أعمدة رأي

العالم تحت إرادة القوى الغربية

د.عزيزه سليمان علي
———————-

العالم سيظل تحت إرادة القوى الغربية المتغطرسة بنشوب العديد من الصراعات بين الدول من أجل السيطرة على العالم. لم يحدث أن حُكمت الأرض من قبل حكومة واحدة مسيطرة على العالم بأسره ،كأمريكا الآن على الرغم من نشوب العديد من الصراعات بين الدول من أجل السيطرة على العالم.
فما العمل فلنلقي نظرة على التاريخ حين قامت عصبة الأمم بتأسيس حكومة عالمية واحدة قبل الحرب العالمية الثانية لكنها فشلت .
وفي الحرب العالمية الثانية دمرت عصبة الأمم برغم اهمية جمع دول العالم وهكذا شكلت منظمة الأمم المتحدة والتي لم توفق ايضا في مساعيها وأصبحت تدار بالقوى الغربية .
هل العالم سينجح في جمع الأمم حكومة عالمية واحدة… فعند وجود حكومة واحدة، تسقط الحاجة لوجود الأسلحة والجيوش المسلحة المصفحة. الآن أن كل دولة كبيرة تمتلك العديد من الأسلحة النووية… كل هذه القوة للخراب والتهجير و يمكن أن تقتل كل البشر في الكرة الأرضية … أيضاً كيماويات بكميات هائلة تبيد الإنسان والحيوان في دقائق .. والسياسيون يتحدثون عن السلام والديمقراطية ويفعلون العكس… .
.يزعم الغرب أن العالم ينجح في توحيد الأمم يجعلها حكومة عالمية واحدة. يرى البعض في نماذج قديمة في التاريخ أشكالاً من الحكومة العالمية، منها إمبراطورية الإسكندر، أو الإمبراطورية المغولية، أو الإمبراطورية البريطانية أو الإسلامية.
ربما الاجدر ان الامثلة التالية ستكون حلا لتكتلات الامم التالية مثل الأوربي , الاتحاد الأفريقي ، جامعة الدول العربية, بالإضافة إلى جامعة أمم أمريكا الجنوبية ، أمم أمريكا الوسطى، وتكتل جنوب شرق آسيا. هذه التكتلات ساعدت كثيرا في قيام تجمعات اقليمية والتي تعمل الان على طريق التكامل الاقتصادي وأحياناً السياسي.
على أية حال تحتاج البشرية لأفكار رائعة للتطور السلوكي ذا قيمة عالية, علينا التمسك بها في الجوانب السياسية, الاقتصادية هذا الزمان بجعل المجتمعات ترفض عادات غير أخلاقية ظللنا نتقبلها لوقت طويل. سنغير طريقة فهمنا للسلوك البشري وطريقة تحقق الامن 3السياسي . أن الحركات الديمقراطية على مدار القرن الفائت لم تكن مدفوعة تشريعات أو قوانين تصدر من سلطة عليا، وقد كان من الممكن دفع محرك للإصلاح طال إهماله ألا وهو ميثاق الشرف الكوني .
إذن الصراعات الصاخبة في الكرة الارضية بسبب عنصريتنا و بعدم تقبل بعضنا البعض وعدم استيعاب بل عدم الالتزام بالتشريعات الدولية كوثيقة حقوق الإنسان 1948 و القانون الدولي الإنساني ,كل هذا ادى لما نحن فيه من حروب و نزوح و كوارث انسانية لاحد لها ..
في عام 2007، كان هناك 230 دولة ذات سيادة مستقلة بما فيها مائة واثنين وتسعين دولة عضو في الأمم المتحدة تشغل اليابسة، وبالإضافة إلى ذلك، هناك 59 مقاطعة تابعة لدول وعدد من المناطق المستقلة ذات الحكم الذاتي وأراضي يختلف البشر على حكمها ومن الناحية التاريخية، لم يحدث أن حُكمت الأرض من قبل حكومة واحدة مسيطرة على العالم بأسره على الرغم من نشوب العديد من الصراعات بين الدول من أجل السيطرة على العالم ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.
بالرغم من أن الأمم المتحدة تعد منظمة عالمية تعمل على فض النزاعات بين الدول وبالتالي تجنب اندلاع صراعات مسلحة، ومع ذلك، فإنها لا تعتبر حكومة عالمية. وعلى الرغم من أن منظمة الأمم المتحدة تقدم وسيلة لتطبيق قانون دولي وبالرغم أنه أحيانًا ما تكون هناك موافقة بالإجماع من أعضائها على التدخلات العسكرية،فهي تعد في المبدأ منتدى للدبلوماسية الدولية.
التحالف الغربي الامريكي هو الأساس الفكري للعنف والدم في العالم الذي رافق رحلة الولايات المتحدة على مدى أربعة قرون من الإبادات الجماعية والتي حاول الاستعمار الإنجليزي لشمال أمريكا أن يجد مبرراته في ظلها.حق التضحية بالآخر، والعنصرية ، وتجسيد القدرة على خلاص العالم ، والتمكن على التطور في كل المسارات.على ثوابت وطيدة تعمل الولايات المتحدة على ترجمتها إلى واقع عملي في علاقتها بالآخر، معتبرة التضحية بهذا الآخر حقًا وتفويضًا اختص به الرب ، وهكذا إن العالم سيظل تحت إرادة القوى الغربية المتغطرسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى