مواقف ودروس الحرب
مواقف ودروس الحرب
لقد أثبتت لنا الحرب في السودان جلياً من خلال الدمار والموت والاستهداف السياسي والجهوي وتدخل بعض الدول و محاولة فرض كلمتها لإعادة الاستعمار بطرق حديثة أن خلق الوعي والفكر التنويري هو السبيل الوحيد وسلاح السودان الأول في مواجهة مخاطر تدمير الشعب السوداني وهدم القيم في المجتمعات، فسوداننا الحبيب يواجه الآن العديد من الأفكار الهدامة التي تسعى لتفكيك الدولة وتدمير هويتها، الأمر الذي يتطلب من كل أبناء الشعب أن يعوا هذا المخطط ويتبنوا برامج واستراتيجيات تدحض العنصرية
والعنف وتعارض الفكر الظلامي برؤى بناءة وحوار ودحض كل الفتن التي تتكرر.
من خلال هذه الحرب لابد أن نتبنى مشروعاً وطنياً للحفاظ على الهوية الوطنية بكل ما تحمله من سمات تتعلق بالثقافة والدين والمجتمع السوداني والتي تميز الشعب السوداني عن كل شعوب العالم مما يساهم في تعزيز روح الانتماء لهذا الوطن وكذلك رفع الروح المعنوية للشعب.
علينا أن ندرك رغم الحرب أن الحرب لم تعد تقتصر على الحرب العسكرية فقط بل هناك حرب فكرية تتعمد تجريد الشعب السوداني من هويته الوطنية والثقافية وتعمل على نشر بذور الفتنة من خلال تعزيز النزعة القبلية وهي خطوة أولى نحو نشر العنف وتفكك الشعب بالإضافة إلى تشجيع الأساليب السلبية وتجريد الناس من القيم الدينية التي تحكم سلوكهم وأفعالهم ومن ثم التخلص من الوازع الديني الذي يؤدي في النهاية إلى الانحدار الأخلاقي وهو ما يتطلب الحذر وعدم ترك السودان فريسة لهذه الأفكار فمواجهة هذه المخططات مسؤولية مجتمعية تتطلب تعاون كافة مكونات المجتمع السوداني بدءا من الفرد والأسرة والمدرسة والجامعة والدولة وخلق الوعي وتعزيز ثقافة المجتمع من أهم التحديات التي تواجه الدولة في هذه الحرب العسكرية والفكرية كما يتطلب منا الاهتمام بتكثيف الحملات التوعوية التي تستهدف كافة شرائح المجتمع بما في ذلك مجتمعات اللاجئين والنازحين وكذلك تعزيز دور المؤسسات الدينية في هذه المعركة دون المتاجرة.
الأربعاء 25 سبتمبر 2024م