مقالات وخواطر

حرب الخرطوم درس مستفاد لضرورة إعادة التموضع التنموي وتعزيز اللامركزية 

كتب: مجاهد نصرالدين
قبل بداية الحرب بإيام قلائل كنا في ختام مشروع لمركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية حيث أتى  بعنوان (تسريع مشاركة المواطنين في الحكم المحلي ) استهدف ولايتي القضارف وجنوب كردفان .
كنت جزء من المشروع الذي يهدف في المساهمة لإرساء قاعدة متينة تضمن إقامة حكم محلي رشيد عبر توسيع المشاركة الواسعة للمجتمعات المحلية في تحديد مصائرهم لان غياب أجهزة الحكم المحلي الفعالة تكون  عائق في نهضة وتطور المحليات  وبإندلاع الحرب سرعان ما بدأت تظهر وبصورة واضحة جداً  اثأر غياب الحكم المحلي  الذي بدوره يؤطر على التنمية المتوازنة ويؤسس للحكم اللامركزي فنلحظ ان عدد من  ولايات السودان لم تتأثر بإشتبكات الحرب  بل ظلت آمنة إلا أنه التأثير المباشر كان بسبب إنعدام الخدمات والتي هي تُحظى بها الخرطوم فقط مما  اصاب ضرر بالغ  ببقية الولايات ولعدم وجود الخطة الإستثمارية التي تحدد مواقع إستيعاب التنمية في مختلف ربوع الوطن وتمركز الإقتصاد والسكان كان له الأثر الأكبر في هذه الحرب إضافة لعدم  مراعاة الميزة النسبية لكل منطقة داخل السودان ورغم ان حصة الناتج المحلي الإجمالي عالية جداً مقارنة بإقتصاد العاصمة الذي يعتمد غالبه على الخدمات إلا اننا نجد كل الولايات المنتجة مفقرة تماماً وتشكل البنية التحتية فيها غياب كامل
ظل المواطن لعقود يهاجر إلي العاصمة إما للدراسة او للبحث عن الصحة إما كسب العيش مما خلق تكدس كبير داخل العاصمة والذي كان بالإمكان  بوجود الحكم المحلي الرشد وعمله على توطيد دعائم التنمية المتوازنة يجد المواطن كل ما يطلبه في محل إقامته دون ان يرهق نفسه ويخلق مشاكل سكانية وإقتصادية للدولة فالهجرة من الريف إلي المدن  اضعفت من الإنتاج وساهمت في احادية العمالة فمثلاً المناطق الزراعية اصبحت تعاني من نقص كبير في الأيدي العاملة فالإختلاف الكبير في نمط المعيشة والدخل وفرص العمل أدى إلي عزلة بالنسبة للمناطق الريفية بسبب إنعدام شكل الحياة المطلوب
فالان نشاهد توقف شبه  تام للحياة في البلاد حيث لا مصارف تعمل ولا موظف يجد إستحقاقته وكل ذلك لان الخرطوم جعلوها قلب السودان النابض واهملوا كل البلاد .
مستقبلاً إن عملت الدولة من هذا المنطلق  لدعم التوظيف عن طريق النشاطات الإستثمارية من خلال إعداد البنية التحتية اللازمة وتحفيز المجتمع المحلي على الإستثمار وكذلك إن اعادة النظر في التموضع التنموي منذ بداية إستقلال السودان يمكن وقتها ان نشهد نهضة داخل البلاد ولابد من خلق فرص إستثمارية خارج العاصمة تشجع السكان إلي العمل من اجل ترقية مناطقهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى