مقالات

محمد الشمباتي يكتب.. إضطراب طيف التوحد (2)

الشمباتي

عادة ما يكون الوالدين أول من يلاحظ العلامات المبكرة لإضطراب طيف التوحد ، ربما يلاحظون أن الطفل ينمو بشكل مختلف عن أقرانه ، وقد تكون تلك الإختلافات منذ الولادة أو تصبح أكثر وضوحا لاحقا وفي بعض الأحيان قد تكون الإختلافات شديدة وواضحة للجميع وفي حالات أخري تكون دقيقة لدرجة تمنع التعرف عليها لأول مرة .

هذه الإختلافات تدفع الآلالف من الوالدين إلي البحث عن تشخيص موثوق فالتشخيص الدقيق والمفصل يوفر معلومات مهمة عن سلوك الطفل ونموه ويساعد علي إنشاء خطة علاجية وبرنامج تدريبي فردي من خلال تحديد نقاط قوة الطفل والتحديات التي تواجهه (نقاط الضعف) بالإضافة لتوفير معلومات مفيدة حول الإحتياجات والمهارات التي ينبغي إستهدافها حتي يكون التدخل فعالا ويحصل الطفل علي خدمات متخصصة في التربية الخاصة والخدمات المساندة علاج النطق واللغة – علاج وظيفي – علاج طبيعي – تعديل السلوك … الخ ) .

في الوقت الحاضر لا يوجد إختبار طبي يمكن به تشخيص إضطراب طيف التوحد ، فمع إختلاف الأعراض تتباين كذلك طرق الوصول إلي التشخيص الجيد ، وغالبا في البداية يتم تشخيص بعض الأطفال بالتأخر النمائي قبل الوصول إلي تشخيص إضطراب طيف التوحد في النهاية لكن الجيد أن الأطفال الذين يشخصون بالتأخر النمائي غالبا ما يحصلون علي خدمات التربية الخاصة “التدخل المبكر” قبل التشخيص الأخير بطيف التوحد .

وللأسف في بعض الأحيان لا يأخذ الأطباء مخاوف وهواجس الوالدين وصدمتهم التي يعايشونها علي محمل الجد ونتيجة لذلك يتأخر التشخيص الجيد والشامل والمفصل والذي يعتبر أحد أهم تحديات إضطراب طيف التوحد وكما ذكر هو المدخل السليم للإلمام بنوع الخدمات والتدريبات التي يحتاجها الطفل وأمكنتها .

عادة ما يقوم بالتشخيص  فريق متكامل من المختصين والعاملين في مجال الإعاقات النمائية وليس بالضرورة إجتماعهم في مكان واحد ويتكون هذا الفريق من طبيب أطفال نمائي أو طبيب الجهاز العصبي والطبيب النفسي أو أختصاصي علم النفس وكل في مجال تخصصه تكون لديه توصيات وتوجيهات محددة . وقد يضم الفريق أختصاصي السمع لإستبعاد فقدان السمع وأختصاصي النطق واللغة لتحديد المهارات والإحتياجات اللغوية والمعالج المهني لتقييم المهارات البدنية والحركية . ومن قياسات التشخيص المقننة التي يستخدمها أختصاصي علم النفس مقياس تقدير التوحد الطفولي المعروف بإختبار C.A.R.S والذي يشتمل علي 15 بندا تغطي كل أعراض وسمات طيف التوحد ويعتمد علي معلومات يوفرها الوالدين والمقربين من الطفل والملاحظة ، كما يستخدم بعض المختصين إختبار رملاند أو نموذج E-2 وهو إختبار صمم في معهد أبحاث التوحد سان دييغو/ كالفورنيا ويشتمل علي مجموعة كبيرة من الأسئلة توجه للأسرة وتغطي كل ما يتعلق بالطفل منذ الميلاد لكنه يطبق فقط في 40 دولة حول العالم وللأسف السودان ليس أحدها .

علي الوالدين بعد الحصول علي تشخيص معتمد ومتعدد كما أشرت سابقا من المهم عليهم التأكد علي طلب تقرير شامل يتضمن التشخيص بالإضافة لتوصيات المعالجة . وبعد الحصول علي التشخيص علي الوالدين تذكر :

( من أن طفلك هو ذات الشخص المتميز والمحبوب والرائع الذي كان عليه قبل التشخيص ) .

لاحقا سنتعرف علي مدي إنتشار إضطراب طيف التوحد !؟ وماهي أسبابه!؟

يتبع …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى