من نوادر الفنان النعام ادم

النعام آدم من أشهر فناني الطنبور وأميزهم وكان له أسلوب خاص ومدرسة متفردة في اللحن والأداء، وكان يتأسى به جميع فناني المنطقة وقد غنى لمعظم شعراء المنطقة وبرع في الأداء وعزف الطنبور وترك لورثته من الفنانين تركة مليئة بالابداع، ومع ذلك فهناك جوانب من حياته رحمه الله ما كان يعرفها الكثيرون فقد كان هذا الرجل قمة في الابداع وكان حكيماً وماهراً وكان يعمل في مجال العقارات “السمسرة” رغم أنه أعمى بل كان يمشي إلى أي مكان في العاصمة ويذهب مع عملائه ليشاهدوا المنازل المعروضة للإيجار وهو كفيف البصر وكان ظريفاً إلى أبعد حد واعلى درجة وقد عرف عنه أنه كان حاضر البديهة لماحاً وسأحاول أن أستعرض جزءاً من طرافته ونكاته الخاصة، ومنها : (قالوا جاء الحفلة والناس يازول اكرموهو غاية الاكرام مايصلو حد، اها قام شال طنبورو ومشى على محل الحفلة متحنفش وقف قدام المكرفون والمايك فاتح، جاهو واحد من ناس الحفلة وداير يطمئن على انو الراجل اكرموهو تمام، قال له: اها يا النعام ان شاء الله الجماعة ما قصروا معاكن، النعام رد قائلاً: مع ملاحظة ان المايك فاتح وخلق الله كلها تسمع، النعام ضحك شديد وقال للراجل: يازول والله عشيتونا واكرمتونا وبعد دا بس ان بقي عندكم مرة للاخد ادونا).
الطرفة الثانية: (كان الراحل النعام يغني لمجموعة من الضباط في ناديهم وكان الجميع مستمتعين بأغانيه وأدائه ، وكان بين المدعوين أحد أساتذة اللغة العربية وكان مرحا يحب المشاغلة.. فسمع النعام يغني:
مشتاقين انتو متين تجونا
سهرانين والليل طال علينا
فلما انتهى النعام قال له الاستاذ: هذه اغنية جميلة ولكن ياأخي لا تقل مشتاقين ولا تقل سهرانين بل قل مشتاقون … وسهرانون لأن هذا مبتدأ والمبتدأ لا ينصب ولا يجر فسكت النعام قليلا ثم قال له: والله كلامك عين العقل أها أنا تاني من الليلي حا اقول
مشتاقون وانتو متين تجونا
وسهرانون والليل طال علونا!!!!
الطرفة الثالثة:(جاءه مرة اثنان من رجال الأمن أيام حكومة نميري وقالا له انت يا النعام الوحيد اللي ما قدمت أي اغنية تمدح فيها السيد الرئيس والحكاية دي معناها انت معادي للنظام فقال لهم يا اخوانا انا والله لاني معادي النظام ولا حاجة انا غناي كلو للحريم واصلي ما قعد اغني للرجال !! فضحكا وتعجبا من حسن بداهته وانصرفا).
د. توفيق الطيب البشير