صحة وعافيةمقالات وخواطر

تشخيص أمرا ض قري الولاية الشمالية باثر رجعي بعد ان غدوت طبيبا

بروف محمد سعيد عثمان أبوزيد يكتب

ما هو المرض الذي تسبب في قتل الالاف في الماضي

كنا ونحن صغارا نلعب ونرتع في القرية ولكننا كنا نعيش افراحها واتراحها والواحد يذكر قصصا مثل والله الزول ده ماكان عندو اي حاجة بس جو الصباح عشان يصحوه للصلاه لقوهو ميت ولايستطيع الناس ان يفسروا ذلك واسبابه غير انها هي الأقدار ونعم بالله.

مرض السل كان من أكثر تلك الأمراض حصادا للارواح ولكن بعد معانة طويله.

المتعارف أكثر عند الناس هو السل الرئوي ولكن هنالك نوعين اخرين من السل هما سل الجهاز الهضمي وسل الجهاز التناسلي ولكنهما اقل شيوعا.

شاهدت في صغري حالة من حالات سل الجهاز الهضمى وهو عباره عن اسهال مستديم ومتكرر ومزمن وقد يختم ذلك باسهال دموي وحينها يتعجل الموت لان .مريض هذا النوع من السل لا يستطيع أن يستفيد من الاكل والغذاء الذي يتعاطاه.

اجتهد الناس وعلي حسب خبراتهم من استعمال الأدوية البلدية ولكنها ما كانت تستطيع أن تقتل جرثومة السل المقاومة للعقاقير حيث أن السل يعالج بأربعة انواع او اكثر من العقاقير في العلاج الحديث.

كان اهل القرية يحبون بعضهم بعضا اما لصلة القرابة او للجيره ومن هنا كانوا لا يعيفون بعضهم بعضا وكانوا يمارضون مرضي السل..ياكلون معهم..ينامون معهم ويشربون معهم يحضنونهم ويقبلوهم.

مرض السل الرئوي ينتشر بواسطة رزار التنفس وحتي عندما يحصد السل واحدا بعد الاخر من الاسره لم يري الناس خطورة في ذلك او خوفا لانه ليس كل الكل يصاب في الاسره من المخالطين فالله قد خص البعض بمقاومة لهذا المرض..

واجتهدوا وفسروا ذلك بانه ما هو إلا مرض الزار وقاموا بعدة جلسات علاجية وفرحوا بان المريض او المريضة قد شفي ولكنه شفاء نفسي مؤقت وقصير وياتي الموت.

وللأسف كانت تلك الجلسات تجمع لأهل القرية وخاصة من النساء وكانت في حد ذاتها مصدرا للعدوي بهذا المرض اللعين خاصة إذا كان المريض لا يزال يفرز الجرثومة في لعابه ونفسه..طبعا المريض بعد فترة من العلاج يظل غير معدي لانه لم يعد يفرز الجرثومة في لعابه او قائطه.

وتبدأ الجلسات العلاجية وبضخب وصوت عالي حيث أن كل ذلك الجمع من النساء يشكلون الكورس..

دو يا دو يا جبل نادو للحبشي دقو الجبنه وفيةغمرة هذا الصخب تقوم المريضه المتعبة في جو سايكلوجي وأمال عراض بالشفاء فترقص وتتحرك بنشاط والجلسات متعدده واخيرا تخاطبها المعلمة ما هي طلباتك…الطلب او الطلبات قد تكون اي شئ ولكن في معظم الأحيان يكون خروف او تيس بمواصفات معينه مثلا ابيض اللون..اسود الذيل والاذنين وبسرعة يوفر الرجل او سيد البيت الطلب ويذبح الخروف وياكل الجميع والمريضة وهذه هي حفلة الشفاء الختامية

فكلهم خرجوا بقناعة وفرح أن الشفاء قد حصل..ولكن سرعان ما ينتهي مفعول الجرعة السايكلوجية ويعود المريض لحالته الأولي.

قلة من المرضي سافروا للخرطوم للعلاج وللأسف لم يكن العلاج حينها متاحا حتي في الخرطوم ويعودون ليموتوا بالبلد.

لا أحد يحب الموت والموت هو أكثر أقدار الله كرها لمخلوقاته لانه فراق ابدي وبلا رجعة للاحباء.

الإنسان إذا كان الموت لا بد منه فالكل يفضل الموت في بيته وبين اهله واحبابه واقربائه لان ذلك رغم هول الموت يعني أن تموت في سلام وحب احبابك يحتضنونك ويلقنونك الشهاده ويضعون اخر قطرات من الماء علي فمك كي لا تفارقهم علي الاقل عطشانا ويغمضون لك جفنيك.

وهناك قصة ظريفه لأهلنا الحامداب فقد ذهب منهم اثنان للحج وفي المدينة مرض أحدهم مرضا شديدا وصاحبه كان بجانبه يمارضه فحاول أن يجد له عزاءا فقال له ما اسعدك تموت في المدينه وتدفن في البقيع مع المبشرين بالجنة وما كان من صاحبه أن قال له انا لا احب أن ادفن في البقيع لاني اشتاق لتربة ود عباد وأريد أن ادفن بين اهلي يزرونني وفي الأعياد يعيدون علي.

المعروف أن الوقت لا يجري علي الأموات وتلك من حكم الله علي خلقه كي لا يزهج الموتي من هذه الرقده الطويلة وما قصة اصحاب الكهف ببعيده عن الاذهان وقصص اخري من القرآن كذاك الذي اماته الله مائة عام هو وحماره وطعامه..فلما سئل كم لبثت قال يوما او بعض يوم.

ولكن من السيره النبوية العطره فهمنا أن الأموات يستقبلون الترحم عليهم ويشعرون به ويفرحون به.

إذا ذاك الذي مات ولم يكن مريضا قد توقف قلبه فجأة..سكته قلبيه..او نزيف شديد في المخ ضربه في مراكز التحكم للقلب والضغط او التنفس وقد يكون كان يعاني من مرض ارتفاع ضغط الدم ولم يكن يتعالج لان هذا المرض ليست له اعراض واضحة او متعبه ولذا سمي بالقاتل الصامت.

اما من تدهورت حالته من يوم الي يوم ولم تكن له اعراض ظاهره فقد يكون يعاني في خلل في جهاز المناعة.ومن توفي سريعا وفي فترة قصيره وبسهوله من حوله قد يكون يعاني من سرطان في الدم.

وواحده حبوبتنا مرضت وذهبت للخرطوم وازالوا لها ثديها الأيمن فذاك كان سرطان ثدي

احتضنت القريه الامها وتجرعت كؤوسا من الحزن من جراء الفراق وهذا الذي جعل منا نحن السودانيين نعظم الموت والحزن والبكاء.

بعد أن اكتشف الناس ان المرض الذي يقتل بالكحه هو معدي كانت هنالك خسارات مادية إذ كانوا يحرقون كل عرش البيت تجنبا لهذا المرض طبعا هذ التصرف لا يسنده منطق من العلم

اللهم احفظ كل الناس وبالذات أمة محمد من كل بلية وهلكه

اللهم احفظ أهلنا جميعا

الهم غط ناوا وأهل ناوا بثوب عافيتك ودثرهم بلباس معافاتك.

اللهم احفظنا واحفظ اهلينا وذرياتنا.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا.

هذه المقالات مسموح نقلها للمعارف او قروبات اخري للفائده العامة والاجر.

تحياتي

بروف محمد سعيد عثمان أبوزيد 

(بروف سعيد عثمان أبوزيد )

ماجستير طب الاسره جامعة ابردين.

سكوتلاندا.المملكة المتحده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى