أعمدة رأيمقالات وخواطر

استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان

حذيفة زكريا محمد

لو تأملنا في قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان وواصلنا التفكير بعمق محاولين الوصول إلى نتيجة هذا الحديث، معتقدين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما أخبرنا بذلك أراد لنا الخير في حياتنا، سنجد أن الأمر لا يتعلق بالحسد فقط، بل هناك بالتأكيد أسباب أخرى، ومع الوقت سندرك بالفعل أن هناك أشياء قد تكون أكثر واقعية من الحسد في تأثيرها على حياتنا.
فمثلاً هناك بعض الناس يفضلون دائماً الحكم على التجارب بالفشل، ربما لأنهم ينظرون إلى الأمر وفقاً لقدراتهم الشخصية، أو لأنهم يقارنوننا بغيرنا! فيكون حكمهم أن التجارب لن تنجح، وكلنا ندرك التأثير السلبي لما يقوله الآخرون عن أنفسنا! مما قد يجعلنا نقرر أن نتخلى عن تنفيذ أفكارنا حتى لو كانت جيدة ومختلفة، فالحفاظ على الأسرار يجعلنا نبتعد عن الوقوع في هذه المشكلة، ونركز على تنفيذ الأفكار والطموحات والأحلام.
أمر آخر نواجهه دائماً عندما نتحدث عن أي شيء نريد القيام به هو أننا نتلقى كمية لا حصر لها من النصائح، وهذا أمر رائع بالطبع، ولكن لأننا نسمع نصائح من غير المتخصصين، فإننا نتلقى نصائح قد لا تكون صحيحة على الإطلاق، وقد يظن الشخص الذي يقدمها أنه يقول الشيء الصحيح، لذلك نتأثر بها وإذا قررنا دراسة شيء ما، فسوف نسمع مليون نصيحة حول أهمية هذا الشيء وكيفية دراسته لذلك إذا أردنا النصيحة فيمكننا أن نختار بعض الأشخاص الذين نراهم جديرين بالثقة ونأخذ بنصائحهم ثم نبدأ بتنفيذ أفكارنا، وإلا فالأفضل أن نبقي الأمر سراً لأن عدم إخبار الناس بما نريد فعله يحررنا من الضغط والشعور بالخوف من الفشل، لأنه مع تعليقات الآخرين وحتى مجرد معرفتهم قد يتطور لدينا هذا الشعور بأننا يجب أن ننجح فقط لتجنب التعليقات السلبية منهم عندما يسألون في المستقبل عن نتيجة ما نريد فعله وبينما لا أحد يعرف ما نريد فعله، فإن ذلك يجعلنا أحراراً في التنفيذ، وقادرين على رؤية الأشياء بوضوح أكبر، مما يسهل علينا النجاح في تحقيقه، وإذا حدث أي فشل فلن نضطر لسماع أي تعليق من أحد حول الأمر.
عزيزي القارئ، الأمر لا يقتصر على الحسد فقط، بل هناك حكمة أعمق في كلام الرسول لنا، مثل أي درس يتعلق بحياتنا، يخبرنا الرسول أن نتعامل معه بأفضل طريقة ممكنة، فالسر يمكن أن يحدث فرقاً حقيقياً في حياتنا، ويأخذ بأيدينا إلى طريق النجاح في كل خطوة نخطوها.

الثلاثاء 27 /أغسطس /2024 م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى