أعمدة رأي

عاد (ايرا) الي رشده متى يعود الجنرال لرشده ؟؟

ولنا كلمة

☽☜☜لنا كلمة☞☞ ☾
✏بقلم الأستاذ/ سعد محمد احمد
☜في الاسطورة البابلية الشهيرة تتجلى واقع السودان الان حيث عصر الجنون والفوضي حين ينهض ( ايرا) اله الحرب والطاعون والعالم السفلى من سباته ويعتلي عرش الالهة قرر ايرا ان اهل الأرض الحضريين لا يستحقون الرحمة وان المدنية وحياة الدعة هي مفسدة قد وصلت مفاتنها اليه وهو لا يريد أن يشيخ في قصره ويستحيل كائنا ضعيفا لا يخشاه احد بل هو سيثبت انه يفضل حياة الحرب على عيش الاستقرار وان الالهة ستستحيل جبانة ضعيفة أمامه ينجح ايرا في أبعاد مردوخ ملك الالهة عن عاصمته ويجلس مكانه على العرش هنا تدخل الأرض في دور جهنمية من العنف والخراب الحرب هذه ليست من النوع الذي يحفظ الأنظمة ويبني ممالك بل هي حروب بلا هدف تحول المدن ركاما والطرق يبابا والمواسم قحطا وأصبحت دارفور مع سلام جوبا رمادا
الاسطورة سادتي السودانيين هي ثورية مرحلة التفكيك والغزوات والانهيار الذي تعرضت له بابل يمكن إسقاطها على راهن السودان الان وان كان ايرا في الاسطورة عاد الي رشده وسحب الي موطنه تاركا أمر تدبير الأرض لاله الطبيعة والحرث وقال معتذرا في تبرير عنفه انه مقاتل يعرف كيفية هدم المدن وليس بنائها وانه كأنسان لم يزرع يوما شجرا ويرويه فهو وقد استسهل قطعه فمن يقنع الجنرلات انهم كانوا أدوات الحروب الأهلية والتدمير بدءا بالمراحيل والحدود مرورا بالجنجويد الي مرحلة الشرعنة من نظام فاشستي فاشل فاقد الشرعية اتخذ الارتزاق موردا في الحروب الإقليمية هم قادتها للمرحلة الانتقالية فوضى كسمة بين منظومة واخرى على مثال تابو (الفتنة) في التاريخ الإسلامي.
حروب أهلية أمراء حرب خراب وأمراض وتفكك فمن يحكم اليوم يرى الأرض بعين الغازي الذي يريد أن يقتطع منها غنيمة لا بعين من يبني القنوات ويراكم الإنتاج ولدية همة الحفاظ على الوطن، لتكون مصير البلاد لعبة سياسية أصبحت مكشوفة المعالم تتبادل فيها أصحاب المصالح الأدوار مع السلطة الحاكمة يجري تاجيج سوق القطع على واقع اشاعات ومنصات وهمية ثم اخماده بتعميم أو مجرد تصريحات دونكيشوتيه ترفع سعر الدولار لمرحلة ثم تهبطه بسحر ساحر في النتيجة تصبح الكرة في ملعب كبار تجار العملة والمتاجرين بالارواح الذين يمعنون في رفع اسعار السلع توازيا مع موجة صعود الدولار من دون خفضها عند تراجعه كل ذلك يحصل على مراي وصمت َالسلطات المسؤولة عن انتهاكات بحق مواطن اقصيت عنه قسرا أمواله وهدرت طاقاته ومداخيله واضحي دمية مطية، أصابع خفية تدير من خلف ستار أجهزة ومنظمات ووفود دولية أجندات دمج وتوطين ونتقاسم مصالح وبيع للسودان في المزادات.
هنا ظهرت مؤشرات مقلقة عكست هيكليا في النسيج الاجتماعي وتغيرت في سلوك الأسر بفعل ما احدثته الوضع الانقلابي والسياسي والاقتصادي في البلاد، من تلاعب بالعملة الوطنية وقضم الموارد وتجريد الأسر من رؤوس اموالها ومداخيلها على حد سواء في بلد تبين ان غالبية يعيلها واحد أو اثنين من افرادها وان ثلثي الأسر تعتمد على نوع عمل واحد ونحو ١٠٪ من الأسر لا أحد يعمل لديها أو هو على التقاعد فضلا أن كثير من الأسر تتكل على عمل منقطع لاحد افرادها وتعيش ما يقرب من نصف الأسر من القطاع الخاص ونحو الربع من القطاع العام وعائدات المحاصيل الزراعية التي كانت تتعتمد عليها غالبية الأسر السودانية أصبحت تشكل تهديدا مباشرا للأسر افلاسا وسجنا للأسر المعتمدة على الزراعة لعدم تمكنهم من التسويق بسبب التكلفة العالية وعدم تمكنهم من سداد التمويل وسبب نظام يحارب الانتاج المحلي
وأصبحت الأسر التي تعتمد على الأجور في قائمة مصادر الدخل مهددة بالموت جوعا ومرضا وفقرا مدقعا، وحين تعتمد حوالي ٣٪ من الأسر بكامل دخلها بالدولار تفتقد حوالي ٩٧٪ من الأسر للدولار في دخلها بشكل نهائي.
بهذه القراءات والحيثيات تواجه الأسر السودانية الأزمة الراهنة وقد فعلت فعلها في أحداث تغيرات هيكلية في النسيج الاجتماعي السوداني ففي حين كانت شريحة الدخل المتوسط أكثر من نصف الأسر السودانية اضحي تعدادها يقل عن ٥٪ من مجموع الأسر وبعدما كانت شريحة الدخل المرتفع نحو ٢٠٪ من الأسر أصبحت شبه معدومه( ١٪) ونتيجة هذه التغيرات ارتفعت شريحتي الدخل المتدني والاكتفاء الذاتي الي ما يقرب ثلاثة ارباع الأسر كما شهدت شريحة الفقر المدقع ارتفاعها دراماتيكيا لتشكل شرائح الدخل المتدني والفقر المدقع ٩٠٪ من الأسر السودانية في حين لا تتخطى شرائح الدخل المتوسط والمرتفع والثراء مجتمعة عينة ١٠٪ من مجموع الأسر وقد جاء ذلك نتيجة الانخفاض الحاد في القيمة الفعلية للدخل الناتج عن الارتفاع الدراماتيكي لسعر الصرف وهبوط قيمة العملة الوطنية علما بأن شريحة الأسر الثرية لم تلحظ اي تدني بدخلهاالفعلي على الإطلاق تليها شريحة الدخل المرتفع.
المتغيرات هذه في قيمة الدخل الفعلي للأسر فرضت واقعا جديدا بتدني القدرة الشرائية انعكس على حجم وكيفية واوجه انفاقها، فالانخفاض الحاد طال الإنفاق على الماكل والمشروب، الملبس، التعليم والصحة، والتنقل والمواصلات، والاتصالات، الأمر الذي انعكس تدهورا في الوضع المعيشي لدى ٨٠٪ من الأسر السودانية اما عن ارتفاع الأسعار فترى غالبية ساحقة من الأسر انه ناجم بشكل كبير أو كلي عن ارتفاع سعر الصرف واحتكار السلع وعن رفع الدعم عن السلع الأساسية وارتفاع الدولار الجمركي والتهافت على السلع، وفي محاولة لاستيعاب صدمة ارتفاع الأسعار عمدت الأسر الي تغيير سلوكها الاستهلاكي بالتخلي عن شؤون معيشية وحياتي بدءا بالتقليص عن الوجبات بوجبة واحدة والحفاظ قدر الإمكان على الأساسيات ضمن سلم أولويات فحاول بعضها عدم اتخاذ خيارات دراماتيكية بوقف نهائي وكلي لنشاطات أو عادات استهلاكية الا ان البعض الآخر قام باعتماد خطوات جذرية أو تغيير حاد في تصرفات الاستهلاكية والتخلي الكلي عن السلع المعهودة الاستعمال وبخفص كلي للكميات من الضروريات والتحول الي خفض النوعية والجودة أو إلى التصنيع المنزلي
وما لم تخرج البلاد من هذا المستنقع فان النسيج الاجتماعي السوداني مهدد بالانهيار الكامل.
………………………………..
15يونيو2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى