تقارير

 هل تشتعل الشرق ..؟

 

الخرطوم : نبيل صالح

ظل رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا محمد الأمين ترك يقفز من موقف الى آخر ، تارة برفضه لمطالبة بعض مكونات الشرق الانفصال أو تقرير المصير ، واخرى بحمل السلاح وتقرير مصير الشرق ، ما يعضد افتراض المراقبين بأن الرجل يسعى لرفع سقف مطالبه ، وفي المقابل رفض قيادات بشرق السودان أن تقرر جهة سياسية أو قبيلة مصير الشرق لجهة أن بالشرق مكونات أخرى .
سقف المطالب
ويعتقد مراقبون أن الوقت غير مناسب للمطالبة بحل مشاكل الشرق، فيما تساءل البعض “ضد من سيحمل ترك السلاح ” لا سيما أن الوضع السياسي غير مستقر ولا حكومة ولا دولة يمكن ان تحقق له مطالبه بعقد منبر تفاوضي ، وقال المحلل السياسي د.عمرو عباس أن ترك يرسل رسائل لجهات هو جزء من وجودها في المشهد السياسي ، وتساءل قائلاً : “ضد من سيحمل ترك السلاح .؟” قبل أن يردف بقوله أن مواقف ترك متأرجحة ما يدل بأن الرجل يبحث عن موطئ قدم في المشهد السياسي ، بعد أن رفضت الحرية والتغيير المركزي إعتباره جزء من العملية السياسية “الاتفاق الاطاري” وأضاف عمرو أن القوى الثورية غير مكترثة بمثل هذه التصريحات لأنها لا تعدو كونها أكثر من محاولة لاثبات وجوده بمنطق ” انا أهدد إذن أنا موجود” فيما تعمل لجان المقاومة والأجسام الثورية في تحقيق اهداف الثورة .
واستبعد عمرو أن تكون القوميات والمكونات السكانية الاخرى في شرق السودان متوافقة مع ترك في رؤيته السياسية في فصل الاقليم، وهذا يعني بأن مطالبه تمثله شخصياً وليس الشرق كله ، مشيراً الى أن العسكر والنظام البائد يستخدمون الرجل لتمرير أجندتهم السياسية كما حدث في 2021م عندما اغلق الرجل طريق الشرق ومطار بورتسودان ، الأمر الذي مهد باعلان البرهان قرارات انقلابية ابعدت بموجبها المكون المدني من السلطة.
اسطوانة الحرب
وهدد رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة سيد محمد الأمين ترك، بإعلان الحرب في شرق السودان حال رفضت الحكومة منح المنطقة منبراً تفاوضياً منفصلاً لتقرير المصير ، وقال ترك لدى مُخاطبته حشداً جماهيرياً في منطقة “مويتا” بولاية كسلا الحدودية، أمس الأحد، نطالب بمنبر تفاوضي منفصل إذا استجابت الحكومة نحن مع وحدة السودان وقوته، أما إذا رفضت حتماً سنعلن الحرب، وسنصمد كما صمد مقاتلينا السابقين، وظهر ترك على المنصة وهو يحمل مدفعا غير متفجر، وذخائر أسلحة ثقيلة قائلاً “سنعود مُجدداً لحالات القصف الجوي والمدفعي، وأحيي مواطني هذه المناطق الحدودية الذين صمدوا إبان سنوات الحرب .

وفي المقابل رفض، القيادي بشرق السودان و رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة الأمين داؤد التعليق على تصريحات ترك بحمل السلاح ضد الدولة ، وقال الأمين أن أي تصريح من قوى سياسية أو أية جهة يمثل وجهة نظرها ، غير أنه قال الوضع في السودان غير مهيأ للحديث عن مشكلة أقليم لجهة أن كل أقاليم السودان تعاني من قضايا ومشاكل معقدة وليس الشرق وحده ، مؤكداً أن همهم في الجبهة الشعبية المتحدة هو وصول كل الاطراف السودانية لتوافق سياسي وكيفية إدارة الفترة الانتقالية ، وغير ذلك أي حديث ليس اكثر من استهلاك سياسي .
تقرير المصير
وشدد الأمين بأنه ليس من حق أي مكون سياسي او قبيلة ان أن تقرر مصير الشرق لجهة أنه به أكثر من 20 مكون وهو يمثل سودان مصغر، وأضاف ” أي حديث عن حق تقرير المصير من جهة واحدة نوع من رفع سقف المطالب ” بيد أن الأمين حمل المركز مسؤولية أزمة الشرق لاهماله للأقليم ذات الأهمية القصوى” حد وصفه
ووجه ترك انتقادات للسياسات التي اتبعها النظام السابق في تنمية المناطق المتأثرة بالحرب، وأضاف بقوله ” هناك ألاف الشهداء والجرحى، لم تعوضهم الحكومة والمنظمات، وصندوق تنمية شرق السودان شيد مباني خاوية ، وأعلن رفضهم القاطع المشاركة في ورشة شرق السودان التي تعتزم القوى السياسية الموقعة على الاتفاق الإطاري إقامتها غضون الفترة المقبلة.
قضية الشرق
قضية شرق السودان ليست قضية جديدة، فهي قديمة جداً وتطورت في عهد نظام الرئيس السابق عمر البشير، ما دفع أهالي الشرق إلى حمل السلاح ضد الحكومة السابقة، وتكونت تنظيمات عسكرية تابعة لمؤتمر البجا والأسود الحرة التي تضم قبائل الرشايدة وآخرين، وهاجمت مواقع في همشكوريب وكسلا، وانتهى الأمر بتوقيع اتفاق سلام الشرق في أسمرا برعاية دول عدة أبرزها الكويت التي قدمت ملايين الدولارات لتنمية منطقة شرق البلاد، لأن قضية شرق السودان تنموية بامتياز، حيث ظل هذا الإقليم يعاني من إشكالات مختلفة في الجوانب التنموية، على الرغم من أنه يُعد من المناطق الغنية بالمعادن بخاصة الذهب في منطقة جبيت، فضلاً عن وجود ميناء بورتسودان الذي يمثل المورد الرئيس لخزينة الدولة، إضافة إلى وجود مواقع عدة غنية بالبترول، وما يعرف بكنز البحر الأحمر وهي المعادن المشتركة بين السودان والسعودية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى