أعمدة رأي

لابديل للحوار الا الحوار

وهج الفكرة

🖌️ حذيفة زكريا محمد

في ظل التحديات الأمنية والإقتصادية والصحية والخدمية و الإنسداد الذي يعيشه الوطن يبقى الحل الوحيد هو الحوار الذي هو بمثابة أنبوب الأوكسجين الذي يحمي الوطن من الإختناق في ظل وجود أزمة تاريخية بتعقيداتها الداخلية وإمتداداتها الخارجية التي لا يمكن إلا تجاوزها الا عن طريق التحاور وإبقاء القنوات مفتوحة .

فالحل لكل مشكلاتنا يكون بالعودة إلى طاولة الحوار، وأن نسعى لنكون وحدة متكاملة لإتفاق شامل ينقذ السودان من الفتنة، ومن هنا تأتي أهمية إدراك أهمية الحوار والعمل على إحياء التواصل بين مكونات البلاد السياسية مع مراعاة جغرافية السودان و إشراكها في الطاولة فقد حان وقت التنازل عن المصالح الشخصية والقبلية والسياسية والحزبية والمناطقية ، قبل أن تدخل أزمة السودان في عنق الزجاجة فالمسألة مصيرية ولا غنى عن خيار الحوار إلا الحوار بين السودانيين لعبور هذا الإمتحان بسلامة .

في هذا التوقيت تبقى حتمية الجلوس واجب على جميع الأطراف حول طاولة الحوار والمضي بخطوات عملية لحل الأزمة الراهنة وصولا إلى برامج وخطط واضحة توضح معالم نظام الحكم بتوافق كامل في البلاد يمكن من خلالها السيطرة على الوضع المعقد بالبلاد و إنقاذه من عواقب وخيمة إزاء تداعيات الأزمة السياسية الحالية التي تحتاج إلى تدخل العقلاء من أجل التحاور والتفاهم والإبتعاد عن لغة التخوين و الإقصاء .

تظل حوجه البلاد لحوارات ومنتديات ومؤتمرات بين ولاياتها المختلفة وإنسانها من أجل إيجاد حلول سلمية نابعة من مصالحها دون أن يفسح المجال للتدخلات الخارجية و لا سيما التدخلات التي تسعى لإثارة الفتن والفوضى بين مكونات السودان الإجتماعية .

وعلى جموع الشعب السوداني أن يعلم جيداً من أن أزمات المركز قد إنعكست سلباً على الأقاليم والولايات ودفع إنسانها الثمن بفقدان في الأرواح والممتلكات والأمن والإستقرار بل تراجعت عجلة التعليم والصحة وإنتشر الجهل والإقتتال وتراجع الإقتصاد و إختلط الحابل بالنابل وأصبحت المؤسسات مراكز لإيواء النازحين وعَبَر بعض الأهالى إلى دول الجوار وأصبحوا لاجئين، وهذا الأمر بلا شك يحتاج إلى حوار متكامل لا يقصى فيه أحد من مكونات هذا الوطن حوار بعيد عن الأجندة السياسية والمناطقية يضمن للجميع المشاركة في إتخاذ وصنع القرارات بالبلاد وتقاسم السلطة والثروة بهدف الخروج بهذا الوطن إلى بر الأمان .

اختم حديثي بقوله تعالى

(فستذكرون ما أقول لكم ۚ وأفوض أمري إلى الله ۚ إن الله بصير بالعباد) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى