أعمدة رأي

السودان في اللادولة

الاستاذ فاروق علي يكتب

 َمَنذ ان تسلطت دولة الكيزان في يونيو 89 واصبح السودان رهينة لاجندتها الخاصة – دخل السودان في اللادولة*
*فالدولة تحكمها هياكل ومؤسسات تحكم سلوكها وتصرفاتها تجاه مواطنيها وسيادة اراضيها واصولها ومواردها وقرارها السياسي*
*وحالة اللادولة التي يعيشها السودان منذ1989 جعلت كثير من الامور السيادية والقومية والامنية والاستراتيجية تدار بعيدا عن اهل السودان ولا يعرفون عنها شيئا ( استجلاب جماعات التطرف الديني بقيادة تنظيم القاعدة 1992) وتبعاتها من حظر وحصار واصبح السودان ضمن محور الشر ودولة تواجه المجتمع الدولي*
*ودخل السودان في سياسة المحاور ( فضلا عن الجماعات عمل تنظيم الكيزان علاقات محاور مع ايران وقطر وتركيا ) وظلت تدار الدولة في ظل الحظر والحصار بعيدا عن التعامل الدولي الشفاف القائم على العلاقات الدبلوماسية المعلومة وتبادل المنافع معها – تحت هذة الظروف تم استخراج البترول في 1995 وبدأ تصديره في العام1998 ايضا بعيدا عن الشعب السوداني حول جميع ما يتعلق به من ارقام حقيقة ( حجم المنتج وحجم الصادر وعائده)*
*امور كثيرة مرت بعيدا عن الشعب السوداني فيما يتعلق بوطنه الى درجة اتخاذ قرار حق تقرير مصير الجنوب كحق للجنوبيين وحدهم دون غيرهم من اهل السودان كسابقة خطيرة تهدد الامن القومي على المستوى الاستراتيجي اليعيد*
*في ظل حالة اللا دولة التي بدات منذ1989 وفي ظل ظروف سياسية ضاغطة مرت بالجماعة اجبروا على منح روسيا قواعد بحرية مقابل الحماية مما اعتبره الجيران الاقليميين وحتى اسرائيل والغرب مهدد قوي لامنهم القومي*
*مورست ضغوط غربية على نظام الجماعة واجبرتها اولا على الابتعاد عن محورها الاول ( ايران .. قطر .. تركيا) والتعاون مع المحور الاماراتي السعودي المصري الاسرائيلي .. وعلى تاسيس هذة الخطوة تم اعادة مدير جهاز الامن السابق صلاح عبدالله .. بعد ان ابعده عمر حسن البشير في 2013 جراء اتهامه بمحاولة انقلابية – فور تسلم قوش امر الجهاز اصطحب عمر البشير معه في زيارة الى الامارات اسفرت عن دعم مالي3.6 مليار دولار لمواجهة الاوضاع الاقتصادية المتفاقمة بعد انفصال الجنوب وذهاب ارادات البترول وتدني الناتج المحلي العام وارتفاع التضخم الذي قفز من6.8في100 الى 100/18 وخلال شهرين وصل الى100/45*
*ثم تبعتها زيارة الى السعودية والى مصر .. ورشحت الاخبار عن زيارات سرية مع اسرائيل في وقتها ولكنهم انكروها بالطبع*
*حالة اللا دولة التي ظلت ملازمة السودان وتهدد امنه القومي الاستراتيجي هي المسؤول عن تواجد الجماعات الارهابية على اراضيه مطلع التسعينيات وهي المسؤولة عن فصل جنوب اسودان وحتلال حلايب وشلاتين وعن منح روسيا قواعد عسكرية على البحر الاحمر وهي المسؤول عن مشاركة السودان في حرب اليمن كحليف لمحوره الجديد في 2015*
*والحديث عن بيع الكيزان للموانئ البحرية لشركة ابوظبي للموانئ البحرية على الاقل منذ العام 2016 وللموانئ بعدها القومي والسيادي والامني ولكن حالة اللا دولة هي المسؤول عن هذة الفوضى*!!!
*الان تتحدث الاخبار عن قيام الامارات باستثمارات تتجاوز ال6 مليار دولار من ضمنها انشاء ميناء جديد ( ابوعمامة 200 كيلو شمال بورتسودان.. وسبقه الحديث عن بيع ميناء بورتسودان الى شركة فلبينية يقال انها غطاء لشركة مواني ابوظبي .. المتواجد على امتداد دول البحر الاحمر حتى المحيط .. في الصومال واليمن وجيبوتي والسودان*
*الاخبار تتحدث عن استثمارات اماراتية سعودية في المواني والزراعة بعشرات المليارات .. ومد خط سكك حديد من شرق السودان حيث المواني الى اقصى غرب السودان*
*هذا كله 👆🏻👆🏻 يتم في حالة اللا دولة سوأ ان كان في عهد الكيزان مغتصبي سلطة الشعب او الحالة الماثلة الان حيث ان البلاد بلا حكومة شرعية منتخبة تتحمل مسؤولياتها تجاه سيادة السودان والمحافظة على اصوله وموارده وامنه القومي والاستراتيجي*
*مما يؤكد ان ما تقوم به الامارات والسعودية ومصر واسرائيل وروسيا ليس تعاونا ملتزما بالقانون الدولي وسيادة دولة السودان وشعبها ولا تعاونا يحترم حق الشعب السوداني في اتخاذه حق التصرف في اصوله وموارده وانما هو استهداف واستغلال لحالة اللا دولة المستمرة من1989 وحتى اللحظة !!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى