أعمدة رأي

تراكم الأزمات

إن الأزمات السياسية التي عاشها السودان منذ استقلاله لا تزال موجودة، أزمات متراكمة لم تجد جدية في معالجتها بشكل جذري حتى وصلنا إلى وضع اتسمت فيه هذه الظروف الصعبة بحالة كارثية لم يشهدها التاريخ منذ الاستقلال.

إلا أن هذا الوضع الكارثي أصبح باباً مفتوحاً يمكن من خلاله تنفيذ حكم الإعدام على الوطن وشعبه من خلال النفوس الضعيفة في الداخل وبمساعدة دول الشر التي بدأت بشكل واضح بالتآمر على السودان،مستغلين ضعف وتفكك الكثير من الأحزاب السياسية والشخصيات العشائرية التي لا تعرف قيمة الأوطان وهذا يتطلب منا توجيه رسائل إلى جماهير الشعب السوداني بمختلف مكوناته الاجتماعية والسياسية والفكرية

علينا أن نحافظ على الوطن وعدم العبث بمقدراتنا وتراب وطننا ويجب ألا نعطي أي دولة أجنبية الحق في التدخل في شؤوننا الداخلية بحجة الإنسانية أو إقامة العدل أو دعم أي طرف لتحقيق النصر على الخصم الآخر.

علينا أن نستعيد الوحدة الوطنية وأن نعمل على توحيد خطابنا وأن نتسلح بالتعاون وأن نعمل بقلب رجل واحد

يجب أن نصبر ولا نبيع الوطن من أجل أنفسنا أو من أجل بطولة سياسية كاذبة أو من أجل إرضاء الناس الذين يعملون على كسر قوة بلدنا كما يجب علينا عدم الخوض في سجالات إعلامية هنا وهناك والشماتة بالموتى والتهديد بمحو هذا من الوجود ودعم هذا قبليا والوقوف مع الآخر سياسياً وتصنيف الناس فأجمل ما يمكن أن نعمل عليه هو الاتفاق على تأسيس دولة عادلة ينال فيها كل ظالم نصيبه من العقاب.

يجب أن نرفع أيدينا عن الوقوف مع المجرم العشائري ونتوقف عن دعم القبيلة في الظلم ونتفق على محاكمة كافة مرتكبي الجرائم دون استثناء.

إن الحرب العسكرية التي استغلتها الدول الأجنبية لتحقيق خبثها على السودان والتي استغلها بعض السياسيين والمدنيين لتحويل الصراع إلى حرب قبلية وتصفية حسابات شخصية وسياسية لن تستمر وعلينا أن نخطط لكيفية التعامل معها و رسم ملامح دولتنا بمنظور قانوني بعيد عن الفوضى والظلم حتى يأخذ كل مظلوم حقوقه وتسود قيم العدالة.

الثلاثاء 25 /يونيو /2024 م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى