مقالات

كيف أطور لغتي الإنجليزية – الحلقة الثالثة

أفضل طريقة لتطوير لغتك الإنجليزية هي أن تنسى أنك تريد تطوير لغتك الإنجليزية!

د. فيصل فضل المولى

 

 د. فيصل محمد فضل المولى[1]

من أكثر ما أفادني في تطوير لغتي الإنجليزية -وخاصة مهارة الاستماع- أنني بعد أشهر معدودات من بداية تطوير لغتي الإنجليزية صِرتُ أشاهد سمنارات التنمية البشرية وحلقات برنامج دكتور فيل Dr. Phil على اليوتيوب من أجل الاستمتاع بهذه الفيديوهات ونسيتُ أنني أريد تطوير لغتي الإنجليزية! شاهدتُ أكثر من 500 حلقة من برنامج دكتور فيل، وشاهدتُ آلاف السمنارات في التنمية البشرية في السنوات الثلاث الأولى التي بدأتُ فيها تطوير لغتي الإنجليزية.. كنتُ أفهم المحتوى العام للفيديو الذي أشاهده ولا أكترثُ كثيراً إذا سمعتُ كلمة أو عبارة لم أفهم معناها.. ولم أكن أهتم كثيراً بقواعد النحو أو بالتركيز على نطق الكلمات.. فهدفي لم يعد تطوير لغتي الإنجليزية.. لقد نسيتُ ذلك الأمر تماماً وصار جُلّ اهتمامي أن أستمتع بمشاهدة تلك الفيديوهات وأستفيد منها في تطوير نفسي!

فإذا أردتَ تطوير لغتك الإنجليزية فكل ما عليك أن تفعله هو: (أن تنسى أنك تريد تطوير لغتك الإنجليزية!).. فهذا نهج سحري أفادني في تطوير كل مهارات الإنجليزية.. هكذا طورتُ الاستماع والتحدُّث والقراءة والكتابة! أفضل اللحظات التي تحدثتُ فيها بالإنجليزية بطلاقة وسلاسة كانت مع أصدقائي من المكسيك والصين وأسبانيا والولايات المتحدة الذين التقيتُ بهم عبر الإنترنت أو وجهاً لوجه في الخرطوم.. أذكرُ أننا كنا نتحدث عن موضوعات تهمنا معاً.. كنا ننغمس في الحوار والنقاش ونتبادل وجهات النظر والأفكار ونحكي لبعضنا القصص الممتعة والقفشات الطريفة ونمرح ونضحك ونقضي وقتاً إيجابياً ونحن نتواصل بالإنجليزية.. كنتُ لا أهتم كثيراً بقواعد النحو والنطق السليم للكلمات.. كنتُ أتحدث بتلقائية وسلاسة وكأن الإنجليزية لغتي الأم.. وأنسى أنني أتحدث بلغة أجنبية!

وهكذا طورتُ مهارة القراءة والكتابة.. قرأتُ مئات الكتب والمقالات من أجل الاستمتاع والمعرفة.. وكتبتُ مئات الرسائل النصية من أجل التواصل مع أصدقائي وتبادل الأفكار معهم.. وكتبتُ عشرات المقالات الصحفية في صحيفة سودان فيشجن Sudan Vision الإنجليزية من أجل نشر أفكاري بين الناس!

فعندما ننغمس في الاستماع أو في قراءة كتاب من أجل الاستمتاع والمعرفة فنحن سنكتسب اللغة تلقائياً وطبيعياً؛ وذلك لأننا سنركز في الفهم والمحتوى ونزيح عن كاهلنا القلق والخوف والملل المرتبط بالتعلم!

يقول ستيفن كراشن: “كي تنجح نجاحاً حقيقياً في اكتساب اللغة الأجنبية ينبغي أن لا تشعر بأيِّ قلق أو خوف أثناء اكتساب اللغة.. هل سبق لك أن كنتَ في موقفٍ تتحدث فيه بلغة أجنبية مستواك فيها متوسط ثم انغمستَ في حوارٍ ممتعٍ ونسيتَ أنك تتحدث بلغة أجنبية؟! هذا هو الوضع الذي تكتسب فيه اللغة الأجنبية.. عندما تنغمس انغماساً كاملاً في اللغة وتُرَكِّزُ في الفهم وما يقوله الشخص الآخر ويزول الخوف والقلق وتنسى أنك تتحدث بلغة أجنبية”.

يحدث هذا عندما نشاهد فلماً أو برنامجاً ممتعاً بالإنجليزية وننغمس في المشاهدة والاستماع وننسى أننا نستمع بالإنجليزية.. أو عندما ننغمس في قراءة كتاب ممتع بالإنجليزية نقلب صفحاته من غير أن نلاحظ الكلمات الجديدة وقواعد النحو.. أو عندما ننغمس في حديث ممتع مع أحد أصدقائنا وننسى أننا نتحدث بلغة أجنبية!

هذا هو السر الثالث من أسرار تطوير اللغة الإنجليزية (اِنسَ أنك تتعلم الإنجليزية!). تحياتي إلى أن ألتقيكم في السر الرابع من أسرار تطوير اللغة الإنجليزية!

[1] دكتوراه في اللغة العربية وماجستير الترجمة بجامعة الخرطوم. التدريس الجامعي والترجمة، مع عُدَّة كُتُبْ آخرها كتاب: كيف أطور لغتي الإنجليزية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى