أعمدة رأي

🟣💣ابريل غد والشكر لحماد🟣💣

. د. صالح احمد البشير صالح يقول نجيب محفوظ أن الثورات يخطط لها الدهاة وينفذها الشجعان ويجني ثمارها الجبناء، وأُضيف أن الثورات عادة تبدأ كفعل طبيعي مثل رزاز الأمطار شيء من العدم وإلى أن تكاد تبلغ ذروتها وشدتها القصوى يبادرها بالدعم سواء كان مادياً أو معنويا ً الذين يتربصون بها وغالباً هؤلاء هم من يجنون ثمارها بعد النجاح يا لجنان مقاوة غد للسادس من ابريل وهذا قد رايتموه رأي العين وانتم احياء، كل ذلك عبر سماسرة ومتعاونين من الثوار أنفسهم فقط صفتهم أنهم قليلو الطموح كثيرو الصياح، وهؤلاء يطلق عليهم نشطاء الثورة أي الأدوات التي تمهد وتساعد على سرقة الثورة، كل ذلك يحدث عندما يكون الفعل الثوري فعل غير مدرك لواقعه جاهلٌ بتفاصيله مرتبكٌ في أهدافه لا يتأمل ويتدبر ماضيه ولا يحسنُ قراءة مستقبله، لغياب التخطيط المسبق ثم ماذا بعد ما سقطت ‼️حينها تُسرق الأحلام ويخيم الإحباط والحزن على فقدان المجهود والأمل.
لم تكن الثورة السودانية التي كللت بإنقلاب اللجنة الأمنية للنظام السابق في أبريل 2019م ونقول ذلك بوضوح‼️💣 ثورة سياسية محضة، بما يعني أن الذين خرجوا في الشوارع والطرقات منذ سبتمبر2013م وإلى لحظة إسقاط النظام، كانت أهدافهم وطوحاتهم إقتصاديةٌ بحتة؛ فبداية الشرارة وقوتها كانت في 2013م إبان رفع الدعم الجزئي عن السلع والخدمات الذي حذرنا منه اهل الانقاذ وقتها مما كان سببا للجفوة لاننا لم نكن من ندمائها وهي مشتاقة تسعي لمشتاقي ، أي بعد عامين من فقدان السودان لأكثر من 90% من إيراداته المالية، العائدة من نفط دولة جنوب السودان، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الأوضاع الإقتصادية تسوء عاماً بعد عام؛ تدهورٌ إقتصادي مريع وغلاءٌ في المعيشة وندرة في السلع وتراجعٌ للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية، مع أرتفاع جنوني في مستوى العام للأسعار. ثم نعود للعنوان ونقول
بلا شك ان جموع ” المظاليم ” يتمنون عودة الفرصة مره اخري في كل لحظة، اذ ان العدل الذي يفتقدونه يجعل انفسهم تجنح الى التهيج والثورة وعبر كل الخيارات، حيث ان العدل اساس الاعتدال
وبلا شك ايضا ان الانظمة تتمنى عكس ذلك ، وتعمل جاهدة بكل السبل من اجل منع اي احتجاجات ، واي نفس يمكن ان يشكل خطرا ، وذلك حتى لا يطاح بهم او يخسروا بعض او جل مكاسبهم كما حدث ذلك سابقا في اهل الانقاذ ومن قبلهم ممن كانت في قصصهم عبرة والتاريخ لا يرحم…
بين التمني والتمني هناك النفس وما سواها، معجزة الخالق عز وجل ، والتي تستعصي على الانظمة ،فهمها وادراك عمقها وما يجول فيها مهما اوتيت من قدرات واجهزة ومستشارين هنا وهناك‼️ ؛ والتي تختزن في العقل الباطن ، ما لا يمكن ادراكه حتى اكثر الاجهزة الاستخبارية احترافية تتفاجأ كيف انطلق الناس لانتفاضتهم او ثورتهم رغم عدم وجود مقدمات ذات بال او مؤشرات ذات خطورة وقد كنا شهودا كيف ذوات الخدور في بحري ) رمضان كريم ‼️( خرجن يرددن في ابريل ذاك ( السفاح شرد واخلي البلد وينو ‼️) …
تاملت مشهد يقع بين الرجال والنساء يوميا في ارجاء الارض ومنها دولتنا الملتهبة ، يقررون بعد سنين من العمر ، كليهما او احدهما ، الانفصال او الطلاق، وترك الجمل بما حمل ، دون الالتفاف لاية مخاسر ، فالنفس عندما تعاف لا تلتفت الى حجم المخاسر والتضحيات..
نعم تاملت ذلك ؛ وتذكرت بعمق ما جرى ويجري من طلاق سياسي بين بعض الانظمة وشعوبها ، دون ان تدرك تلك الانظمة ان تراكم اخطائها وعنادها واصرارها على الظلم والاستبداد ومزيدا من الفساد والاقصاء { الاطاري}وانغلاق الدولة على نفر وشلل يتقاسمونها بالتوريث في اطار من ديمقراطيات ديكورية ، شكلية وسطحية ، واحزاب كرتونية مصطنعة يا شباب‼️…
كل ذلك ، وهم في سباتهم واسترخائهم وفي سكرتهم يعمهون ، غافلون او متجاهلون ان النفس وعمقها وما تختزن اعظم واقدر من كل مؤسساتهم واجهزتهم ومستشاريهم ما ظهر منها وما بطن ..
نعم انه الطلاق السياسي ؛ الذي هو عزوف الناس او جلهم عن نظامهم السياسي واعتباره غريبا عليهم ، وهناك من يعبر عن ذلك بمصطلحات ومواقف وادوات سياسية متنوعة ، وبعضهم من يتحمل السجون والتضحيات والفقر والاقصاء من عمله والتضييق عليه ..
وهناك من يلتزم الصمت حتى تنطق نفسه في جمع يكسر الخوف ليشهروا الطلاق وان تكرر قبل ذلك ، ولكن هذه المرة قد يكون طلاق بائن بينونة كبرى لا رجعة عنه ولات حين مناص ومن شمال الصحوة بالابيض هل من⁉️…ظهيرة الخامس من ابريل وقبل غد بيوم للعام 2023م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى