أعمدة رأي
ألاء الأزرق تكتب .. العقلية النمطية في قنواتنا التلفزيونية
بالطبع ليس فينا أحد ينكر تردي الأوضاع بمجملها في البلاد .. وما آل إليه الوضع وفي الوقت الذي لم يعد المواطن السوداني قادرا على توفير ادنى احتياجاته الأساسية ، ويواجه خطر السيولة الأمنية والمجاعة اذا اردنا الدقة وواقع الحال يقول هكذا ، نتفاجأ بالقنوات الفضائية في السودان تسوق لبرامجها ، في شهر رمضان المعظم ويا ليت بضاعة كانت رائجة حتى في الأيام التي كان المواطن السوداني يعيش الكفاف ويبحث عن الترفيه في الشاشة البلورية ، كانت بضاعة كاسدة تجبر المشاهد السوداني الهروب الى المسلسلات العربية والهندية والتركية وبرنامج رامز السنوي في قناة (ام .بي.سي) ، لعل ما كان يجمع أغلب السودانيين أمام القنوات السودانية برنامج (أغاني واغاني) الذي ايضا في سنواته الأخيرة بات ممجوجا وتقليديا يقدم في نفس ثوبه الذي بدأ به و لم يحاول منتجوه تطويره .
* للاسف الشديد ما زالت هذه القنوات تدار بالعقلية النمطية التي ترفض التطور وحتى البرامج الجديدة والمقتبسة من تلفزيونات اجنبية تقدم بتقليدية موغلة في الفقر الفكري اللهم إلا اسم البرنامج الذي يبدو مشوقا ولكن مضمونه لا يقدم اي خدمة ترفيهية أو رسالية ، بالطبع هذا يعود الى عدم ثقة المنتجين في قدرات من يديرون هذه القنوات .
* طبعا كالعادة تنحصر الخارطة البرامجية في شهر رمضان في الغناء والشعر والدوبيت ، ولم نسمع أو نقرأ عن انتاج أعمال درامية أو برامج ترفيهية ، الترفيه ليس في الغناء فقط يا سادة ، كنا نأمل ان تستفيد قنواتنا من تطور تكنلوجيا صناعة المادة التلفزيونية سواء كان في الدراما أو البرامج الترفيهية الأخرى .
* بدلا من البرامج المكررة والمملة كان الأولى ان تبحث قنواتنا عن برامج جديدة تناقش القضايا الأساسية في السودان في قالب يمكن ان يكون ترفيهيا ورساليا .
