
هل تنجح القاهرة في فك شفرة الأزمة السودانية.!؟
الخرطوم : نبيل صالح
رحب دبلوماسيون بما تردد عن طرح مصري لتبني منبرا للحوار بين الأطراف السودانية في القاهرة، لجهة ان القاهرة الاكثر قربا للمزاج السياسي السوداني الامر الذي يتيح لها احداث اختراق في الملف السوداني.
وفي المقابل قلل مراقبون من تأثير القاهرة على اطراف الصراع السوداني، وقدرتها على احداث اختراق جدي في الازمة السودانية، خصوصا ان كثير من القوى الثورية ترى في مصر الحاضن الاقليمي لانقلاب 25_اكتوبر 2021م.
فيما كشفت مصادر مطلعة رفض قوى الحرية والتغيير المركزي دعوة مصر صراحة، وتأكيد تمسكها بالاتفاق الإطاري الموقع بينها وبين البرهان وحميدتي.
وقال مصدران في كتلتي الحرية والتغيير ”لدارفور24“ إن اللقاء مع مدير المخابرات المصرية؛ عباس كامل يوم الإثنين بالخرطوم طرحت فيه مصر تبني منبر لحوار ”سوداني سوداني“.
وعقد كامل الذي زار البلاد أمس الإثنين عدد من اللقاءات؛ مع قائد الجيش؛ عبد الفتاح البرهان وأطراف ”الحرية والتغيير“ بغية الدفع للتوصل لتفاهمات بين القوى السياسية السودانية.
ووفقاً للمصادر فإن مدير المخابرات نقل دعوة القيادة المصرية للقوى السياسية السودانية لزيارة القاهرة.
ونقل مصدر مطلع بالمجلس المركزي ”لدارفور24“ أن كتلته رفضت بوضوح دعوة مصر، متمسكة بالاتفاق الإطاري الموقع بينها وقائد الجيش وقائد الدعم السريع مطلع ديسمبر المنصرم.
وحضر من جانب المجلس المركزي ( عمر الدقير، مريم الصادق، بابكر فيصل، طه عثمان وبثينة دينار).
ونقل مصدر بالحرية والتغيير ”الكتلة الديمقراطية“ أن كتلته رحبت بأي دور مصري لحلحلة الأزمة السودانية.
ورغم أن مصر رحبت في بيان رسمي بالاتفاق الإطاري بعد التوقيع عليه إلا أن الموقف المصري إبان التفاوض كان متشدداً ضد الاتفاق.
واعتبر الخبير الدبلوماسي د. علي يوسف الطرح المصري امر طبيعي وقال ل(رسال نيوز) : ” هذا هو الامر الطبيعي و الدور المطلوب من القاهرة، واضاف ان القاهرة حريصة على استقرار السودان، والذي من استقرار مصر، وتابع” الدولة المصرية قادرة على احداث اختراق حقيقي في الازمة السودانية لتشابه المزاج المصري بالمزاج السياسي السوداني.
وتأتي زيارة كامل قبيل انطلاق ورش الحرية والتغيير ”المجلس المركزي“ لمناقشة القضايا الخمس المؤجلة، وتتردد أنباء حول طرح يتجاوز الاتفاق الإطاري إلى إعلان مبادئ، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة السودانية
ورفض مراقبون اي تدخل سياسي مصري رسمي في الشؤون الداخلية لا سيما أن كل التدخلات المصرية في الشؤون الداخلية منذ استقلال السودان لم تكن في صالح الدولة السودانية وشعبها
واتهم المحلل السياسي سعد محمد احمد مصر الرسمية في دعم انقلاب 25 اكتوبر وبالتالي ليست لديها الأهلية في ان يتبنى منبرا تفاوضيا احد اطرافه غير مرغوب للقاهرة وقال سعد ل(رسال نيوز) أن القاهرة هي التي مكنت المجلس العسكري بعد أبريل ٢٠١٩ وتابع (استغلت مصر الرسمية الاتحاد الأفريقي في تعطيل تسليم السلطة للمدنيين وكان الرئيس السيسي من كان يرأس الاتحاد الأفريقي في ذلك الحين بل ذهبت بطريقة غير مباشرة في رفض المبادرة الإثيوبية والقبول بمبادرة الاتحاد الأفريقي التي كانت في صالح المكون العسكري والاتحاد الذي عجز عن مساءلة الانقلابيين وعن الانتهاك الذي تم على الوثيقة الدستورية الانتقالية التي رعاها الاتحاد الأفريقي ومضى سعد بقوله “لايمكن أن تقبل مصر الرسمية بتحول ديمقراطي حقيقي في السودان لأن هذا الأمر تعني لدى مصر الرسمية بأن السودان سيكون دولة ذات سيادة حرة في ممارسة دور سياسي مستقل وتبني مواقفه الخاصة في المحيط العربي والإقليمي والدولي وهذا ما لايقبلها مصر الرسمية فضلا عن خوفها من انتقال عدوى التحول الديمقراطي الحقيقي لمصر إلى جانب استقلالية السودان اقتصاديا الذي يمنع عبث مصر بالموارد الاقتصادية السودانية، واردف “لن يقبل الشعب السوداني تدخلات مصر الرسمية في شؤون السودان الداخلية واي خطوة تعملها عملاء مصر من سياسي ونخب سودانية ستكتب لها الفشل.