أعمدة رأي

*مفهوم وفكر حزب الثوره المقترح*

يعتبر السودان من الدول الشابة وفق تقديرات الأمم المتحدة، حيث تبلغ نسبة الشباب نحو 55.6% من مجموع السكان البالغ نحو أربعين مليون نسمة حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء في السودان لعام 2017.
وترعرع أغلب الشباب الذين خرجوا إلى الشارع منذ 19 ديسمبر/كانون الأول في ظل حكم البشير ووقفوا مع النظام منذ بداية “مشروعه الحضاري” القائم على الشريعة الإسلامية، وكانوا ظهيرة في حرب الجنوب طوال العشرية الأولى للحكم و حروب لاحقة في دارفور وغيرها.
كان النظام قبل انشقاق الحركة الإسلامية الشهير في عام 1999 وما تلته من خلافات يحظى بقبول شعبي كبير مكنه من مواجهة الكثير من التحديات العسكرية والاقتصادية، خاصة أن البلاد قبل الانقلاب بقيادة البشير عام هو1989 كانت غارقة في أزمة اقتصادية طاحنة.

تعتبر الأحزاب إحدى الظواهر البارزة في الحياة السياسية ولاسيما في الأنظمة الديمقراطية وذلك لما تقوم به من تنافس على السلطة وتجسيداً لمبدأ المشاركة السياسية إضافة إلى التعبير عن إرادة المجتمع بكافة أطيافه ومصالحه، وانطلاقا من هذه الأهمية في دنيا الحياة السياسية فإننا سنحاول البحث في مفهوم الحزب السياسي وما تضطلع به الأحزاب من وظائف عديدة
حزب الثورة السودانية 2019حزب تحت التأسيس وعليه نبـدأ برسم برنامجه السياسي و التنظيمي والتنفيذي لوضع مسار الحزب وفقاً لما ينص عليه النظام الداخلي للحزب والذي سيكون بعد إعـلان تأسيسه من خلال المؤتمر الأول الذي سيعلن عن انعقاده من قبل الأمين العام .
سيعمل الحزب على احترام الدستور وشرعيته الدستورية واحترام القانون . كما انه حزب ديمقراطي في جوهــرة يعمل على إرساء النظام الديمقراطي على أساس التعددية الفكرية والسياسية كما يعمل على فصل التداخل بين السلطات مؤمناً والتداول السلمي والديمقراطي للسلطة في البلد. ويعمل الحزب على احترام حقوق الإنسان وضمان الحريات الشخصية والعامة واعتماد مبدأ التكافؤ بالفرص . وتأمين العدالة الاجتماعية وبناء الدولة المؤسساتية والديمقراطية العصرية كما يرفض الحزب جميع إشكال التطرف والتعصب والعنف والإرهاب بكل أشكاله ويدعو إلى حل جميع المشكلات الاجتماعية والسياسية وكفالتها بشرعية الدستور وقوة القانون كما يؤكد الحزب على ضرورة الوحدة الوطنية والتلاحم بين جميع مكونات الشعب وسائر قواه والعمل على الاستقلال والتحول الديمقراطي ويحرص الحزب على التكافل الاجتماعي في الحقوق والواجبات لجميع مكونات الشعب. والتمسك بالتقاليد والتسامح والعيش المشترك كما يدعـو الحـزب لتكريس مفهوم المواطنة ومبدأ المساواة بين المواطنين من دون التمييز بينهم على أساس الجنس أو العرق أو القومية أو اللون او الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الانتقاد السياسي او الوضع الاقتصادي او المنبت الاجتماعي. كما
كيف نبني السودان
ضمان الأمن والاستقرار وعودة الحياة الطبيعية في البلاد وبناء مؤسسات الدولة المدنية والأمنية والعسكرية على أسس ديمقراطية وفقاً قواعد المواطنة والكفاءة والمهنية والنزاهة. بعيداً عن المحاصصة وحل المليشيات ونزعة التخريب وأن يكون السلاح بيد الدولة حصراً .
نبني السودان البناء الديمقراطي بما يضمن إقامة دولة القانون والمؤسسات استقرار القضاء وتفعيل مبدأ المساواة بين المواطنين أمام القانون وضمان تمتعهم بحقوقهم وحرياتهم العامة والخاصة وكما جاء بالدستور وحقوق الإنسان الدولية .
الدستورية والفصل بين السلطات وتأمين والتخلص من تركة النظام الإخواني بكل صفحاته المختلفة من جميع الالتزامات الدولية.
استعادة السيادة الكاملة للوطن لابد من :
• تصفية جميع الأمور والعوالق التي لصقت شريحة من الشعب من جراء النظام السابق و سيطرة المرتزقة.
• تصفية مظاهر التمييز والنزاعات والتعصب القومي والمذهبي والديني والعرقي .
• توفير مستلزمات عودة النازحين وإعادة حقوقهم وممتلكاتهم ومواصلة الكشف عن مصير المفقودين والمختطفين ورعاية عوائلهم .
• دعوة مؤسستي الشهداء والسجناء السياسيين وتطوير أدائهم لدخول جميع المستحقين َ
• احترام الشعائر الدينية والطقوس ودور العبادة للأديان كافة وجميع الطوائف.
• السعي لتعديل الدستور باتجاه تعزيز مضامينه وجوانبه المدنية بما يخدم الشعب وسلامة الوطن أرضا وشعباً.

السودان بدأ عهد الإسلامويين بوصول “الجبهة القومية الإسلامية” إلى السلطة في
السودان في أول تجربة من نوعها لحركات الإسلام السياسي في المنطقة العربية،
كان السودان يعمل مشروع إسلامي أممي بقيادة حسن الترابي، حيث لم يكتمل فيه
الاندماج الوطني بين الولايات المختلفة ، ولم يتمكن السودانيون من الاتفاق
على هوية مشتركة ولا توافق على عقد اجتماعي من أي نوع ، وحسمت هوية السودان في
إطار العروبة والإسلام من دون إطلاق حوار وطني في هذا الشأن، وهو الأمر الذي قاد
إلى قراءة خاطئة لمشكلة الاندماج الوطني في السودان، فتم اعتماد آلية الحسم
العسكري ضد المناوئين بالتهميش الاقتصادي والسياسي في جنوب السودان وغربه. وبذلك
انخرط النظام الجديد في صراعات مسلحة في الجنوب والغرب ساهمت في استنزاف المشروع
اقتصادياً. ثم انخرط في مفاوضات سلمية ذات طابع مراوغ إجمالاً، وفتح بذلك البوابات
الملائمة للتدخل الخارجي وتدويل الصراعات الداخلية.
سياسات التنمية الاقتصادية ومناهجها افتقرت التخطيط التنموي السليم وانشغل النظام
السياسي خطط التكيف الهيكلي وخصخصة الاقتصاد. وانسحبت الدولة بذلك من تقديم
الخدمات الأساسية في الصحة والتعليم والبنى التحتية. ومن هنا ساءت الأوضاع خاصة في
المناطق المهمشة في أنحاء السودان.
عانى
إقليم دارفور تهميشًا سياسيًا واقتصاديًا منذ نشأة الدولة، كما أنه كان آخر
الأقاليم انضمامًا للسودان، ومنذ العام 1961 والإقليم يشهد حركات تمرد على الحكومة
المركزية، أقدمت الحكومة السودانية بعمليات عسكرية اتسمت بالعنف في دارفور في
محاولة لفرض هيبة الدولة. استغلت قوى الغرب النتائج المأساوية للعمليات على
المستوى الإنساني للفت أنظار العالم. هم يخططون السودان ضعيف ومجزأ وهش وأصبح من
المتعذر الآن الحديث عن تحول السودان إلى دولة إقليمية كبرى وقوة داعمة للدول
العربية التي يطلق عليها اسم دول المواجهة مع إسرائيل .
انتصرت قوى الغرب مع
اسرائيل بتغيير مجرى الأوضاع في السودان نحو التأزم والتدهور والانقسام،
وأصبح من المتعذر الآن الحديث عن تحول السودان إلى دولة إقليمية كبرى وقوة هو الإبادة الجماعية لطبيعة الصراع في دارفور وفقا للمقاربة القائلة القتل في
دارفور و عدد الضحايا يتساوى مع ضحايا الهولوكوست حسب زعمهم.

أ. د. عزيزه سليمان علي
حزب الثوره السودانيه مرحلة التاسيس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى