مقالات

حقيقة المبادرات الأفورقية الملغومة ..!

آمنة أحمد مختار إيرا

تقدم اللاجئ الإريتري السابق في السودان، ودكتاتور إريتريا والعميل الصهيوماسوني الحالي، إسياس أفورقي، بجملة ببعض ما أسماه مبادرات، عبر سفارته بالخرطوم وذراع مخابراته المُتَدثِّر بمُسمَّى (شركة البحر الأحمر) المشبوهة، وهي مبادرات ملغومة و(مدعومة) لا تستهدف مصلحة شرق السودان كما يزعمون، لأنَّ أفورقي هو المُتسبب الرئيسي فيها، حينما طرد الملايين من شعبه وأجبرهم على الهروب والاستوطان في شرق السودان، والحصول على الجنسية السودانية بالتنسيق مع البشير وعصابته الإسلاموية، وبالتالي من السذاجة بمكان تصديق أكاذيب أفورقي ومناوراته.

استناداً لعدد من المعطيات الموضوعية، يمكنني القول بأن تحركات أفورقي وأذنابه، تستهدف ما يلي:

1- الخوف من فشل ما يسمى مسار الشرق، الذي طالب قادته علناً بحق اللاجئين الإرتريين بالهوية المزدوجة (السودانية والإريترية)، وهي ذات أهدافهم في إتفاقية أسمرا التي (سَفَّهت) نضالات البجا ضد الإنقاذ، ثم جيرته لمصالح من لم يطلقوا طلقة واحدة أو يسقط منهم شهيد، وصنعت منهم زعماء، واخترعت لهم أمكنة، أسفرت عما يسمى (قومية التقري) في شرق السودان، وهو مسمى أجنبي يعود لتقسيم القوميات في إريتريا.

2- تهدئة غضبة زعماء البجا، وزعماء بقية المكونات السودانية في الشرق، عبر الضغوط والرشاوى لضعاف النفوس منهم، واستخدام العلاقات الودية السابقة التي نشأت بين أفورقي وبينهم أثناء دعمهم لتحرير إريتريا وتخبئتهم لزعماء المعارضة الإريترية أثناء حرب التحرر من الحبشة، وتجيير كل ذلك لإنجاح المسار (الإريتري) الملقب زوراً بمسار الشرق، بما يحقق نفس هدفه الأول المتمثل في التخلص من مسلمي إريتريا وتحويلها لدويلة مسيحية كاملة الدسم، وفي موقع استراتيجي جيوسياسي حساس على البحر الأحمر ووسط دول مسلمة كبرى في الإقليم، خدمةً لأجندة ومحاور خطة (إبراهام) الصهوماسونية، التي تدعو لما يسمى بـ(الشرق الأوسط الجديد)، القائم على التطبيع مع إسرائيل، وهو الخط الذي تقوده الإمارات وأذنابها في المنطقة، وعلى رأسهم أفورقي.

3- خدمة أجندة وأطماع الإمارات وحاكمها المأجور في شرق السودان، وطموحاته الخبيثة في حكم السودان بكامله، عبر عملائه في الداخل والخارج.

4- الزعم بأن مبادراته تعود لكونه مهموم بمستقبل السودان وبما يحدث ويحاك حوله، هو محاولة لرتق العلاقة التي أفسدها بدعمه للأحباش في نزاعاتهم الحدودية مع السودان حول الفشقة السودانية (أرضاً وشعب). والواقع أن محاولاته هذه تأتي بتوجيه من الأحباش الذين يخشون استغلال السودان لكوادر وجنود إقليم التقراي، الذين تسربوا وتسللوا لولايتي القضارف وكسلا، واندسوا وسط مليون لاجئ حبشي أفرزتهم حرب الأحباش الأخيرة. فالأحباش يستخدمون دوماً سياسة الجزرة والعصا مع السودان، أو بالتعبير الدارج (عصاية نايمة وعصاية قايمة). فهم يشدون ويتشددون من ناحيتهم، وحليفهم يرخي وهكذا.

للأسف الشديد، فإن السوداني في نظر كل جيرانه عبارة عن (مغفل دائم)، لأننا عاطفيين ولا نُعمل عقولنا أو نسترجع تجاربنا المريرة نتعظ منها. والعلاقات مع الدول لا تُبنى على العواطف، وادعاء الأخوية التي غالباً تقود للتبعية، وإنما تُبنى على المصالح الاستراتيجية والاحترام المتبادل والعادل للسيادة المشتركة للدول والشعوب.

ونواصل….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى