مقالات

العقلية السودانية بين تجربة لبييا وتونس

محمد علي شريف

محمد علي شريف

 إلى أين تتوجه بنا العقلية السودانية بعد ثورة ديسمبر؟ هل تحذو حذو تجربة لبييا ام تحذو حذو تجربة تونس؟ الإجابة علي ذلك السؤال تحتاج إلي شخص له القدرة علي التحليل والتشخيص النفسي للشخصية السودانية ، تحتاج إلي شخص متخصص في علم الاجتماع لكي يجيب علي سؤال مازلت ابحث عن إجابة له وهو كيف يفكر السودانيين ؟ إذا استطعنا الوصول إلي تحليل وتشخيص الشخصية السودانية ومعرفة كيف تفكر ، لاستطعنا التنبوء بمصيرنا بعد ثورة ديسمبر ، هل سوف يكون مصيرنا مثل مصير لبييا أما مصير تونس ، من خلال مقالي القصير، أدعوكم للمشاركة فيها بتعليقاتكم الثرة حول تشخيص وتحليل الشخصية السودانية .

وجهة نظري الشخصية تقول إن العقلية السودانية هي عقلية فاشلة ، عقلية لها القدرة علي خلق الأزمات، لا تؤمن بمبدأ المشاركة، رغم ما تظرها تلك الشخصية من تكافل اجتماعي الخ ، ولكن علي واقع مشاركة السلطة والثروة نجد أن تلك الشخصية تتميز بالانانية والحسد ، واحدة من نقاط ضعف تلك الشخصية هو عدم الاستفادة من تجاربها السابقة ، فهي تكرر ارتكاب الأخطاء وتسير في نفس الطريق الذي يؤدي إلي ارتكاب الأخطاء.

في 1956 خرجت كوريا الجنوبية محطمة تماماً من الحرب الكورية، حتي أن أحد الجنرالات الامريكان دوغلاس ماك ارثر  قال إن ذلك البلد لا يملك مستقبل ، وفي 1956 نال السودان استقلاله بخدمة مدنية جيدة ، وبنية تحتية جيدة، مع امتلاك اضخم مشروع مروي في العالم وهو مشروع الجزيرة الذي كان موجود في البورصة البريطانية الشهيرة ، لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟ تطورت كوريا الجنوبية وأصبحت الثانية في مؤشر التنمية البشرية بعد اليابان في قارة آسيا ، واصبح السودان يعاني من فجوة في ميزانه التجارية تقدر بخمسة مليارات ونسبة عطالة تتجاوز 40٪ وحروبات أهلية من حلفا الي جودة بعد انفصال الجنوب ، والفرق بين كوريا الجنوبية والسودان هو فرق عقلية ناجحة وعقلية فاشلة .

العقلية السودانية مازالت عقلية رعوية، والعقليات الرعوية هي عقلية جامدة ليست لها القدرة علي صنع الفرق، الزعيم الماليزي الشهير مهاتير محمد في لقاء تلفزيوني، قالوا له أن السودانيين معجبين بنموذج ماليزيا ويرغبون تحقيق ذلك النموذج الماليزي في بلادهم، أجاب مهاتير محمد بأن السودانيون لديهم مشكلة ثقافية تجعلهم غير قادرين علي تحقيق النموذج الماليزي.. ونواصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى