أعمدة رأي

ڤيَڤيَ الُجْنَوَبّيَُه ….. مٌامٌا رَجْيَنَا …… رَجْْعيَ لُيَ رسايلي

هشام الكندي يكتب

حين كانت مريدي والزاندي والأماتونج تدقدق إحساس الشعراء جنوبا ، بجمالها الأخاذ من سحر الطبيعة الملهم وجمال سمراوات حسانها ، الهبت قريحة فحول الشعراء حينها فكتب ود الرضي حين رأي الفتاة الجنوبية (مليم) كالزراف تسرع خطاويها نحو محطة الاسكلا لتركب البابور مسافرة لزوجها بمنطقة الرجاف (من الاسكلا وحلا قام من البلد ولى … البدر الخف الأنجاف اليوم شرف الرجاف) و غنى النور الجيلاني (يا مسافر جوبا ودع سيب الخرطوم) كما غنى لمجبوبتة فيفي الجنوبيه (في ديار غنت فيفي جنوبية) وغنى أمير الشباب محمود عبد العزيز ( طيارة قومي سريع ودينا لماما رجينا ) .

فأهل السودان حين كان وطن يسع الجميع تنتقل عبر القطار لكل أجزائه وقبل ذلك عزز الوجدان الوطني نحو وحدة السودان ، فعاش ابناء الجنوب شمالآ كما عاش ابناء الشمال جنوبآ قبل تسوس سرطنة السياسية لتقتطع الفردوس المفقود في العام 2011 ، ففصلت شعبآ لكنها لم تفصل قلوبآ ، فسلمت لهم حكومة الخرطوم دولة (بمفاتيحها) من حقول البترول والخط الناقل إلى مؤسسات الدولة إضافة إلى شبكات الإتصال إلى عدم ترسيم الحدود عند منطقة ابيي

معتبرة ما يربط القبائل هنا وهناك لا يحتاج إلى حدود سياسية فالتداخل القبلي بين الجانبين شمالا وجنوبا لا تحده حدود الجغرافيا .

فكان من الطبيعي لأهل السودان الفارين من جحيم حرب التمرد ان يكون الجنوب ملآذا امنآ لهم ، ورغم غلاء المدن الكبيرة وصل إليها عدد مقدر من السودانيين عبر الطيران والبر ، وبكل اسف طالعنا ان حكومة جوبا قد فرضت بعمل التأشيرة المسبقة لدخول أراضيها عطفا عن اخذ الكرت الأصفر بالنسبة للسودانيين طالبي الدخول ، نحترم سيادة دولة الجنوب لما تراه من قرارات لكن هذا ياسعادة الرئيس (سلفا) ان يكون وفق الظروف العادية لكن اهل السودان يمرون بمررات صعبة وظروف قاسية كان يجب عليك أن تتخذ قرارات بفتح اراضيك للفارين من جحيم الحرب ، وللتذكير حين إندلاع الحرب بين سلفا وقوات مشار قبل سنوات نزح الآف من مواطني الجنوب نحو السودان طلبآ للأمن والحياة .

و الخرطوم حتى بعد الإنفصال كان بها آلاف من ابناء دولة جنوب السودان عاملتهم الحكومة السودانية كمواطنين سودانيين واخذ حقهم كاملآ في الصحة والتعليم والغذاء إلى كل جوانب الحياة حين كانت السلع والخدمات مدعومة حكوميآ ، رغما عن ما سببه الوجود الجنوبي من مهددات للأمن القومي الداخلي للبلاد بارتفاع نسب الجريمة المختلفة ، فمدت حكومة الخرطوم حبال الصبر وكان بإمكانها ان تطالبهم بالخروج لجوبا او تضعهم بمعسكرات خارجها تحت إشراف مفوضية اللاجئين ومعظهم ليس لديهم وثائق ثبوتية ولم يتم عمل اي إجراء لهم بخصوص الإقامة ، فعاش ابناء دولة الجنوب بيننا أخوة اعزاء كسائر اهل السودان إيمانا منا بوشائج المحبة والاخوة بين الشعبين .

بكل اسف بعد حرب التمرد بالخرطوم وقفت اعداد كبيرة منهم بجانب المليشا ، وما حدث من سلب ونهب للعاصمة كان ابناء الجنوب احد ازرعها ، ولم تنتهي فصول الحريق هنا بل شارك مقاتلين مرتزقة من الجنوب بجانب المليشا تقتل ابناء السودان ، حتى الخارجية السودانية لم تبعث لجوبا بأي رسالة تنديد ، وحين تفرض حكومة جوبا قرارات بشأن الفارين من جحيم الحرب لم تراعي أدنى حقوق الجوار وتاريخ العلائق بين الشعبين ، على العكس اهل السودان لم يدخلوا جوبا طالبين لدعم المنظمات بل لديهم أموال يمكن أن تساهم في رفع الإقتصاد الجنوبي المنهار بل يمكن جذب مستثمرين هناك ، وقرارات جوبا لم تراعي حتى شعور فناني السودان حين هامت نظرات (سرور) للبنت الجنوبية التي ترجمها (ودالرضى) بعد سفر محبوبتة للرجاف ، ولم تراعي اشواق محبوب (فيفي الجنوبية) في اطلع بره و الملكية جوبا وحال عشيقها بعد قطع الوصال (رجعي لي رسايلي ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى