مقالات

محمد الشمباتي يكتب.. إضطراب طيف التوحد (4)

الشمباتي

يؤثر إضطراب طيف التوحد علي الطريقة التي يدرك بها الفرد العالم من حوله ، ويصعب لديهم التواصل والتفاعل الإجتماعي ، فينزعون إلي الإنخراط في السلوكيات النمطية (تكرارية) . ولكن الأعراض تتفاوت بشكل كبير عبر هذه المجالات الأساسية التلاثة (التواصل – التفاعل الإجتماعي – السلوكيات النمطية) .

وقد تنتج عن ذلك تحديات معتدلة نسبيا لشخص ما مصنف في فئة الحد الأعلي للأداء الوظيفي العالي ، وبالنسبة لأخرين تكون الأعراض أكثر شدة كما هو الحال عندما تتداخل السلوكيات النمطية وقلة الكلام في الحياة اليومية .

وبالرغم من أن إضطراب طيف التوحد عادة يرافق الشخص مدي الحياة إلا أن جميع الأطفال والبالغين يستفيدون من التدخلات أو العلاجات التي قد تقلل من الأعراض وتزيد من المهارات والقدرات خاصة إذا كان التدخل مبكرا ، وتستمر فوائد وفعالية هذا التدخل مدي الحياة ولكن أيضا تتفاوت نتيجته طويلة المدي تفاوتا كبيرا . بعض الأطفال يفقدون إضطراب طيف التوحد بمرور الوقت في حين أن البعض الآخر يظل تحت التشخيص مدي الحياة .

لدي العديد من الأطفال مهارات معرفية بالرغم من صعوبات القدرات الإجتماعية واللغوية ، والبعض قد ينمي مهارات التواصل مع الآخرين عن طريق تنمية النطق .

وتشير الأبحاث أن الأطفال ذوي إضطراب طيف التوحد مرتبطين عاطفيا بوالديهم ومع ذلك قد يكون التعبير عن ذلك غير مألوف أو إعتيادي ، حيث يبدو للوالدين بأن أطفالهم معزولين وغير مرتبطين .

الأطفال والبالغين المصابين يواجهون صعوبة في تفسير ما يفكر أو يشعر به الآخرين والدلائل الإجتماعية مثل الإبتسامة أو التلويح أو التجهم قد لا يفسرونها في السياق المناسب فعبارة (تعال إلي هنا) قد تعني له شيء واحد بغض النظر عن أن المتحدث يبتسم أو يمد يده لحضن الطفل أو عبوسا أو واضعا قبضتيه في وسطه ، فبدون القدرة علي تفسير الإيماءات وتعبيرات الوجه وفهم اللغة يبدو العالم الإجتماعي لهم محيرا .

ويواجه العديد من الأطفال ذوي إضطراب طيف التوحد صعوبة في رؤية الأشياء وفهمها من منظور الآخرين .

يفهم معظم الأطفال في سن الخامسة أن المشاعر والأهداف والأفكار تختلف لدي الناس ، لكن التوحديين يواجهون صعوبة في فهم أفكار الآخرين أو التنبؤ بها .

ومن الشائع أن يواجه ذوي إضطراب طيف التوحد صعوبة في تنظيم عواطفهم وينتج عن هذه العواطف الغير منتظمة سلوكيات يراها الآخرين كشكل من أشكال السلوكيات الغير ناضجة والغير مقبولة إجتماعيا مثل البكاء أو الهيجان في الأوقات غير المناسبة ، وربما تتطور لسلوكيات عدوانية ومؤذية جسديا ، وقد تظهر هذه السلوكيات نتيجة فقدان السيطرة علي المشاعر بشكل أوضح في الأوضاع غير المألوفة أو المحيطة والتي تؤدي للإحباط وقد ينتج عن هذا الإحباط سلوكيات مضره بالنفس مثل ضرب الرأس ، شد الشعر أو العض

يتبع …..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى