاصر الحكومة الألمانية وأحرجها إعلامياً وأخلاقياً.

أحفاد الهوريرو في أمريكا لملاحقة مطالبهم بالتعويض عن طريق المحاكم الأمريكية

اليوم الجمعة 28 مايو 2021م أعلنت ألمانيا رسمياً إعترافها بالإبادة. التي حدثت بحق شعب الهوريرو.

قررت ألمانيا سداد 1.3 مليار دولار تعويضاً، تدفع لصندوق تحت إشراف منظمات أحفاد الضحايا، ولن يخصم المبلغ من أية تعويضات أخرى تحكم بها المحاكم. وسيتم تقديم الاعتذار رسميا من قبل الرئيس الألماني في خطاب يلقيه أمام البرلمان الناميبي.

بالرغم من ذلك، ما تزال ناميبيا متأثرة بالثقافة الألمانية القديمة، في ملابس النساء وأسماء المدن، وبها جالية من الألمان أحفاد أولئك المستوطنين، يقدر عددهم ب 30 ألف نسمة من إجمالي الناميبيين البيض، ذوي الأصول الأوروبية والذين يقدر عددهم بحوالي 150 ألف نسمة.

نساء الهوريرو وملابسهم المتأثرة بملابس الألمانيات القديمة

إن ناميبيا بلد صحراوي شاسع وعدد سكانه 2.600.000 فقط، وهو بذلك أقل دول أفريقيا في الكثافة السكانية، وبه أعلى كثبان الرمال في العالم وفي إجزاء من الشاطئ، تعانق رمال الصحراء أمواج المحيط، وكل يوم يمر تكتشف فيه ثروات معدنية لا تحصى.

 

مصدر الخبر :

https://www.dw.com/en/germany-officially-recognizes-colonial-era-namibia-genocide/a-57671070

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى