مقالات

تأمُّلات كمال الهِدَيْ.. حالتكم خُدام ما حُكام..!! 

  • الغريب أن مناوي مدرك لحقيقة أن تغييراً قد انتظم الوطن وأوضاعه وفهم مواطنيه.
  • بس مشكلة الرجل أنه تعلم بعض السفسطة ويظن واهماً أنه يمكن أن يفحمنا بها.
  • تابعت لمناوي بالأمس جزءاً من برنامج ” حوار خاص” على فضائية السودان استضافته فيه مذيعة (مشدوهة) بدت لي وكأنها (فرحانة) بمحاورة حاكم إقليم دارفور، لماذا لم أدري.
  • وكعادة مناوي في الآونة الأخيرة،  وكسائر مسئولي حكومتنا الحالية أطلق حاكم دارفور الكثير من الكلام (المعمم اللا بودي ولا بجيب).
  • لم أفهم اطلاقاً ما قصده من حديثه في جزئية المصالحة حين قال إن المؤتمر الوطني محظور دستورياً وهو مجموعة صغيرة، لكنه (أي مناوي) يريد أن تكون المصالحة مع أهل السودان، أي الأكثرية.
  • من الذي قال لمناوي أن غالبية أهل السودان على خصام معه، أو مع بعضهم،  أو مع غيره حتى يحدثنا عن ضرورة المصالحة.
  • كلامك السابق أنت وغيرك يا مناوي واضح وضوح الشمس في كبد السماء، فقد أردتم المصالحة مع هذه الفئة التي وصفتها بـ (الصغيرة)، أي المؤتمر الوطني الذي قلت إنك أكثر من تضرر منه، بالرغم من أن أفعالك وسلوكيات المحيطين بك تؤكد أنكم تسيرون على ذات درب (المؤتمرنجية).
  • وما دمت تدرك أن كل شيء قد تغير عما كان عليه خلال الثلاثين عاماً الماضية وأن الشعب يفهم ويفكر ولديه رؤى ستهتدون بها في حلحلة مشاكل أهلنا في دارفور فما الذي جعل معاونكم مبارك أردول يبتز شركات التعدين ويطالبها بتمويل رحلتك للإقليم الذي نُصبت حاكماً عليه!!
  • ولماذا لم تزر الإقليم منذ لحظة تنصيبك حاكماً عليه وتؤسس مكتبك هناك لو أنك حريص فعلاً على رفاهية وأمن وسلامة أهلك!!
  • هذه الثورة التي راحت من أجلها دماء طاهرة لخيرة شباب البلد لن تُحرس بمعسول الكلام ولا بالوعود الزائفة ولا باللقاءات التلفزيونية التي تستهدف تلميع الشخصيات.
  • شهداء الوطن ضحوا بأرواحهم من أجل وطن تسوده العدالة والأمن والسلام والمحبة الحقيقية التي يجب أن نلتمسها في أعمال وسلوكيات المسئولين لا في عباراتهم الإنشائية وكلامهم المنمق الجميل.
  • ولابد من تذكيرك مجدداً بأنك و (شلتك) عندما بدأتم في الإعداد للاحتفالات الضخمة بمناسبة زيارتكم لدارفور بدأت معاناة العشرات من الأسر السودانية بمختلف مناطق الوطن من فصل الخريف.
  • وبالأمس القريب غرقت عاصمة البلد في شبر موية حرفياً، ومع هطول أول أمطار ربما متوسطة وليست غزيرة وأغلقت الشوارع في وجه المارة وغرقت المساكن وتشرد بعض المواطنين ليلتحفوا العراء بين عشية وضحاها.
  • فكيف تريدوننا أن نسمع كلامكم الجميل في الحوارات التلفزيونية لنصفق لكم بعد ذلك ونقول ” أي والله مناوي أو علان قلبه على البلد وأهلها”!
  • مثل ما كنت تقوله في حوار الأمس لا يُفحم إلا من هم على شاكلة المذيعة التي استضافتك.
  • أما الثوار الذين اكتووا بنيران (المقاطيع) ومن مارسوا الكر والفر مع أجهزتهم القمعية فلا يفتحون عقولهم لمثل هذا الكلام (الساي).
  • الحرص على الثورة وضمان سلامة الأمور خلال الفترة الانتقالية يحتم عليكم جميعاً كمسئولين أن تكفوا عن الاحتفالات وجمع التبرعات، و(الأتاوات)، وأن تلتفتوا فعلياً لمشاكل هذا الشعب الذي جعل التغيير ممكناً وتعملوا على حل أزمات البلد التي لا تحصى ولا تعد.
  • لن يكفي مع مثل ما يعيشه أهل السودان مجرد عبارات حلوة تطلق هنا أو هناك.
  • فحين تقول ” أود أن أعلن استغنائي الكامل عن المبالغ التي التزم بها أصحاب شركات التعدين تحت بند المسئولية الاجتماعية.. شكري لهم وأسمحوا لي أن استغل هذه السانحة وأشكر رجال أعمال دارفور لتطوعهم مالياً بدعم البند الاجتماعي لحكومة الإقليم”، حين تقول مثل هذا الكلام لا تتوهم اطلاقاً أن ذلك يقنعنا بجديتك وحرصك على مصلحة البلد وأهله.
  • فما فعله أردول فساد بَيِن يتطلب المحاسبة العاجلة.
  • والمضحك المبكي أنك استبدلت تصرف أردول – الذي لاقى رفضاً واسعاً – بتصرف لا يختلف عنه في شيء، وأنت تقدم شكرك لرجال الأعمال بدارفور وتقبل (تطوعهم مالياً) بدعم البند الاجتماعي.
  • وبدوري أتساءل عن مكان ورود هذا البند الاجتماعي في أي من وثائق السلام التي وقعتموها!
  • ألم تقل بنفسك في حوار الأمس نفسه أن الأموال جاهزة لتنفيذ المشروعات في دارفور، وأن رئيس مجلس السيادة بارك العديد من خطوات تنفيذ المطلوب في دارفور!
  • فما دخل (أموال) رجال أعمال دارفور بمشاريع الإعمار والتنمية وإعادة النازحين والمهجرين سوى أن ينفذ بعضهم المشاريع إن كانت لهم شركات عاملة في المجال المحدد!!
  • وعلى ذكر رئيس مجلس السيادة استغربت كثيراً حين أخطأ مناوي في الاسم قائلاً ” الجنرال عبد الفتاح السيسي” دون أن تصححه مذيعة (الهناء) التي بدت مكتفية بمحاورتها لحاكم الإقليم.
  • اعطتني المذيعة انطباعاً بأن الواحد منهم يطرح أسئلته المكتوبة وبعد ذلك لا يصغي لما يقوله ضيفه، وإلا فكيف يفوت مثل هذا الخطأ الكبير بلا تصحيح!
  • كنا نعتقد أن لقمان وحده من يسعى لتلميع نفسه وضيوفه عبر برنامج الحوار الوطني، لكن اتضح أن بعض المذيعين أيضاً تهمهم السيرة الذاتية والتباهي بأن الواحد منهم حاور فلان أو علان أكثر من اهتمامهم بتقديم الخدمة الإعلامية التي تفيد الوطن ومواطنه.
  • الحرص على حكومة الثورة والمحافظة على الديمقراطية الوليدة – التي يضع الكثير ممن يفترض فيهم حمايتها العراقيل في طريقها- يتطلب يقظة وصرامة لا تطبيلاً وتلميعاً ومجاملات يا قوم.
  • الحالة أن مناوي ردد عبارة ” نحن خُدام للشعب ما حُكام” ولا أدري ماذا كانوا سيفعلون بنا لو أنهم كانوا حُكاماً لا خُدام!
  • أما بعض الكلام السخيف الذي يردده البعض، مثل ” الهجوم على أردول يتم بدافع عنصري”، وامعاناً في الوضوح أرد على هذه الفئة (المستهبلة) بالقول أن كاتب هذه السطور مثلاً ينتمي لقبيلة الجعليين، لكنني أحب جداً القائد عبد الواحد محمد نور ابن الغرب لأنه رجل صاحب مبدأ ووطني غيور على بلده، مثلما كنت أحتفي بالعديد من مواقف الراحل الدكتور جون قرنق ابن الجنوب العزيز الذي ضيعه (المقاطيع) وتمنيت أن يترشح ضد (المخلوع) لرئاسة السودان، لكنني أبغض جداً البشير ونافع على نافع الجعليِين مثلي لإجرامهما وفسادهما وانتمائهما لأسوأ عصابة حكمت هذا البلد، فبلاش استهبال، وتذكروا أن الشعب السوداني بكل سحناته ومناطقه وقبائله لم يعد ساذجاً لكي تلعبوا عليه بمثل هذه المبررات الواهية التي تودون أن تشكلوا بها سواتر لكيلا ينكشف فسادكم.
  • كل من ناهضوا نظام المؤتمر اللا وطني وهو في أوج جبروته لا يمكن أن يسكتوا اطلاقاً على فساد حُكام اليوم لا من باب المجاملة ولا من باب الخوف من شماته الكيزان، لأن ذلك سيفتح الباب واسعاً لتمكين فئة جديدة من المفسدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى