أعمدة رأيمقالات وخواطر

الشيخ بشري محجوب :خمسون عامآ بين ساحات الخير

كتب هشام الكندي

⭕ دون اخي الحبيب الشيخ بشرى على صفحتة ان أقدار الحياة والزمن قد انهكت الأرجل حتى أصبح يتوكأ على عصاه ولم تسعفه العصاه للمسافات الطوال فركب موتر التكتك للعمل ومع حال الحرب لم يجد له الوقود فركب الكارو التي يجرها الحمار فعاتب نفسه للحمل الكبير على الحمار وإن الذين يستخدمونها يضربونها ضربا مبرحآ حتى تقطر دمأ دون رفقآ فنادى بحسن المعاملة للحمير .
… قرات ما دونه البشرى فتزكرت سنوات خلت فكتبت في حقه ناقصآ غير مكمللآ …

🌸🌸🌸🌸🌸🌸

⭕ اخي الحبيب الغالي
البشرى ود المحجوب لعلكم وأهل بحر ابيض بخير وسلامة الأرجل التي حملت ذاك الفتى الدرويش خمسون عامآ بين ساحات الخير وحب الناس بين مدح الحبيب علية افضل الصلاة والسلام بين الشيوخ والتقابة والحيران واللوح والدوايه بين كرم طائ وحضرموت اليمن السعيد بين الحجر الفلسطيني ومسجد اهل الطريق يجمع صلوات اهل السودان تسبيحآ وعرفانآ وموائد اهل الرحمن خلال الشهر الكريم تطعم الغاشي والماشي وظلآ من لهفة سموم الحر ، يكسب رزقه ببيع عسل تلال الغرب فيه شفاء للناس مباركآ بدعوات اهل التقابة رجلأ سمحأ إذا باع وإذا اشترى يشترى باقة العسل ويبيعها بمثلها والربح ان من اشترى يكون سعيدآ .
نزكر تلك السنوات بالجامعة التي مرت عجلى كسحابة الصيف كأنها امس الأول حين جاء ذاك الفتى من اقص- المدينة يسعى حمل أمانة اهلة صدقآ وكرمآ ونبلآ حتى زوجناه مجازآ منابر وجمعيات وسمنارات وجميلات الدفعه بجامعة السودان كلية الإعلام ، فكان كالنخلة علوآ و سموآ وتخضرآ ترمي طيب الثمر ، كالنحلة تحمل ندى الأزهار من غصن لغصن يتلذذه الناس شهدآ طيبآ ، مشاركا أفراح واحزان الناس يمتطئ جواد الحديث عند الملمات فتخرج الكلمات سلسبيلآ عذبآ يشفي آهات قلوب المحبين ، يدفع همم القوم للعمل يخدر الوهاد والصحراء لتخرج ماء وزرعآ ، تدخل عذوبة كلماته القلوب سماحة وبشاشة غير مكلف ورياء كدوزنة موسيفي زرياب و طاغور المغني ، وكطار اولاد ابونا الشيخ واذكر اللهك يود ، فتلك الأرجل العابدة الطاهرة الزاكرة قطعت مسافات الزمن تفجر الصخر والأرض قمحآ ووعدآ لتطعي لهذا الشعب معنى أن يعيش و ينتصر لصياغة التاريخ الجديد فهزمت التعب و المستحيل وانت تتوكأ على عصاك ومارب اخر لله يعلمها ، فكان من الطبيعي حين تشرق الشمس شرقا مع بياح الصباح إلى ونسة عنقريب العصاري بين فرقان الساحرة كوستي حتى تستاذن غروبها وانت بين كبد معاناة الحياة تمشي الخطى الوجل في تدافع الحياة تصحبك دعوات ابونا الشيخ البرعي بالزريبة الطيبة وزرقا مكتوبآ قليلآ غير منقطع بعرق الجبين والضراع فلله درها تلك الأرجل التي تضرب النوبة ضربآ فلم تمشي إلا في خطوات الرحمن كارجل القصواء طهرآ وعفافآ . وأن يصيبها الضعف والوهن والتعب هذة هي مشية الخالق في الكون اسعدت الناس غدوآ ورواحآ تصنع الفرح والجمال لإنسان السودان مشت بين صفاء ومروة الله ورسولة تبعث دعوات الطيبين وغبش البلاد فارجل البشرى مشت في سبيل الله وغبرت رحاها خطوات الخير والحب والوفاء للناس والعباد ، لم تسمع منادي للمرؤة والرجال إلا كانت ياخيل الله اركبي وانا ابوك ياسعاد مقنع الكاشفات وسيفك للفقر قللام .
والآن تنحو بنا معارج معترك الحياة بزمنها المزيف إلى القليل المنتيقي منها لم نرى خوة وحب في الله بلا منتهى وقف في عواصف وهوج الرياح لأنها كانت محبة صادقة خير بطانة من رجال إلى رجال خليط بين اهل الشمال وبحر ابيض لتننتج ذاك الفيض والثراء الروحي والفكري والأدبي والانساني …
يغالني النعاس اخي البشرى وأنا الملم بصيص جوامع الكلم لانتقي جميل الحروف لتطرز جيد ذاك الفتى وانظر إلى السماء بين النجوم والقمر بياضآ وضياء فكنتم بيننا تلك النجوم الزواهر تعلقنا بكم حبآ ابدي وبايعنا الله عليه لا فرار ولا فكاك إلا حين ياخد مالك الملك امانتة لتبقي روح الإنسان في حياة الخلد الأبديه وصحائف عمل ينتفع به .
وحسرات كثر على اهل السودان بأنهم لم يعرفوا الرفق بالحيوان وأن يعاملوا تلك الحمير والبغال حسن المعامله أسوة بالحبيب الكريم علية افضل الصلاة والسلام ، فأهل السودان لم يكونوا ذلك القوم القديم فتبدلت معالم الاشياء فتل الإنسان اخية الإنسان دون وجه حق واغتصب الحائر وضح النهار وقتل الحرث والنسل دفن الناس بين الأنفاس عنوة دون هواد ، وحين لا نعلم كيف نعامل الحيوان و الحمير التي تحمل التعب فوق الدبر بلا شك لم نعرف كيف نعامل الإنسان وإن قتلت نفسآ كأنما قتلت الناس جمعيآ
وشكرا للحمير والبغال التي رفعت ارجل ذلك الفتى الدهري الاغبش العابد ، وارزال القوم من المتردية والنطيحه يركبون الفارهات يغبر ترابها اسراب العمال الكادحون على الطريق ويزعج ازير ابواقها الساجدين الزاكرون
وهذا قدر اهل السودان .
عشت طيبآ مباركآ شريفآ عالي الهمم والنضج نستشف منكم معالم الحياة و الإنسانية و الجمال ، وشاحد الله الكريم ان يرفع تلك الأرجل الوضأه بترومبيل رضا الوالدين تنكيهو معبأه من شركة شل لا يقيف لا يوحل على القبلة مقبل .
اخي الحبيب تحيات وداع وسلام مثنى وثلاث ، اتركك في رحاب الله وإن كان في العمر بقية نلتقي وإن اخذ الله أمانته فعفوا وعافية ودعاء .
اخوك في الله
هشام الكندي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى