أعمدة رأي

تداعيات النظام العالمي الجديد على شعوبنا

تداعيات النظام العالمي الجديد على شعوبنا

تداعيات النظام العالمي الجديد على شعوبنا

السياسات الدولية في ظل النظام العالمي الجديد تسيطر على الدول النامية بوضع شروط قاسية و مجحفة من البنك الدولي في القرارات السيادية للدول النامية والأقل نموا لتصب جميعها في مصلحة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ودول الغرب .السياسات الدولية للسودان تتيح للبنك الدولي التدخل في شئون تلك الدول المغلوب على امرها بفرض رفع الدعم عن بعض المواد التموينية ومصادر الطاقة كالنفط وفرض الخصخصة للشركات الوطنية وخاصة مشاريع المياه وفرض سياسة السوق المفتوح سياسة تحرير السوق وتعويم الأسعار بحجة تشجيع المنافسة وتشجيع الإستثمارات الأجنبية والشركات العالمية الضخمة. وفرض رسوم على المرضى مما أدى إلى جعل الخدمات العامة بعيدة عن متناول أكثرية السكان وهم في غالبيتهم من الفقراء والمحتاجين. و إن دور البنك الدولي المتنامي في إملاء السياسات الصحية في البلدان النامية حال دون تطبيق مقاربة الرعاية الصحية الأولية.
في الوقت الذي يتزايد فيه الدعم الحكومي للقطاع الصحي في البلدان المتقدمة، التي تروج لنفسها تخفيض المخصصات الصحية الحكومية في البلدان النامية حيث يرتفع باطراد عدد السكان الواقعين تحت خط الفقر.
النظام العالمي الجديد جعل الحكومات تتخلى تدريجياً عن مسؤولياتها تجاه المجتمع، في ضوء هذه التداعيات العالمية والتى سوف تؤثر بالضرورة على صحة السكان فى بلادنا و تهدد القيم الأخلاقية ، وما نجم من ذلك تراجع دور الدولة عن تقديم الخدمات الاجتماعية المختلفة . هذا إلى جانب التناقض الدولي بالموضوع الأخلاقي ، حيث تروج للأخلاق السامية وتفعل العكس فمثلا فيما يختص بحقوق الطفل في الانتهاكات الجنسية واستغلال الأطفال في الحروب و حماية الحكام الفاشيين عندما لا تتعارض المصالح مع سياسات الغرب .

تخلت الدولة في بلادنا عن ضبط الأسعار، وعن تعزيز شبكات الضمان الاجتماعي لمواجهة تدني دخل الفئات الفقيرة ، وضعفت فرص المشاركة الشعبية، وحسن توزيع الثروة التي احتكرتها فئة محدودة من أصحاب رؤوس الأموال، ولكن كان من الأهمية بمكان التركيز للحفاظ على الثروة القومية في أيدي المواطنين، والانفتاح مع حرية رأس المال في إطار ضوابط تشريعية، مع ضبط الأسعار والسيطرة على التوجه الاستهلاكي غير المطلوب حتى لا توصم الدولة بالمتخلية عن الفئات المطحونة
_____________

تداعيات العولمة في

العالم النامي

تداعيات العولمة في العالم النامي والأقل نموا.
• الفجوات بين العالم المتقدم والعالم النامي.
• علاقة العولمة باليوجينيا الحديثة.

تداعيات العلمانية في العالم النامي والأقل نموا
الان في بلادنا تفرض رسوم على المرضى مما أدى إلى جعل الخدمات العامة بعيدة عن متناول أكثرية السكان وهم في غالبيتهم من الفقراء والمحتاجين. و إن دور البنك الدولي المتنامي في إملاء السياسات الصحية في البلدان النامية حال دون تطبيق مقاربة الرعاية الصحية الأولية.
ولا يستطيع التأمين الصحي الخاص بأي شكل من الأشكال مساعدة المواطن العادي في بلادنا إذ أنه لا يستطيع تحمّل دفع كلفة التأمين، ولا يستطيع عدد كبير من الأشخاص في القطاع غير الرسمي أن يتحمّل أعباء هذا النظام، في الوقت الذي يتزايد فيه الدعم الحكومي للقطاع الصحي في البلدان المتقدمة، التي تروّج لنفسها لتخفيض المخصّصات الصحية الحكومية في البلدان النامية حيث يرتفع باطراد عدد السكان الواقعين تحت خط الفقر.
وفي سياق التحول نحو العولمة تتخلى الحكومة تدريجياً عن مسؤولياتها تجاه المجتمع، ما يدفع الشرائح المهمّشة إلى التنافس في ظل ظروف غير مناسبة. لقد حرم الفقراء تاريخياً، من خدمات صحية عامة فعالة، وها هم اليوم مع انقضاض سياسات البنك الي الدولي وتراخي الدولة يواجهون حرمان مؤكد.
وتجدر الإشارة إلى أن الخدمات الصحية بوضعها الحالي، بحاجة ماسة لعمل جاد على مستوى الريف و الحضر في الأنشطة في نظم الرعاية الصحية…
إذن العولمة تؤثر على إتاحة الخدمات الصحية من حيث حصول الشرائح الفقيرة والمحرومة في المجتمع على الرعاية الصحية الأساسية بسبب بعض العراقيل المالية وضعف التأمين الصحي . ويشكل الحصول على الدواء في دول العالم الثالث ، أحد العناصر الهامة في تداعيات العولمة على التنمية والرعاية الصحية . وذلك لأن وضع الصعوبات المتعلقة بالملكية الفكرية ضمن اتفاقيات منظمة التجارة الدولية في ما يخص براءات اختراع الأدوية سيرفع تسعيرات الادوية.
أما الدولة فحدث ولا حرج, تردي الخدمات في المرافق الحكومية، وضعف المقررات الدراسية إضافة الى نقص سنوات الدراسة ودخول الاستثمار في مجالي التعليم والصحة ,ظهور الكليات الطبية الخاصة والقبول الخاص لطلاب بنسب ضعيفة، وكذلك المستشفيات الخاصة والمرافق العلاجية الفخمة التي أثرت على الحكومية من جميع النواحي الخدمية، فأصبح الطب مجرد استثمار من أجل المال فقط.
أما فيما يخص التغطية بالخدمات الصحية ، فلقد أظهرت الدراسات تراجع الوضع الصحي من خلال مؤشرات متوسط العمر المأمول عند الولادة ، معدل المراضة والوفيات ، ـ زيادة أعداد العاطلين عن العمل ، وزيادة الفقر ، وتهميش شرائح عديدة في المجتمعات ، أدي إلى تردّ الأوضاع الصحية وإلى تزايد المخدرات والمسكرات ، والانحرافات الاجتماعية الخطيرة في بلادنا.
على الدول النامية بناء قدراتها على مناقشة الموضوعات المطروحة على منظمة التجارة العالمية والتأثير فى قراراتها ، وذلك من خلال قدرات متعددة الاختصاصات تشمل خبراء فى تأثير هذه الاتفاقيات ذات الصبغة التجارية على الصحة ، كما المطالبة على إعطاء منظمة الصحة العالمية والمنظمات الأخرى المعنية حق المشاركة في مناقشات الدواء و الغذاء .. ما لم تتغير مخططات العولمة تجاه العالم النامي ستظل الاوضاع كما هي وربما أسوأ من ذلك ، في الأوضاع الصحية الحالية في ظل العولمة تحتاج إلى إعادة تخطيط وتطبيق والاستفادة بالتجربة الانية حيث أن العولمة بدأت وستستمر على كل الأحوال. التخطيط المشترك بين دول العالم النامي , منظمة التجارة العالمية و بنك النقد الدولي أمر في غاية الأهمية.
إن الفجوة الغذائية في بلادنا و التي تتزايد عاما بعد عام ، وعلاقتها المباشرة بصحة الإنسان تتطلب العمل على إنتاج الغذاء ، وتلك قضية يمكن التعامل معها من خلال التكامل الزراعي العربي الأفريقي ، إذ تتوافر مساحات صالحة للزراعة تمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي فى حالة توفر الاستثمارات اللازمة وترشيد استخدام موارد المياه ، وتدريب الأيدي العاملة على الزراعة الحديثة وتطوير البحوث العلمية فى مجالات زيادة الإنتاجية في المحاصيل ، اللحوم والأسماك .
تدنت مستويات الخدمات الأساسية وتدني مستوى التعليم العام والتدريب على المهارات و تدنت المرتبات بشكل عام وظهر هناك تباين واضح في الأجور. العولمة لا تهدف إلى الارتقاء بالمستوى المعيشي في الدول النامية ، بل بالعكس زادت الغني غنى والفقير فقرا. فلا بد للدول النامية أن تسعى لمواجهة المخططات السلبية للعولمة على البعد الاجتماعي والصحي والاقتصادي . تداعيات العلمانية في الأوضاع الاقتصادية والثقافية والأخلاقية التي بدأت تظهر في مجتمعاتنا إلى حد ما تؤكد القول أن العولمة زادت عدد الفقراء وأضعفت الهوية الوطنية وبددت القيم الأخلاقية .
في ضوء هذه التداعيات العالمية والتى سوف تؤثر بالضرورة على صحة السكان فى الدول النامية وانهيار الهوية الوطنية و القيمية ,أضحت صحة الإنسان في المحك في ظل الزيادة السكانية والتغيير الديمغرافي , والفقر والهجرة .
تداعيات العولمة في الأوضاع الاقتصادية و الثقافية تهدد القيم الأخلاقية ، وما نجم من ذلك تراجع دور الدولة عن تقديم الخدمات الاجتماعية المختلفة .. هذا إلى جانب التناقض الدولي بالموضوع الأخلاقي ، حيث تروج للأخلاق السامية وتفعل العكس فمثلا فيما يختص بحقوق الطفل في الانتهاكات الجنسية واستغلال الأطفال في الحروب و حماية الحكام الفاشيين عندما لا تتعارض المصالح مع سياسات الغرب .
وإذا كان المدافعون عن العولمة يرون أنها تهدف إلى الارتقاء بمستوى المعيشة في كل البلدان وتحفز التنمية ، فإن من واجبنا أن نلفت النظر إلى ضرورة الاتفاق على كون التأكيد على صحة كل المواطنين لابد وأن يكون محور اهتمام كل برامج التنمية .
الفجوات بين العالم المتقدم والعالم النامي:
في العالم المتقدم توقفت الزيادة السكانية, تغير النمط السكاني وزيادة نسبة المسنين .. تحقيق النظام العالمي الجديد. اختلاط الحضارات واللغات و تقارب الأديان والعقائد.العالم الثالث كشف سلبيات وعيوب عديدة لم تكن في الحسبان، واتسعت الفجوات العلمية والتكنولوجية، ومن ثم الاقتصادية والاجتماعية بين العالم النامي والغرب في الأصولية والحداثة.
إن السودان من الدول النامية الغائبة تماما عن الإحساس باهمية التقدم في مجال رعاية المسنين و أثر التعليم و الثقافة في رفع المستويات الفكرية والمعرفية، وكذلك البحث العلمي ودوره في تحسين وسائل الرعاية.في حين أن الظواهر في العالم المتقدم هي تعليم مجود انفجار معرفي غير مسبوق، تطور تكنولوجي متزايد السرعة مع اقتحام عصر المعلومات وثورتها، نبذ العنصرية، الدعوة لحقوق الإنسان والمرأة والطفل و تقدم الإعلام و النظم الديمقراطية.
في العالم الثالث بطء في دينامية تطوير التعليم، والتمسك بثقافة التخلف، انتهاكات حقوق الإنسان، ضعف الأداء الإعلامي الإرشادي، المغالاة في الترفيه والاستهلاك والأمية والفقر.
إن الواقع يقول إن العالم المتقدم لم يكتف بجذب الدول النامية للموافقة على متطلبات العولمة، ومحاولات نشر المبادئ الغربية على أنها الطريق الأمثل للتقدم والتطور إلى الديمقراطية والحرية المنشودة، إلا أنه استغل العولمة للقيام بمغامرات عسكرية أو التهديد بها، ولم يكتف بالغزو الفكري والاستهلاكي وحدهما، بل استغل ضعف تلك الدول بالغزو العسكري الموجه للاستيلاء على الأصول والموارد المتاحة، من بترول وخامات وغيرهما، مما أدى إلى تعطيل فرص التقدم واتساع الفجوة وضعف الأمل في إحداث التغيير المنشود.
إن السودان مثل للتفاوت في تعداد السكان ونصيب الفرد من الناتج الوطني الإجمالي، ونصيب الفرد في الخدمات (الصحية)، يختلف اختلافا بينا له كمثل العالم الثالث، يقاسي من الواقع المرئي ابتدعوا على الساحة العالمية، وبين الدول المصدرة والدول المتقدمة حيث يتفاوت الدخل بنسب عالية جدا مما أثر على مؤشرات التنمية.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والدول الشرقية ظهرت علامات الغرور والتسلط والاستبداد على الساحة الدولية في لغة الخطاب السياسي الغربي، . للتأكيد على التدخل في الشؤون الداخلية للدول بحجة حماية حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والالتزام بقوانين منظمة التجارة العالمية وتوابعها، وما يكتنفها من عقبات كذلك ابتدعوا ظاهرة الفوضى البناءة التي ابتليت بها دول ضاع فيها الحق والعدل والاستقرار.
هل العولمة أفادت العالم الثاني و الثالث ؟؟ بل بالعكس زادت الدول الفقيرة فقرا، خاصة الدول كثيفة السكان قليلة المصادر حيث اهتز مستوى الخدمات وقلت دخول الأفراد، وزاد الازدحام في المدن وانتشرت العشوائيات.
والسودان اتجه إلى منظومة الاقتصاد الحر بعد الموافقة على اتفاقية منظمة التجارة العالمية وتشريعاتها، وتخلت الدولة عن ضبط الأسعار وتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة، في مجتمعات لم يتغير فيها دخل الفرد كثيرا، وتحولت الدولة من دولة زراعية إلى دولة داعية للاستثمار الداخلي والخارجي، عندما انطلقت رؤوس الأموال المعتمدة على تشجيع منظومة البنوك للإقراض، فظهرت آفة تهريب الأموال المقترضة للخارج، مما أحدث هزة عنيفة للاقتصاد القومي ولم تمنع الدولة أو توقف هذه الممارسات .. أدى الانفتاح الاقتصادي وعمليات الخصخصة إلى ظهور مخاطر الجشع الاقتصادي للمستثمرين، مع التغاضي عن قيمة الحق الاجتماعي في رؤوس الأموال الناجحة.
فشل القطاع العام، وفتح بعض الفرص للتشغيل، وقام باستغلال حق الاستفادة من رخص أسعار الأراضي، والدعم الموجه للمواد الأساسية والطاقة، ورخص تكاليف العمالة نتيجة الأجور المتدنية، حدث ذلك مع تخلي الدولة عن ضبط الأسعار، وعن تعزيز شبكات الضمان الاجتماعي لمواجهة تدني دخل الفئات الفقيرة ، وضعفت فرص المشاركة الشعبية، وحسن توزيع الثروة التي احتكرتها فئة محدودة من أصحاب رؤوس الأموال، ولكن كان من الأهمية بمكان التركيز للحفاظ على الثروة القومية في أيدي المواطنين، والانفتاح مع حرية رأس المال في إطار ضوابط تشريعية، مع ضبط الأسعار والسيطرة على التوجه الاستهلاكي غير المطلوب حتى لا توصم الدولة بالمتخلية عن الفئات المطحونة.
وأكد الشعب السوداني ان التغيير والإصلاح السياسي، لتحقيق الحرية والديمقراطية والعدل هما أول سبيل للتقدم، ومكافحة الفساد المالي و السياسي وتحييد مشكلات الفقر والبطالة والاكتئاب ,مشاكل التلوث البيئي السلوكي والقيمي في رعاية المسنين, مشاكل أمراض الشيخوخة,الأمراض المنقولة وغير المنقولة,مشاكل الغذاء والدواء ومشاكل التنمية التي أعاقت النمو في العالم النامي في ظل العولمة.
علاقة العولمة باليوجينيا الحديثة:
عاش العالم تاريخ مظلم للبيولوجيا بتطبيق اليوجينيا Eugenics . ،اليوجينيا هي علم تحسين النسل بمخططات الإبادة الذي بلغ اشده في القرن العشرين بهيمنة سـلطة العلم واندماجها بين السياسة ، ارتكازاً على تجارب وفظائع قاسية متوحشة قام المعلم بالتمهيد لها وتبريرها.
وكانت نظرية هتلر النازية تعتبر الجنس الآري أرقى أجناس البشر على الإطلاق، وينبغي أن تكون له السيادة على العالم، وأصدر الزعيم النازي أوامره بإجراء عمليات جراحية لإخصاء نحو 400 ألف شخص من اليهود وضعاف العقول والمرضى المزمنين الذين اعتبرهم هتلر “أحقر شأنا من أن يمرروا جيناتهم إلى الجيل التالي”، وهي العملية التي وصمت “اليوجينيا” بالعار إلى الأبد.
في أواخر القرن التاسع عشر، نادى فرانسيس جالتون، أشهر علماء الوراثة في عصره، بضرورة استعمال التقدم العلمي لتحسين نسل البشر، تماماً كما هي الحال في النبات والحيوان.
تحوّل العلم البيولوجي الجيني، الى محارق بشرية جماعية وتمييز عنصري مع إبادة عرقية و إقصاء سلالات بشرية وتعمل اليوجينيا لخلق اناس اكثر ذكاءا و افضل صحيا على حساب الفقراء المتخلفين عقليا و جسديا.
يخطط لنا الغرب لكبح جماح النمو السكاني بحركة اليوجينيا الحديثة التي تستخدم قوة المال في دفع الدول إلى إبادة جزء من شعبها , حركة اليوجينيا تحارب الفقراء لا الفقر . اكتشف الغرب بواسطة اليوجينيين الإنفجار السكاني وضرورة إبطاله . ولقد كُبح الانفجار السكاني في العالم خلال الخمسة والعشرين عاماً الماضية بعدة طرق في فنون الابادة . ومعظم من سمعوا عنها يعتقدون أنها قد انتهت مع هزيمة هتلر عام 1945م ، ولكنها استحدثت كوسيلة للإبادة الجماعية .
اعتبر جالتون تعبير “يوجينيا”، ” كعنوان لدعواه التي ضمنها “ضرورة العمل على التخلص من الأجناس التي “يثبت العلم انها ادنى واقل كمالاً.وجـد النازيون فيها دعماً مذهلاً استناداً الى العلم البيولوجي نفسه، الذي يستهدف الأعراق التي تحمل صفات “منمطة” مثل الغجر واليهود والسود والعرب والمسلمين وغيرهم. أرغمت مئات الآلاف من النساء على الإجهاض وانتزعت أرحامهن ومبيضات قسراً، في ما عرف بـ”التعقيم اليوجيني” وبرر ذلك بالحفاظ على نقاء العشيرة الأميركية.
أزمة دارفور ما هي إلا استمرار الابادات الجماعية بمفهوم اليوجينيا الحديثة من خلال العولمة التي لم تساهم في أزمة دارفور كما يمكن أن تكون. ومنذ فترة طويلة، كان هناك تركيز على عدم المساواة على الصعيد العالمي وعلى الإبادة الجماعية وعلى الصراعات الداخلية في بلد ما نتيجة للعولمة.
أثرت العولمة على وظائف حفظ السلام والوكالات والمنظمات الإنسانية وهذا ما أثر بشكل خاص على الأزمة في دارفور. تواصل حكومة الخرطوم ممارسة نفوذ واسع وتنامي في البلاد بسبب عوامل العولمة. ولا تملك الحكومة سيطرتها على كامل الأراضي، مما يخلق ثورات ومذابح.
كان يجب تعزيز قواعد مكافحة الإبادة الجماعية في العالم أجمع خلال هذه الفترة من العولمة. وبسبب عملية العولمة، يلزم أن تكون هناك عقوبات أكثر على كوارث الإنسان. وينبغي ألا يعاني البشر من الآخرين. لقد نجا العلمانيون دائما من الأخلاق بطريقة معينة. وتشجع اتجاهات العولمة مرارا وتكرارا هذه الأنواع من التقنيات المزعجة، والعنف والمذابح. وإذا نظرنا إلى عنف مماثل في مثل الإبادة الجماعية للهنود الأمريكيين وأبناء أستراليا من قبل الأوروبيين واليهود من قبل النازيين والإبادة الجماعية البوسنية والإبادة الجماعية الكمبودية والإبادة الجماعية في دارفور وما إلى ذلك فمن الواضح أن القانون الدولي لا يتجنب ضحايا هذه العولمة ويحميهم.
تداعيات العلمانية في الأوضاع الاقتصادية والثقافية والأخلاقية التي بدأت تظهر في مجتمعاتنا إلى حد ما تؤكد القول أن العولمة زادت الفقراء فقرا وأضعفت الهوية الوطنية وبددت القيم الأخلاقية .
في ضوء هذه التداعيات العالمية والتى سوف تؤثر بالضرورة على صحة السكان فى الدول النامية وانهيار الهوية الوطنية و القيمية ,أضحت أوضاع الإنسان في المحك في ظل الزيادة السكانية والتغيير الديمغرافي , والفقر والهجرة .
في نهاية القرن العشرين ، كشف عن استمرار التعقيم اليوجيني، ذو الطابع الذكوري والعرقي. خشى جمع من علماء الوراثة والجينات المعاصرين من عـودة اليوجينيا مقنعة بستار العلاج الجيني و الفحوص الجينية. على مطلع القرن العشرين تحولت يوجينيا جالتون إلى سياسة .
بشكل عام في عصرنا هذا ,عصر العولمة تشن القوى العسكرية الكبرى حربا ضروسا ضد الدول المستضعفة تحت ذرائع شتى وتنتهي بإبادة كتل بشرية ضخمة وذلك باستعمال أسلحة فتاكة تتوزع بين النارية والنووية والبيولوجية، وهي تترك آثارها الطويلة الأمد على الصحة والبيئة. ويعتبر فقدان الخصوبة واحدا من آثارها، وما حرب غزة عنا ببعيدة ومن قبلها أفغانستان والعراق، وكذلك التصفية العرقية للمسلمين الألبان في كوسوفا، “وفي نفس الإطار يتم أيضا إشعال فتيل الحروب الأهلية والإثنية التي تفضي إلى إبادات جماعية مع خلق روح الانتقام والإقصاء بين الجماعات المختلفة، و كنموذج حروب البلقان والتي لا يخفى على أحد أن كون الهدف الرئيسي منها هو إقصاء العنصر الإسلامي داخل الحيز الأوروبي.
ويعمل العلمانيون من خلال المنظمات كما فعل اليوجيين بمزيج من العرقية والعنصرية والداروينية إلى الإجهاض بالترويج للمثلية وما سمّوه القتل الرحيم للمرضى والمسنين والتعقيم للرجال والنساء .
لا بد أن الكثيرين منا لم يسمعوا بهذا المصطلح “اليوجينيا” ولا يعرفون حتى ماذا يعني ولا ماذا يخبئ وراءه من _ حرب إبادة _ يجهل معظمنا قواعدها، فلا شك أن الاهتمام بالنواحي الصحية للفرد والأسرة والمجتمع وتحسين النسل هو الهدف الرئيسي لشعوب العالم المتقدمة بغية تكوين مجتمع يتمتع أفراده بالقوة البدنية والعقلية ولكن أن يتعدى هذا الأمر إلى التمييز بين الناس وإبادة شعوب بكاملها فهو أمر خطير لا بد من التوقف عنده.. ويعتبر كبح جماح النمو السكاني من أبرز مهام العولمة شجعته نخبة من اليهود تستخدم قوة المال في دفع الدول الفقيرة إلى أن تطلب إبادة جزء من شعبها بهدف الاستيلاء على موارد العالم الثالث .
شذوذ الأفكار التي تبنتها اليوجينية مثل تحيزها الطبقي ودعوتها إلى أفعال عنصرية تمييزية واعتمادها على معايير غير قابلة للقياس العلمي وتهميشها لتأثير البيئة والمحيط في تحديد سلوكيات الإنسان، وأيضا ترسيخ المفاهيم التمييز العرقي والاثني تتوافق تماما مع أهداف ومقاصد كثير من المخططات العلمانية الشاذة ذات الطابع العسكري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في العديد من الدول العربية والإسلامية.
شذوذ المخططات العلمانية واليوجينيه تحتاج بطبيعة الحال إلى استراتيجية عالمية شاملة ، إذ لا تكفي في مثل هذه المواجهة الواسعة جهود بعض المنظمات والجمعيات ، على الرغم من أهميتها … أما شرط نجاح ذلك فهو شعور الجميع بأن الخطر القادم هو خطر يتهدد مستقبل الإنسانية باكلها. .

تداعيات النظام العالمي الجديد على شعوبنا

تداعيات النظام العالمي الجديد على شعوبنا

السياسات الدولية في ظل النظام العالمي الجديد تسيطر على الدول النامية بوضع شروط قاسية و مجحفة من البنك الدولي في القرارات السيادية للدول النامية والأقل نموا لتصب جميعها في مصلحة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ودول الغرب .السياسات الدولية للسودان تتيح للبنك الدولي التدخل في شئون تلك الدول المغلوب على امرها بفرض رفع الدعم عن بعض المواد التموينية ومصادر الطاقة كالنفط وفرض الخصخصة للشركات الوطنية وخاصة مشاريع المياه وفرض سياسة السوق المفتوح سياسة تحرير السوق وتعويم الأسعار بحجة تشجيع المنافسة وتشجيع الإستثمارات الأجنبية والشركات العالمية الضخمة. وفرض رسوم على المرضى مما أدى إلى جعل الخدمات العامة بعيدة عن متناول أكثرية السكان وهم في غالبيتهم من الفقراء والمحتاجين. و إن دور البنك الدولي المتنامي في إملاء السياسات الصحية في البلدان النامية حال دون تطبيق مقاربة الرعاية الصحية الأولية.
في الوقت الذي يتزايد فيه الدعم الحكومي للقطاع الصحي في البلدان المتقدمة، التي تروج لنفسها تخفيض المخصصات الصحية الحكومية في البلدان النامية حيث يرتفع باطراد عدد السكان الواقعين تحت خط الفقر.
النظام العالمي الجديد جعل الحكومات تتخلى تدريجياً عن مسؤولياتها تجاه المجتمع، في ضوء هذه التداعيات العالمية والتى سوف تؤثر بالضرورة على صحة السكان فى بلادنا و تهدد القيم الأخلاقية ، وما نجم من ذلك تراجع دور الدولة عن تقديم الخدمات الاجتماعية المختلفة . هذا إلى جانب التناقض الدولي بالموضوع الأخلاقي ، حيث تروج للأخلاق السامية وتفعل العكس فمثلا فيما يختص بحقوق الطفل في الانتهاكات الجنسية واستغلال الأطفال في الحروب و حماية الحكام الفاشيين عندما لا تتعارض المصالح مع سياسات الغرب .

تخلت الدولة في بلادنا عن ضبط الأسعار، وعن تعزيز شبكات الضمان الاجتماعي لمواجهة تدني دخل الفئات الفقيرة ، وضعفت فرص المشاركة الشعبية، وحسن توزيع الثروة التي احتكرتها فئة محدودة من أصحاب رؤوس الأموال، ولكن كان من الأهمية بمكان التركيز للحفاظ على الثروة القومية في أيدي المواطنين، والانفتاح مع حرية رأس المال في إطار ضوابط تشريعية، مع ضبط الأسعار والسيطرة على التوجه الاستهلاكي غير المطلوب حتى لا توصم الدولة بالمتخلية عن الفئات المطحونة
_____________

تداعيات العولمة في

العالم النامي

تداعيات العولمة في العالم النامي والأقل نموا.
• الفجوات بين العالم المتقدم والعالم النامي.
• علاقة العولمة باليوجينيا الحديثة.

تداعيات العلمانية في العالم النامي والأقل نموا
الان في بلادنا تفرض رسوم على المرضى مما أدى إلى جعل الخدمات العامة بعيدة عن متناول أكثرية السكان وهم في غالبيتهم من الفقراء والمحتاجين. و إن دور البنك الدولي المتنامي في إملاء السياسات الصحية في البلدان النامية حال دون تطبيق مقاربة الرعاية الصحية الأولية.
ولا يستطيع التأمين الصحي الخاص بأي شكل من الأشكال مساعدة المواطن العادي في بلادنا إذ أنه لا يستطيع تحمّل دفع كلفة التأمين، ولا يستطيع عدد كبير من الأشخاص في القطاع غير الرسمي أن يتحمّل أعباء هذا النظام، في الوقت الذي يتزايد فيه الدعم الحكومي للقطاع الصحي في البلدان المتقدمة، التي تروّج لنفسها لتخفيض المخصّصات الصحية الحكومية في البلدان النامية حيث يرتفع باطراد عدد السكان الواقعين تحت خط الفقر.
وفي سياق التحول نحو العولمة تتخلى الحكومة تدريجياً عن مسؤولياتها تجاه المجتمع، ما يدفع الشرائح المهمّشة إلى التنافس في ظل ظروف غير مناسبة. لقد حرم الفقراء تاريخياً، من خدمات صحية عامة فعالة، وها هم اليوم مع انقضاض سياسات البنك الي الدولي وتراخي الدولة يواجهون حرمان مؤكد.
وتجدر الإشارة إلى أن الخدمات الصحية بوضعها الحالي، بحاجة ماسة لعمل جاد على مستوى الريف و الحضر في الأنشطة في نظم الرعاية الصحية…
إذن العولمة تؤثر على إتاحة الخدمات الصحية من حيث حصول الشرائح الفقيرة والمحرومة في المجتمع على الرعاية الصحية الأساسية بسبب بعض العراقيل المالية وضعف التأمين الصحي . ويشكل الحصول على الدواء في دول العالم الثالث ، أحد العناصر الهامة في تداعيات العولمة على التنمية والرعاية الصحية . وذلك لأن وضع الصعوبات المتعلقة بالملكية الفكرية ضمن اتفاقيات منظمة التجارة الدولية في ما يخص براءات اختراع الأدوية سيرفع تسعيرات الادوية.
أما الدولة فحدث ولا حرج, تردي الخدمات في المرافق الحكومية، وضعف المقررات الدراسية إضافة الى نقص سنوات الدراسة ودخول الاستثمار في مجالي التعليم والصحة ,ظهور الكليات الطبية الخاصة والقبول الخاص لطلاب بنسب ضعيفة، وكذلك المستشفيات الخاصة والمرافق العلاجية الفخمة التي أثرت على الحكومية من جميع النواحي الخدمية، فأصبح الطب مجرد استثمار من أجل المال فقط.
أما فيما يخص التغطية بالخدمات الصحية ، فلقد أظهرت الدراسات تراجع الوضع الصحي من خلال مؤشرات متوسط العمر المأمول عند الولادة ، معدل المراضة والوفيات ، ـ زيادة أعداد العاطلين عن العمل ، وزيادة الفقر ، وتهميش شرائح عديدة في المجتمعات ، أدي إلى تردّ الأوضاع الصحية وإلى تزايد المخدرات والمسكرات ، والانحرافات الاجتماعية الخطيرة في بلادنا.
على الدول النامية بناء قدراتها على مناقشة الموضوعات المطروحة على منظمة التجارة العالمية والتأثير فى قراراتها ، وذلك من خلال قدرات متعددة الاختصاصات تشمل خبراء فى تأثير هذه الاتفاقيات ذات الصبغة التجارية على الصحة ، كما المطالبة على إعطاء منظمة الصحة العالمية والمنظمات الأخرى المعنية حق المشاركة في مناقشات الدواء و الغذاء .. ما لم تتغير مخططات العولمة تجاه العالم النامي ستظل الاوضاع كما هي وربما أسوأ من ذلك ، في الأوضاع الصحية الحالية في ظل العولمة تحتاج إلى إعادة تخطيط وتطبيق والاستفادة بالتجربة الانية حيث أن العولمة بدأت وستستمر على كل الأحوال. التخطيط المشترك بين دول العالم النامي , منظمة التجارة العالمية و بنك النقد الدولي أمر في غاية الأهمية.
إن الفجوة الغذائية في بلادنا و التي تتزايد عاما بعد عام ، وعلاقتها المباشرة بصحة الإنسان تتطلب العمل على إنتاج الغذاء ، وتلك قضية يمكن التعامل معها من خلال التكامل الزراعي العربي الأفريقي ، إذ تتوافر مساحات صالحة للزراعة تمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي فى حالة توفر الاستثمارات اللازمة وترشيد استخدام موارد المياه ، وتدريب الأيدي العاملة على الزراعة الحديثة وتطوير البحوث العلمية فى مجالات زيادة الإنتاجية في المحاصيل ، اللحوم والأسماك .
تدنت مستويات الخدمات الأساسية وتدني مستوى التعليم العام والتدريب على المهارات و تدنت المرتبات بشكل عام وظهر هناك تباين واضح في الأجور. العولمة لا تهدف إلى الارتقاء بالمستوى المعيشي في الدول النامية ، بل بالعكس زادت الغني غنى والفقير فقرا. فلا بد للدول النامية أن تسعى لمواجهة المخططات السلبية للعولمة على البعد الاجتماعي والصحي والاقتصادي . تداعيات العلمانية في الأوضاع الاقتصادية والثقافية والأخلاقية التي بدأت تظهر في مجتمعاتنا إلى حد ما تؤكد القول أن العولمة زادت عدد الفقراء وأضعفت الهوية الوطنية وبددت القيم الأخلاقية .
في ضوء هذه التداعيات العالمية والتى سوف تؤثر بالضرورة على صحة السكان فى الدول النامية وانهيار الهوية الوطنية و القيمية ,أضحت صحة الإنسان في المحك في ظل الزيادة السكانية والتغيير الديمغرافي , والفقر والهجرة .
تداعيات العولمة في الأوضاع الاقتصادية و الثقافية تهدد القيم الأخلاقية ، وما نجم من ذلك تراجع دور الدولة عن تقديم الخدمات الاجتماعية المختلفة .. هذا إلى جانب التناقض الدولي بالموضوع الأخلاقي ، حيث تروج للأخلاق السامية وتفعل العكس فمثلا فيما يختص بحقوق الطفل في الانتهاكات الجنسية واستغلال الأطفال في الحروب و حماية الحكام الفاشيين عندما لا تتعارض المصالح مع سياسات الغرب .
وإذا كان المدافعون عن العولمة يرون أنها تهدف إلى الارتقاء بمستوى المعيشة في كل البلدان وتحفز التنمية ، فإن من واجبنا أن نلفت النظر إلى ضرورة الاتفاق على كون التأكيد على صحة كل المواطنين لابد وأن يكون محور اهتمام كل برامج التنمية .
الفجوات بين العالم المتقدم والعالم النامي:
في العالم المتقدم توقفت الزيادة السكانية, تغير النمط السكاني وزيادة نسبة المسنين .. تحقيق النظام العالمي الجديد. اختلاط الحضارات واللغات و تقارب الأديان والعقائد.العالم الثالث كشف سلبيات وعيوب عديدة لم تكن في الحسبان، واتسعت الفجوات العلمية والتكنولوجية، ومن ثم الاقتصادية والاجتماعية بين العالم النامي والغرب في الأصولية والحداثة.
إن السودان من الدول النامية الغائبة تماما عن الإحساس باهمية التقدم في مجال رعاية المسنين و أثر التعليم و الثقافة في رفع المستويات الفكرية والمعرفية، وكذلك البحث العلمي ودوره في تحسين وسائل الرعاية.في حين أن الظواهر في العالم المتقدم هي تعليم مجود انفجار معرفي غير مسبوق، تطور تكنولوجي متزايد السرعة مع اقتحام عصر المعلومات وثورتها، نبذ العنصرية، الدعوة لحقوق الإنسان والمرأة والطفل و تقدم الإعلام و النظم الديمقراطية.
في العالم الثالث بطء في دينامية تطوير التعليم، والتمسك بثقافة التخلف، انتهاكات حقوق الإنسان، ضعف الأداء الإعلامي الإرشادي، المغالاة في الترفيه والاستهلاك والأمية والفقر.
إن الواقع يقول إن العالم المتقدم لم يكتف بجذب الدول النامية للموافقة على متطلبات العولمة، ومحاولات نشر المبادئ الغربية على أنها الطريق الأمثل للتقدم والتطور إلى الديمقراطية والحرية المنشودة، إلا أنه استغل العولمة للقيام بمغامرات عسكرية أو التهديد بها، ولم يكتف بالغزو الفكري والاستهلاكي وحدهما، بل استغل ضعف تلك الدول بالغزو العسكري الموجه للاستيلاء على الأصول والموارد المتاحة، من بترول وخامات وغيرهما، مما أدى إلى تعطيل فرص التقدم واتساع الفجوة وضعف الأمل في إحداث التغيير المنشود.
إن السودان مثل للتفاوت في تعداد السكان ونصيب الفرد من الناتج الوطني الإجمالي، ونصيب الفرد في الخدمات (الصحية)، يختلف اختلافا بينا له كمثل العالم الثالث، يقاسي من الواقع المرئي ابتدعوا على الساحة العالمية، وبين الدول المصدرة والدول المتقدمة حيث يتفاوت الدخل بنسب عالية جدا مما أثر على مؤشرات التنمية.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والدول الشرقية ظهرت علامات الغرور والتسلط والاستبداد على الساحة الدولية في لغة الخطاب السياسي الغربي، . للتأكيد على التدخل في الشؤون الداخلية للدول بحجة حماية حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والالتزام بقوانين منظمة التجارة العالمية وتوابعها، وما يكتنفها من عقبات كذلك ابتدعوا ظاهرة الفوضى البناءة التي ابتليت بها دول ضاع فيها الحق والعدل والاستقرار.
هل العولمة أفادت العالم الثاني و الثالث ؟؟ بل بالعكس زادت الدول الفقيرة فقرا، خاصة الدول كثيفة السكان قليلة المصادر حيث اهتز مستوى الخدمات وقلت دخول الأفراد، وزاد الازدحام في المدن وانتشرت العشوائيات.
والسودان اتجه إلى منظومة الاقتصاد الحر بعد الموافقة على اتفاقية منظمة التجارة العالمية وتشريعاتها، وتخلت الدولة عن ضبط الأسعار وتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة، في مجتمعات لم يتغير فيها دخل الفرد كثيرا، وتحولت الدولة من دولة زراعية إلى دولة داعية للاستثمار الداخلي والخارجي، عندما انطلقت رؤوس الأموال المعتمدة على تشجيع منظومة البنوك للإقراض، فظهرت آفة تهريب الأموال المقترضة للخارج، مما أحدث هزة عنيفة للاقتصاد القومي ولم تمنع الدولة أو توقف هذه الممارسات .. أدى الانفتاح الاقتصادي وعمليات الخصخصة إلى ظهور مخاطر الجشع الاقتصادي للمستثمرين، مع التغاضي عن قيمة الحق الاجتماعي في رؤوس الأموال الناجحة.
فشل القطاع العام، وفتح بعض الفرص للتشغيل، وقام باستغلال حق الاستفادة من رخص أسعار الأراضي، والدعم الموجه للمواد الأساسية والطاقة، ورخص تكاليف العمالة نتيجة الأجور المتدنية، حدث ذلك مع تخلي الدولة عن ضبط الأسعار، وعن تعزيز شبكات الضمان الاجتماعي لمواجهة تدني دخل الفئات الفقيرة ، وضعفت فرص المشاركة الشعبية، وحسن توزيع الثروة التي احتكرتها فئة محدودة من أصحاب رؤوس الأموال، ولكن كان من الأهمية بمكان التركيز للحفاظ على الثروة القومية في أيدي المواطنين، والانفتاح مع حرية رأس المال في إطار ضوابط تشريعية، مع ضبط الأسعار والسيطرة على التوجه الاستهلاكي غير المطلوب حتى لا توصم الدولة بالمتخلية عن الفئات المطحونة.
وأكد الشعب السوداني ان التغيير والإصلاح السياسي، لتحقيق الحرية والديمقراطية والعدل هما أول سبيل للتقدم، ومكافحة الفساد المالي و السياسي وتحييد مشكلات الفقر والبطالة والاكتئاب ,مشاكل التلوث البيئي السلوكي والقيمي في رعاية المسنين, مشاكل أمراض الشيخوخة,الأمراض المنقولة وغير المنقولة,مشاكل الغذاء والدواء ومشاكل التنمية التي أعاقت النمو في العالم النامي في ظل العولمة.
علاقة العولمة باليوجينيا الحديثة:
عاش العالم تاريخ مظلم للبيولوجيا بتطبيق اليوجينيا Eugenics . ،اليوجينيا هي علم تحسين النسل بمخططات الإبادة الذي بلغ اشده في القرن العشرين بهيمنة سـلطة العلم واندماجها بين السياسة ، ارتكازاً على تجارب وفظائع قاسية متوحشة قام المعلم بالتمهيد لها وتبريرها.
وكانت نظرية هتلر النازية تعتبر الجنس الآري أرقى أجناس البشر على الإطلاق، وينبغي أن تكون له السيادة على العالم، وأصدر الزعيم النازي أوامره بإجراء عمليات جراحية لإخصاء نحو 400 ألف شخص من اليهود وضعاف العقول والمرضى المزمنين الذين اعتبرهم هتلر “أحقر شأنا من أن يمرروا جيناتهم إلى الجيل التالي”، وهي العملية التي وصمت “اليوجينيا” بالعار إلى الأبد.
في أواخر القرن التاسع عشر، نادى فرانسيس جالتون، أشهر علماء الوراثة في عصره، بضرورة استعمال التقدم العلمي لتحسين نسل البشر، تماماً كما هي الحال في النبات والحيوان.
تحوّل العلم البيولوجي الجيني، الى محارق بشرية جماعية وتمييز عنصري مع إبادة عرقية و إقصاء سلالات بشرية وتعمل اليوجينيا لخلق اناس اكثر ذكاءا و افضل صحيا على حساب الفقراء المتخلفين عقليا و جسديا.
يخطط لنا الغرب لكبح جماح النمو السكاني بحركة اليوجينيا الحديثة التي تستخدم قوة المال في دفع الدول إلى إبادة جزء من شعبها , حركة اليوجينيا تحارب الفقراء لا الفقر . اكتشف الغرب بواسطة اليوجينيين الإنفجار السكاني وضرورة إبطاله . ولقد كُبح الانفجار السكاني في العالم خلال الخمسة والعشرين عاماً الماضية بعدة طرق في فنون الابادة . ومعظم من سمعوا عنها يعتقدون أنها قد انتهت مع هزيمة هتلر عام 1945م ، ولكنها استحدثت كوسيلة للإبادة الجماعية .
اعتبر جالتون تعبير “يوجينيا”، ” كعنوان لدعواه التي ضمنها “ضرورة العمل على التخلص من الأجناس التي “يثبت العلم انها ادنى واقل كمالاً.وجـد النازيون فيها دعماً مذهلاً استناداً الى العلم البيولوجي نفسه، الذي يستهدف الأعراق التي تحمل صفات “منمطة” مثل الغجر واليهود والسود والعرب والمسلمين وغيرهم. أرغمت مئات الآلاف من النساء على الإجهاض وانتزعت أرحامهن ومبيضات قسراً، في ما عرف بـ”التعقيم اليوجيني” وبرر ذلك بالحفاظ على نقاء العشيرة الأميركية.
أزمة دارفور ما هي إلا استمرار الابادات الجماعية بمفهوم اليوجينيا الحديثة من خلال العولمة التي لم تساهم في أزمة دارفور كما يمكن أن تكون. ومنذ فترة طويلة، كان هناك تركيز على عدم المساواة على الصعيد العالمي وعلى الإبادة الجماعية وعلى الصراعات الداخلية في بلد ما نتيجة للعولمة.
أثرت العولمة على وظائف حفظ السلام والوكالات والمنظمات الإنسانية وهذا ما أثر بشكل خاص على الأزمة في دارفور. تواصل حكومة الخرطوم ممارسة نفوذ واسع وتنامي في البلاد بسبب عوامل العولمة. ولا تملك الحكومة سيطرتها على كامل الأراضي، مما يخلق ثورات ومذابح.
كان يجب تعزيز قواعد مكافحة الإبادة الجماعية في العالم أجمع خلال هذه الفترة من العولمة. وبسبب عملية العولمة، يلزم أن تكون هناك عقوبات أكثر على كوارث الإنسان. وينبغي ألا يعاني البشر من الآخرين. لقد نجا العلمانيون دائما من الأخلاق بطريقة معينة. وتشجع اتجاهات العولمة مرارا وتكرارا هذه الأنواع من التقنيات المزعجة، والعنف والمذابح. وإذا نظرنا إلى عنف مماثل في مثل الإبادة الجماعية للهنود الأمريكيين وأبناء أستراليا من قبل الأوروبيين واليهود من قبل النازيين والإبادة الجماعية البوسنية والإبادة الجماعية الكمبودية والإبادة الجماعية في دارفور وما إلى ذلك فمن الواضح أن القانون الدولي لا يتجنب ضحايا هذه العولمة ويحميهم.
تداعيات العلمانية في الأوضاع الاقتصادية والثقافية والأخلاقية التي بدأت تظهر في مجتمعاتنا إلى حد ما تؤكد القول أن العولمة زادت الفقراء فقرا وأضعفت الهوية الوطنية وبددت القيم الأخلاقية .
في ضوء هذه التداعيات العالمية والتى سوف تؤثر بالضرورة على صحة السكان فى الدول النامية وانهيار الهوية الوطنية و القيمية ,أضحت أوضاع الإنسان في المحك في ظل الزيادة السكانية والتغيير الديمغرافي , والفقر والهجرة .
في نهاية القرن العشرين ، كشف عن استمرار التعقيم اليوجيني، ذو الطابع الذكوري والعرقي. خشى جمع من علماء الوراثة والجينات المعاصرين من عـودة اليوجينيا مقنعة بستار العلاج الجيني و الفحوص الجينية. على مطلع القرن العشرين تحولت يوجينيا جالتون إلى سياسة .
بشكل عام في عصرنا هذا ,عصر العولمة تشن القوى العسكرية الكبرى حربا ضروسا ضد الدول المستضعفة تحت ذرائع شتى وتنتهي بإبادة كتل بشرية ضخمة وذلك باستعمال أسلحة فتاكة تتوزع بين النارية والنووية والبيولوجية، وهي تترك آثارها الطويلة الأمد على الصحة والبيئة. ويعتبر فقدان الخصوبة واحدا من آثارها، وما حرب غزة عنا ببعيدة ومن قبلها أفغانستان والعراق، وكذلك التصفية العرقية للمسلمين الألبان في كوسوفا، “وفي نفس الإطار يتم أيضا إشعال فتيل الحروب الأهلية والإثنية التي تفضي إلى إبادات جماعية مع خلق روح الانتقام والإقصاء بين الجماعات المختلفة، و كنموذج حروب البلقان والتي لا يخفى على أحد أن كون الهدف الرئيسي منها هو إقصاء العنصر الإسلامي داخل الحيز الأوروبي.
ويعمل العلمانيون من خلال المنظمات كما فعل اليوجيين بمزيج من العرقية والعنصرية والداروينية إلى الإجهاض بالترويج للمثلية وما سمّوه القتل الرحيم للمرضى والمسنين والتعقيم للرجال والنساء .
لا بد أن الكثيرين منا لم يسمعوا بهذا المصطلح “اليوجينيا” ولا يعرفون حتى ماذا يعني ولا ماذا يخبئ وراءه من _ حرب إبادة _ يجهل معظمنا قواعدها، فلا شك أن الاهتمام بالنواحي الصحية للفرد والأسرة والمجتمع وتحسين النسل هو الهدف الرئيسي لشعوب العالم المتقدمة بغية تكوين مجتمع يتمتع أفراده بالقوة البدنية والعقلية ولكن أن يتعدى هذا الأمر إلى التمييز بين الناس وإبادة شعوب بكاملها فهو أمر خطير لا بد من التوقف عنده.. ويعتبر كبح جماح النمو السكاني من أبرز مهام العولمة شجعته نخبة من اليهود تستخدم قوة المال في دفع الدول الفقيرة إلى أن تطلب إبادة جزء من شعبها بهدف الاستيلاء على موارد العالم الثالث .
شذوذ الأفكار التي تبنتها اليوجينية مثل تحيزها الطبقي ودعوتها إلى أفعال عنصرية تمييزية واعتمادها على معايير غير قابلة للقياس العلمي وتهميشها لتأثير البيئة والمحيط في تحديد سلوكيات الإنسان، وأيضا ترسيخ المفاهيم التمييز العرقي والاثني تتوافق تماما مع أهداف ومقاصد كثير من المخططات العلمانية الشاذة ذات الطابع العسكري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في العديد من الدول العربية والإسلامية.
شذوذ المخططات العلمانية واليوجينيه تحتاج بطبيعة الحال إلى استراتيجية عالمية شاملة ، إذ لا تكفي في مثل هذه المواجهة الواسعة جهود بعض المنظمات والجمعيات ، على الرغم من أهميتها … أما شرط نجاح ذلك فهو شعور الجميع بأن الخطر القادم هو خطر يتهدد مستقبل الإنسانية باكلها. .

تداعيات النظام العالمي الجديد على شعوبنا

تداعيات النظام العالمي الجديد على شعوبنا

السياسات الدولية في ظل النظام العالمي الجديد تسيطر على الدول النامية بوضع شروط قاسية و مجحفة من البنك الدولي في القرارات السيادية للدول النامية والأقل نموا لتصب جميعها في مصلحة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ودول الغرب .السياسات الدولية للسودان تتيح للبنك الدولي التدخل في شئون تلك الدول المغلوب على امرها بفرض رفع الدعم عن بعض المواد التموينية ومصادر الطاقة كالنفط وفرض الخصخصة للشركات الوطنية وخاصة مشاريع المياه وفرض سياسة السوق المفتوح سياسة تحرير السوق وتعويم الأسعار بحجة تشجيع المنافسة وتشجيع الإستثمارات الأجنبية والشركات العالمية الضخمة. وفرض رسوم على المرضى مما أدى إلى جعل الخدمات العامة بعيدة عن متناول أكثرية السكان وهم في غالبيتهم من الفقراء والمحتاجين. و إن دور البنك الدولي المتنامي في إملاء السياسات الصحية في البلدان النامية حال دون تطبيق مقاربة الرعاية الصحية الأولية.
في الوقت الذي يتزايد فيه الدعم الحكومي للقطاع الصحي في البلدان المتقدمة، التي تروج لنفسها تخفيض المخصصات الصحية الحكومية في البلدان النامية حيث يرتفع باطراد عدد السكان الواقعين تحت خط الفقر.
النظام العالمي الجديد جعل الحكومات تتخلى تدريجياً عن مسؤولياتها تجاه المجتمع، في ضوء هذه التداعيات العالمية والتى سوف تؤثر بالضرورة على صحة السكان فى بلادنا و تهدد القيم الأخلاقية ، وما نجم من ذلك تراجع دور الدولة عن تقديم الخدمات الاجتماعية المختلفة . هذا إلى جانب التناقض الدولي بالموضوع الأخلاقي ، حيث تروج للأخلاق السامية وتفعل العكس فمثلا فيما يختص بحقوق الطفل في الانتهاكات الجنسية واستغلال الأطفال في الحروب و حماية الحكام الفاشيين عندما لا تتعارض المصالح مع سياسات الغرب .

تخلت الدولة في بلادنا عن ضبط الأسعار، وعن تعزيز شبكات الضمان الاجتماعي لمواجهة تدني دخل الفئات الفقيرة ، وضعفت فرص المشاركة الشعبية، وحسن توزيع الثروة التي احتكرتها فئة محدودة من أصحاب رؤوس الأموال، ولكن كان من الأهمية بمكان التركيز للحفاظ على الثروة القومية في أيدي المواطنين، والانفتاح مع حرية رأس المال في إطار ضوابط تشريعية، مع ضبط الأسعار والسيطرة على التوجه الاستهلاكي غير المطلوب حتى لا توصم الدولة بالمتخلية عن الفئات المطحونة
_____________

تداعيات العولمة في

العالم النامي

تداعيات العولمة في العالم النامي والأقل نموا.
• الفجوات بين العالم المتقدم والعالم النامي.
• علاقة العولمة باليوجينيا الحديثة.

تداعيات العلمانية في العالم النامي والأقل نموا
الان في بلادنا تفرض رسوم على المرضى مما أدى إلى جعل الخدمات العامة بعيدة عن متناول أكثرية السكان وهم في غالبيتهم من الفقراء والمحتاجين. و إن دور البنك الدولي المتنامي في إملاء السياسات الصحية في البلدان النامية حال دون تطبيق مقاربة الرعاية الصحية الأولية.
ولا يستطيع التأمين الصحي الخاص بأي شكل من الأشكال مساعدة المواطن العادي في بلادنا إذ أنه لا يستطيع تحمّل دفع كلفة التأمين، ولا يستطيع عدد كبير من الأشخاص في القطاع غير الرسمي أن يتحمّل أعباء هذا النظام، في الوقت الذي يتزايد فيه الدعم الحكومي للقطاع الصحي في البلدان المتقدمة، التي تروّج لنفسها لتخفيض المخصّصات الصحية الحكومية في البلدان النامية حيث يرتفع باطراد عدد السكان الواقعين تحت خط الفقر.
وفي سياق التحول نحو العولمة تتخلى الحكومة تدريجياً عن مسؤولياتها تجاه المجتمع، ما يدفع الشرائح المهمّشة إلى التنافس في ظل ظروف غير مناسبة. لقد حرم الفقراء تاريخياً، من خدمات صحية عامة فعالة، وها هم اليوم مع انقضاض سياسات البنك الي الدولي وتراخي الدولة يواجهون حرمان مؤكد.
وتجدر الإشارة إلى أن الخدمات الصحية بوضعها الحالي، بحاجة ماسة لعمل جاد على مستوى الريف و الحضر في الأنشطة في نظم الرعاية الصحية…
إذن العولمة تؤثر على إتاحة الخدمات الصحية من حيث حصول الشرائح الفقيرة والمحرومة في المجتمع على الرعاية الصحية الأساسية بسبب بعض العراقيل المالية وضعف التأمين الصحي . ويشكل الحصول على الدواء في دول العالم الثالث ، أحد العناصر الهامة في تداعيات العولمة على التنمية والرعاية الصحية . وذلك لأن وضع الصعوبات المتعلقة بالملكية الفكرية ضمن اتفاقيات منظمة التجارة الدولية في ما يخص براءات اختراع الأدوية سيرفع تسعيرات الادوية.
أما الدولة فحدث ولا حرج, تردي الخدمات في المرافق الحكومية، وضعف المقررات الدراسية إضافة الى نقص سنوات الدراسة ودخول الاستثمار في مجالي التعليم والصحة ,ظهور الكليات الطبية الخاصة والقبول الخاص لطلاب بنسب ضعيفة، وكذلك المستشفيات الخاصة والمرافق العلاجية الفخمة التي أثرت على الحكومية من جميع النواحي الخدمية، فأصبح الطب مجرد استثمار من أجل المال فقط.
أما فيما يخص التغطية بالخدمات الصحية ، فلقد أظهرت الدراسات تراجع الوضع الصحي من خلال مؤشرات متوسط العمر المأمول عند الولادة ، معدل المراضة والوفيات ، ـ زيادة أعداد العاطلين عن العمل ، وزيادة الفقر ، وتهميش شرائح عديدة في المجتمعات ، أدي إلى تردّ الأوضاع الصحية وإلى تزايد المخدرات والمسكرات ، والانحرافات الاجتماعية الخطيرة في بلادنا.
على الدول النامية بناء قدراتها على مناقشة الموضوعات المطروحة على منظمة التجارة العالمية والتأثير فى قراراتها ، وذلك من خلال قدرات متعددة الاختصاصات تشمل خبراء فى تأثير هذه الاتفاقيات ذات الصبغة التجارية على الصحة ، كما المطالبة على إعطاء منظمة الصحة العالمية والمنظمات الأخرى المعنية حق المشاركة في مناقشات الدواء و الغذاء .. ما لم تتغير مخططات العولمة تجاه العالم النامي ستظل الاوضاع كما هي وربما أسوأ من ذلك ، في الأوضاع الصحية الحالية في ظل العولمة تحتاج إلى إعادة تخطيط وتطبيق والاستفادة بالتجربة الانية حيث أن العولمة بدأت وستستمر على كل الأحوال. التخطيط المشترك بين دول العالم النامي , منظمة التجارة العالمية و بنك النقد الدولي أمر في غاية الأهمية.
إن الفجوة الغذائية في بلادنا و التي تتزايد عاما بعد عام ، وعلاقتها المباشرة بصحة الإنسان تتطلب العمل على إنتاج الغذاء ، وتلك قضية يمكن التعامل معها من خلال التكامل الزراعي العربي الأفريقي ، إذ تتوافر مساحات صالحة للزراعة تمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي فى حالة توفر الاستثمارات اللازمة وترشيد استخدام موارد المياه ، وتدريب الأيدي العاملة على الزراعة الحديثة وتطوير البحوث العلمية فى مجالات زيادة الإنتاجية في المحاصيل ، اللحوم والأسماك .
تدنت مستويات الخدمات الأساسية وتدني مستوى التعليم العام والتدريب على المهارات و تدنت المرتبات بشكل عام وظهر هناك تباين واضح في الأجور. العولمة لا تهدف إلى الارتقاء بالمستوى المعيشي في الدول النامية ، بل بالعكس زادت الغني غنى والفقير فقرا. فلا بد للدول النامية أن تسعى لمواجهة المخططات السلبية للعولمة على البعد الاجتماعي والصحي والاقتصادي . تداعيات العلمانية في الأوضاع الاقتصادية والثقافية والأخلاقية التي بدأت تظهر في مجتمعاتنا إلى حد ما تؤكد القول أن العولمة زادت عدد الفقراء وأضعفت الهوية الوطنية وبددت القيم الأخلاقية .
في ضوء هذه التداعيات العالمية والتى سوف تؤثر بالضرورة على صحة السكان فى الدول النامية وانهيار الهوية الوطنية و القيمية ,أضحت صحة الإنسان في المحك في ظل الزيادة السكانية والتغيير الديمغرافي , والفقر والهجرة .
تداعيات العولمة في الأوضاع الاقتصادية و الثقافية تهدد القيم الأخلاقية ، وما نجم من ذلك تراجع دور الدولة عن تقديم الخدمات الاجتماعية المختلفة .. هذا إلى جانب التناقض الدولي بالموضوع الأخلاقي ، حيث تروج للأخلاق السامية وتفعل العكس فمثلا فيما يختص بحقوق الطفل في الانتهاكات الجنسية واستغلال الأطفال في الحروب و حماية الحكام الفاشيين عندما لا تتعارض المصالح مع سياسات الغرب .
وإذا كان المدافعون عن العولمة يرون أنها تهدف إلى الارتقاء بمستوى المعيشة في كل البلدان وتحفز التنمية ، فإن من واجبنا أن نلفت النظر إلى ضرورة الاتفاق على كون التأكيد على صحة كل المواطنين لابد وأن يكون محور اهتمام كل برامج التنمية .
الفجوات بين العالم المتقدم والعالم النامي:
في العالم المتقدم توقفت الزيادة السكانية, تغير النمط السكاني وزيادة نسبة المسنين .. تحقيق النظام العالمي الجديد. اختلاط الحضارات واللغات و تقارب الأديان والعقائد.العالم الثالث كشف سلبيات وعيوب عديدة لم تكن في الحسبان، واتسعت الفجوات العلمية والتكنولوجية، ومن ثم الاقتصادية والاجتماعية بين العالم النامي والغرب في الأصولية والحداثة.
إن السودان من الدول النامية الغائبة تماما عن الإحساس باهمية التقدم في مجال رعاية المسنين و أثر التعليم و الثقافة في رفع المستويات الفكرية والمعرفية، وكذلك البحث العلمي ودوره في تحسين وسائل الرعاية.في حين أن الظواهر في العالم المتقدم هي تعليم مجود انفجار معرفي غير مسبوق، تطور تكنولوجي متزايد السرعة مع اقتحام عصر المعلومات وثورتها، نبذ العنصرية، الدعوة لحقوق الإنسان والمرأة والطفل و تقدم الإعلام و النظم الديمقراطية.
في العالم الثالث بطء في دينامية تطوير التعليم، والتمسك بثقافة التخلف، انتهاكات حقوق الإنسان، ضعف الأداء الإعلامي الإرشادي، المغالاة في الترفيه والاستهلاك والأمية والفقر.
إن الواقع يقول إن العالم المتقدم لم يكتف بجذب الدول النامية للموافقة على متطلبات العولمة، ومحاولات نشر المبادئ الغربية على أنها الطريق الأمثل للتقدم والتطور إلى الديمقراطية والحرية المنشودة، إلا أنه استغل العولمة للقيام بمغامرات عسكرية أو التهديد بها، ولم يكتف بالغزو الفكري والاستهلاكي وحدهما، بل استغل ضعف تلك الدول بالغزو العسكري الموجه للاستيلاء على الأصول والموارد المتاحة، من بترول وخامات وغيرهما، مما أدى إلى تعطيل فرص التقدم واتساع الفجوة وضعف الأمل في إحداث التغيير المنشود.
إن السودان مثل للتفاوت في تعداد السكان ونصيب الفرد من الناتج الوطني الإجمالي، ونصيب الفرد في الخدمات (الصحية)، يختلف اختلافا بينا له كمثل العالم الثالث، يقاسي من الواقع المرئي ابتدعوا على الساحة العالمية، وبين الدول المصدرة والدول المتقدمة حيث يتفاوت الدخل بنسب عالية جدا مما أثر على مؤشرات التنمية.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والدول الشرقية ظهرت علامات الغرور والتسلط والاستبداد على الساحة الدولية في لغة الخطاب السياسي الغربي، . للتأكيد على التدخل في الشؤون الداخلية للدول بحجة حماية حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والالتزام بقوانين منظمة التجارة العالمية وتوابعها، وما يكتنفها من عقبات كذلك ابتدعوا ظاهرة الفوضى البناءة التي ابتليت بها دول ضاع فيها الحق والعدل والاستقرار.
هل العولمة أفادت العالم الثاني و الثالث ؟؟ بل بالعكس زادت الدول الفقيرة فقرا، خاصة الدول كثيفة السكان قليلة المصادر حيث اهتز مستوى الخدمات وقلت دخول الأفراد، وزاد الازدحام في المدن وانتشرت العشوائيات.
والسودان اتجه إلى منظومة الاقتصاد الحر بعد الموافقة على اتفاقية منظمة التجارة العالمية وتشريعاتها، وتخلت الدولة عن ضبط الأسعار وتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة، في مجتمعات لم يتغير فيها دخل الفرد كثيرا، وتحولت الدولة من دولة زراعية إلى دولة داعية للاستثمار الداخلي والخارجي، عندما انطلقت رؤوس الأموال المعتمدة على تشجيع منظومة البنوك للإقراض، فظهرت آفة تهريب الأموال المقترضة للخارج، مما أحدث هزة عنيفة للاقتصاد القومي ولم تمنع الدولة أو توقف هذه الممارسات .. أدى الانفتاح الاقتصادي وعمليات الخصخصة إلى ظهور مخاطر الجشع الاقتصادي للمستثمرين، مع التغاضي عن قيمة الحق الاجتماعي في رؤوس الأموال الناجحة.
فشل القطاع العام، وفتح بعض الفرص للتشغيل، وقام باستغلال حق الاستفادة من رخص أسعار الأراضي، والدعم الموجه للمواد الأساسية والطاقة، ورخص تكاليف العمالة نتيجة الأجور المتدنية، حدث ذلك مع تخلي الدولة عن ضبط الأسعار، وعن تعزيز شبكات الضمان الاجتماعي لمواجهة تدني دخل الفئات الفقيرة ، وضعفت فرص المشاركة الشعبية، وحسن توزيع الثروة التي احتكرتها فئة محدودة من أصحاب رؤوس الأموال، ولكن كان من الأهمية بمكان التركيز للحفاظ على الثروة القومية في أيدي المواطنين، والانفتاح مع حرية رأس المال في إطار ضوابط تشريعية، مع ضبط الأسعار والسيطرة على التوجه الاستهلاكي غير المطلوب حتى لا توصم الدولة بالمتخلية عن الفئات المطحونة.
وأكد الشعب السوداني ان التغيير والإصلاح السياسي، لتحقيق الحرية والديمقراطية والعدل هما أول سبيل للتقدم، ومكافحة الفساد المالي و السياسي وتحييد مشكلات الفقر والبطالة والاكتئاب ,مشاكل التلوث البيئي السلوكي والقيمي في رعاية المسنين, مشاكل أمراض الشيخوخة,الأمراض المنقولة وغير المنقولة,مشاكل الغذاء والدواء ومشاكل التنمية التي أعاقت النمو في العالم النامي في ظل العولمة.
علاقة العولمة باليوجينيا الحديثة:
عاش العالم تاريخ مظلم للبيولوجيا بتطبيق اليوجينيا Eugenics . ،اليوجينيا هي علم تحسين النسل بمخططات الإبادة الذي بلغ اشده في القرن العشرين بهيمنة سـلطة العلم واندماجها بين السياسة ، ارتكازاً على تجارب وفظائع قاسية متوحشة قام المعلم بالتمهيد لها وتبريرها.
وكانت نظرية هتلر النازية تعتبر الجنس الآري أرقى أجناس البشر على الإطلاق، وينبغي أن تكون له السيادة على العالم، وأصدر الزعيم النازي أوامره بإجراء عمليات جراحية لإخصاء نحو 400 ألف شخص من اليهود وضعاف العقول والمرضى المزمنين الذين اعتبرهم هتلر “أحقر شأنا من أن يمرروا جيناتهم إلى الجيل التالي”، وهي العملية التي وصمت “اليوجينيا” بالعار إلى الأبد.
في أواخر القرن التاسع عشر، نادى فرانسيس جالتون، أشهر علماء الوراثة في عصره، بضرورة استعمال التقدم العلمي لتحسين نسل البشر، تماماً كما هي الحال في النبات والحيوان.
تحوّل العلم البيولوجي الجيني، الى محارق بشرية جماعية وتمييز عنصري مع إبادة عرقية و إقصاء سلالات بشرية وتعمل اليوجينيا لخلق اناس اكثر ذكاءا و افضل صحيا على حساب الفقراء المتخلفين عقليا و جسديا.
يخطط لنا الغرب لكبح جماح النمو السكاني بحركة اليوجينيا الحديثة التي تستخدم قوة المال في دفع الدول إلى إبادة جزء من شعبها , حركة اليوجينيا تحارب الفقراء لا الفقر . اكتشف الغرب بواسطة اليوجينيين الإنفجار السكاني وضرورة إبطاله . ولقد كُبح الانفجار السكاني في العالم خلال الخمسة والعشرين عاماً الماضية بعدة طرق في فنون الابادة . ومعظم من سمعوا عنها يعتقدون أنها قد انتهت مع هزيمة هتلر عام 1945م ، ولكنها استحدثت كوسيلة للإبادة الجماعية .
اعتبر جالتون تعبير “يوجينيا”، ” كعنوان لدعواه التي ضمنها “ضرورة العمل على التخلص من الأجناس التي “يثبت العلم انها ادنى واقل كمالاً.وجـد النازيون فيها دعماً مذهلاً استناداً الى العلم البيولوجي نفسه، الذي يستهدف الأعراق التي تحمل صفات “منمطة” مثل الغجر واليهود والسود والعرب والمسلمين وغيرهم. أرغمت مئات الآلاف من النساء على الإجهاض وانتزعت أرحامهن ومبيضات قسراً، في ما عرف بـ”التعقيم اليوجيني” وبرر ذلك بالحفاظ على نقاء العشيرة الأميركية.
أزمة دارفور ما هي إلا استمرار الابادات الجماعية بمفهوم اليوجينيا الحديثة من خلال العولمة التي لم تساهم في أزمة دارفور كما يمكن أن تكون. ومنذ فترة طويلة، كان هناك تركيز على عدم المساواة على الصعيد العالمي وعلى الإبادة الجماعية وعلى الصراعات الداخلية في بلد ما نتيجة للعولمة.
أثرت العولمة على وظائف حفظ السلام والوكالات والمنظمات الإنسانية وهذا ما أثر بشكل خاص على الأزمة في دارفور. تواصل حكومة الخرطوم ممارسة نفوذ واسع وتنامي في البلاد بسبب عوامل العولمة. ولا تملك الحكومة سيطرتها على كامل الأراضي، مما يخلق ثورات ومذابح.
كان يجب تعزيز قواعد مكافحة الإبادة الجماعية في العالم أجمع خلال هذه الفترة من العولمة. وبسبب عملية العولمة، يلزم أن تكون هناك عقوبات أكثر على كوارث الإنسان. وينبغي ألا يعاني البشر من الآخرين. لقد نجا العلمانيون دائما من الأخلاق بطريقة معينة. وتشجع اتجاهات العولمة مرارا وتكرارا هذه الأنواع من التقنيات المزعجة، والعنف والمذابح. وإذا نظرنا إلى عنف مماثل في مثل الإبادة الجماعية للهنود الأمريكيين وأبناء أستراليا من قبل الأوروبيين واليهود من قبل النازيين والإبادة الجماعية البوسنية والإبادة الجماعية الكمبودية والإبادة الجماعية في دارفور وما إلى ذلك فمن الواضح أن القانون الدولي لا يتجنب ضحايا هذه العولمة ويحميهم.
تداعيات العلمانية في الأوضاع الاقتصادية والثقافية والأخلاقية التي بدأت تظهر في مجتمعاتنا إلى حد ما تؤكد القول أن العولمة زادت الفقراء فقرا وأضعفت الهوية الوطنية وبددت القيم الأخلاقية .
في ضوء هذه التداعيات العالمية والتى سوف تؤثر بالضرورة على صحة السكان فى الدول النامية وانهيار الهوية الوطنية و القيمية ,أضحت أوضاع الإنسان في المحك في ظل الزيادة السكانية والتغيير الديمغرافي , والفقر والهجرة .
في نهاية القرن العشرين ، كشف عن استمرار التعقيم اليوجيني، ذو الطابع الذكوري والعرقي. خشى جمع من علماء الوراثة والجينات المعاصرين من عـودة اليوجينيا مقنعة بستار العلاج الجيني و الفحوص الجينية. على مطلع القرن العشرين تحولت يوجينيا جالتون إلى سياسة .
بشكل عام في عصرنا هذا ,عصر العولمة تشن القوى العسكرية الكبرى حربا ضروسا ضد الدول المستضعفة تحت ذرائع شتى وتنتهي بإبادة كتل بشرية ضخمة وذلك باستعمال أسلحة فتاكة تتوزع بين النارية والنووية والبيولوجية، وهي تترك آثارها الطويلة الأمد على الصحة والبيئة. ويعتبر فقدان الخصوبة واحدا من آثارها، وما حرب غزة عنا ببعيدة ومن قبلها أفغانستان والعراق، وكذلك التصفية العرقية للمسلمين الألبان في كوسوفا، “وفي نفس الإطار يتم أيضا إشعال فتيل الحروب الأهلية والإثنية التي تفضي إلى إبادات جماعية مع خلق روح الانتقام والإقصاء بين الجماعات المختلفة، و كنموذج حروب البلقان والتي لا يخفى على أحد أن كون الهدف الرئيسي منها هو إقصاء العنصر الإسلامي داخل الحيز الأوروبي.
ويعمل العلمانيون من خلال المنظمات كما فعل اليوجيين بمزيج من العرقية والعنصرية والداروينية إلى الإجهاض بالترويج للمثلية وما سمّوه القتل الرحيم للمرضى والمسنين والتعقيم للرجال والنساء .
لا بد أن الكثيرين منا لم يسمعوا بهذا المصطلح “اليوجينيا” ولا يعرفون حتى ماذا يعني ولا ماذا يخبئ وراءه من _ حرب إبادة _ يجهل معظمنا قواعدها، فلا شك أن الاهتمام بالنواحي الصحية للفرد والأسرة والمجتمع وتحسين النسل هو الهدف الرئيسي لشعوب العالم المتقدمة بغية تكوين مجتمع يتمتع أفراده بالقوة البدنية والعقلية ولكن أن يتعدى هذا الأمر إلى التمييز بين الناس وإبادة شعوب بكاملها فهو أمر خطير لا بد من التوقف عنده.. ويعتبر كبح جماح النمو السكاني من أبرز مهام العولمة شجعته نخبة من اليهود تستخدم قوة المال في دفع الدول الفقيرة إلى أن تطلب إبادة جزء من شعبها بهدف الاستيلاء على موارد العالم الثالث .
شذوذ الأفكار التي تبنتها اليوجينية مثل تحيزها الطبقي ودعوتها إلى أفعال عنصرية تمييزية واعتمادها على معايير غير قابلة للقياس العلمي وتهميشها لتأثير البيئة والمحيط في تحديد سلوكيات الإنسان، وأيضا ترسيخ المفاهيم التمييز العرقي والاثني تتوافق تماما مع أهداف ومقاصد كثير من المخططات العلمانية الشاذة ذات الطابع العسكري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في العديد من الدول العربية والإسلامية.
شذوذ المخططات العلمانية واليوجينيه تحتاج بطبيعة الحال إلى استراتيجية عالمية شاملة ، إذ لا تكفي في مثل هذه المواجهة الواسعة جهود بعض المنظمات والجمعيات ، على الرغم من أهميتها … أما شرط نجاح ذلك فهو شعور الجميع بأن الخطر القادم هو خطر يتهدد مستقبل الإنسانية

السياسات الدولية في ظل النظام العالمي الجديد تسيطر على الدول النامية بوضع شروط قاسية و مجحفة من البنك الدولي في القرارات السيادية للدول النامية والأقل نموا لتصب جميعها في مصلحة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ودول الغرب .السياسات الدولية للسودان تتيح للبنك الدولي التدخل في شئون تلك الدول المغلوب على امرها بفرض رفع الدعم عن بعض المواد التموينية ومصادر الطاقة كالنفط وفرض الخصخصة للشركات الوطنية وخاصة مشاريع المياه وفرض سياسة السوق المفتوح سياسة تحرير السوق وتعويم الأسعار بحجة تشجيع المنافسة وتشجيع الإستثمارات الأجنبية والشركات العالمية الضخمة. وفرض رسوم على المرضى مما أدى إلى جعل الخدمات العامة بعيدة عن متناول أكثرية السكان وهم في غالبيتهم من الفقراء والمحتاجين. و إن دور البنك الدولي المتنامي في إملاء السياسات الصحية في البلدان النامية حال دون تطبيق مقاربة الرعاية الصحية الأولية.
في الوقت الذي يتزايد فيه الدعم الحكومي للقطاع الصحي في البلدان المتقدمة، التي تروج لنفسها تخفيض المخصصات الصحية الحكومية في البلدان النامية حيث يرتفع باطراد عدد السكان الواقعين تحت خط الفقر.
النظام العالمي الجديد جعل الحكومات تتخلى تدريجياً عن مسؤولياتها تجاه المجتمع، في ضوء هذه التداعيات العالمية والتى سوف تؤثر بالضرورة على صحة السكان فى بلادنا و تهدد القيم الأخلاقية ، وما نجم من ذلك تراجع دور الدولة عن تقديم الخدمات الاجتماعية المختلفة . هذا إلى جانب التناقض الدولي بالموضوع الأخلاقي ، حيث تروج للأخلاق السامية وتفعل العكس فمثلا فيما يختص بحقوق الطفل في الانتهاكات الجنسية واستغلال الأطفال في الحروب و حماية الحكام الفاشيين عندما لا تتعارض المصالح مع سياسات الغرب .

تخلت الدولة في بلادنا عن ضبط الأسعار، وعن تعزيز شبكات الضمان الاجتماعي لمواجهة تدني دخل الفئات الفقيرة ، وضعفت فرص المشاركة الشعبية، وحسن توزيع الثروة التي احتكرتها فئة محدودة من أصحاب رؤوس الأموال، ولكن كان من الأهمية بمكان التركيز للحفاظ على الثروة القومية في أيدي المواطنين، والانفتاح مع حرية رأس المال في إطار ضوابط تشريعية، مع ضبط الأسعار والسيطرة على التوجه الاستهلاكي غير المطلوب حتى لا توصم الدولة بالمتخلية عن الفئات المطحونة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى