إقتصاد

تسابيح مصطفى .. تكتب كيف نستأصل جذور الفتنة القبلية

أكثر من مئتي قتيل وآلآف الجرحى في آخر مواجهة قبلية مسلحة بولاية النيل الأزرق وقبلها المئات في دارفور ولاحقا في كسلا والقضارف .. مئات الارواح البريئة سقطت دون ذنب جنتها جراء خطاب الكراهية الاثنية الذي بات يقض مضجع الجميع   بيد أن هذا الخطاب بدأ يتداول به بشكل كبير في وسائل الإعلام المختلفة، و شبكات التواصل الاجتماعي ، واتهم البعض دوائر استخباراتية باستغلال الهشاشة السياسية والأمنية لافتعال فجوات اجتماعية تسهل من نهب موارد البلاد كما في العديد من الدول في المنطقة .
وبعد أحداث ولاية النيل الازرق التي شهدت أكثر النتائج الكارثية للخطاب الاثني والقبلي وسقط ضحيتها مئات الابرياء ، انتبه الشارع السوداني لخطورة المخطط الذي وضح جلياً بوجود جهات تغذي النعرة القبلية لاهداف سياسية واستخباراتية يدفع ثمنها المواطن المسكين .

وأثار انتشار خطاب الكراهية، وتسيده المشهد السياسي في السودان، مخاوف كثيرين، ما دفع أصواتاً عدة رسمية وشعبية، إلى البحث عن ادوات تكبح انتشار خطاب الكراهية في المجتمع السوداني بهذا الشكل المريع.
علينا ان ننتبه الى خطورة الأمر خصوصا ان البيئة السودانية مهيأة لاستقبال مثل هذا الخطاب المسموم واعتقد ان الخطوة الأولى لبناء دولة محترمة هي استئصال النعرة القبلية التي تعد من أكثر أنواع الأسلحة خطورة لا سيما من ناحية تشرذم المجتمع، فضلاً عن أثرها على الأمن القومي .. وحسب ما جاء في بعض التقارير الصحفية أعلنت مجموعة سياسية تضم احزاب وقوى مدنية ومجتمعية مبادرة لانهاء الخطاب وكشف د.محمد بدر الدين الامين العام المكلف لحزب المؤتمر الشعبي عن مبادرة تضم حزب الامة القومي والاتحادي الأصل وبعض القوى المدنية والطرق الصوفية تستهدف مناطق النزاعات القبلية لتوعية المجتمعات بخطورة النعرات العنصرية والخطاب العنصري وعقد مصالحات في النيل الازرق خصوصا أن خطاب الكراهية تنامى بشكل كبير .
ويتهم خبراء أمن بعض الجهات التي تستهدف السودان كدولة وليس قبائل كما يبدو من اللغة ،
وفعلت مجموعات اسفيرية هاشتاق “لا للقبلية ” في الفيس بوك بينما تقود مجموعات ناشطة في حقوق الانسان حملات توعية واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي بخطورة الخطاب السائد في المجتمع السوداني والذي يعمل على إثارة النعرات العنصرية والاستعلاء العرقي ، بيد أن  نتائج هذا الخطاب ظهرت جلياً في دارفور والنيل الازرق وولاية كسلا والقضارف وقبله في ولاية البحر الاحمر وقال المراقبون أن إنهاء هذا الخطاب يستدعي قوانين صارمة يجرم كل من ينقله في وسائط التواصل الاجتماعي
ويظل مصير السودان على المحك طالما هذا الخطاب هو الأعلى صوتا مع انتشار السلاح في كل مكان، والادهى واستغلال  السياسيين  الوضع الاجتماعي والاقتصادي الهش، إلى جانب استغلال (الجهل، والفقر، والقبلية، والعنصرية، والجهوية)، بالتالي، إذا أطلقت أي رصاصة في العاصمة الخرطوم يكون خلفه هذا الخطاب، مستشهد بما حدث في سوريا وليبيا أن خطاب الكراهية ليس وليد الفترة الاخيرة انما كانت هناك جهات تعمل على صياغة هذا الخطاب على نار هادئة قبل ان ينفجر بركانه في النيل الازرق في الاسابيع الماضية واحرق مئات الابرياء ودعا قانونيون انهاء ما يسمى بالإدارات الاهلية وتقليص مهامهم في اطار ضيق لا يتعدى المشاكل الاسرية ، وإلغاء الديات في حالة الاقتتال القبلي وفرض هيبة الدولة بالقانون الناجز .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى