إقتصاد

خبراء يحذرون من تنامي الجريمة الناتجة من الفقر

الخرطوم : إسراء حسين
الطفل ( حسن. م. ص) لم يتجاوز العاشرة، يرتدي الزي المدرسي  يجلس القرفصاء امام بقالة في حي معظم سكانه من اصحاب الدخول المحدودة، يبدو على وجهه الانكسار والحزن، لا يتوافق مع سنه الصغيرة، حملني فضولي الصحفي ان اسأله ما يجعله جالسا في هذه الساعة واقرانه في المدرسة، جاءني الرد كما توقعت وقال ” ما عندي حق المواصلات والفطور” لم اجد ما اقوله له بعد رده الذي اصابني بألم وانصرفت.
عشرات الاطفال مثل هذا الطفل تركوا مقاعد الدراسة بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية لأسرهم وان كان ارباب هذه الاسر يعملون في وظائف ما ، والأدهى بل الأمر ان اغلبهم امتهن الجريمة لعجزهم عن الحصول على عمل يمكنهم من مساعدة اهله، جراء الركود الاقتصادي وتوقف حركة السوق، ويعتقد خبراء الاجتماع ان الطفرة الاجتماعية السالبة سببها الفقر والتدهور الاقتصادي والجوع، فالشخص الذي يعجز عن تأمين احتياجاته يضطر للبحث عن عمل غير مشروع يدر له ما يسد رمقه، وبدأت الجريمة بأشكالها المختلفة تتنامى على نحو كارثي، حسب الباحثة  الاجتماعية .نورهان جمال التي تعتقد  ان اكثر عوامل تفشي الجريمة  الفقر والعوز والفشل في الحصول على عمل شريف  وتقول نورهان في حديثها ل(رسال نيوز) أن ما نشهده الان من جرائم سببه  تردي الوضع المعيشي وعدم توفر فرص العمل للشباب وهذا يدفعهم لامتهان الجريمه لتلبيه حاجاتهم ،وبينما الوضع السياسي والامني له دور كبير في تفشي ظاهرة الجريمة، خصوصا المستوردة اي غير المألوفه في المجتمع السوداني للتدفق الكبير من دول الجوار الاكثر فقرا من السودان، وتمضي نورهان بقولها ان هناك انماط من الجريمة اثارت دهشة المختصين في علم الاجتماع، حيث يرتكب اشخاص عاديين لا نزعات اجرامية لديهم   جرائم سرقة بالاكراه، وهذا يعني ان الحاجة هي سبب تفشي الجريمة، مؤكدة ان هذه الظاهرة ليست في السودان فحسب وهذا ما يسمى بالكراهية الطبقية وهؤلاء يشعرون ان لديهم الحق في العيش وان كان باموال الاخرين الذين يتمتعون بنوع من الثراء لأن اشكال التكافل الاجتماعي تكاد تتلاشى من المجتمع السوداني، واستشهدت نورهان بجريمة طبيبة الفتيحاب التي لقيت حتفها على يد شاب صغير يعيش جوارهم اقتحم منزلها بغرض السرقة، وهذا النوع من الجريمة ليست ناتجة من النزعة الاجرامية.
الوضع المعيشي في السودان وتبعاته (الجريمه)
لم يعد بالامكان توفير اكثر من وجبة واحدة لاسرة متوسط الدخل، بينما تعاني آلاف الاسر من الحرمان من  الغذاء جراء التضخم والارتفاع الجنوني للاسعار، والواقع  ان الوجبة الواحدة لخمسة اشخاص تكلف اكثر من (3) آلاف جنيه، بينما دخلها اليومي قد لا يتجاوز الالف جنيه، وربما لا دخل لها من الأساس ويري المحلل الاقتصادي  سعد محمد احمد
 ان  سيدنا عمر بن الخطاب في خلافته  عطل   حد من حدود الله وهو قطع يد السارق بسبب الجوع ،وقال ان الظروف الاقتصادية اجبرت كثيرا من الناس للقيام بالاحتيال والجرائم ،وبسبب هذه الضائقة المعيشيه عجز الكثير عن دفع ايجار منازلهم ولم يتمكنوا حتى الان السداد لضعف رواتبهم التي لا  تكفي لاحتياجاتهم ،ومنهم من لجو الي المحاكم
واضاف سعد  ان الفقر من اكثر العوامل التي  تؤدي الي الانحراف ،وهذه المسأله ينبغي ان تعالجها  الحكومة ، وأشار الي ان الدولة اقرت سياسية رفع الدعم وتعويم العملة ولم توفر غطاء لحماية الاسر الفقيرة ومحدود الدخل من تأثير هذه السياسة كما تفعل كثير من الدول وتركت المواطن عرضة للانحراف والجريمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى