أميرة هشام الشرقاوي خبيرة التربية وتطوير المهارات والإرشاد الأسرى والصحة النفسية لـ”رسال نيوز”

حوار :رسال نيوز

الطلاق بين زوجين يعني نهاية علاقة زوجية، بموجبه يفض العقد الذي يربطهما.. وبما انه وسيلة قديمة قدم التاريخ، لإنهاء منظومة أسرية، لأسباب مختلفة، ولكن الازمة في المجتمع الشرقي، انه ينظر إلى لأحد طرفي الطلاق وهي المرأة بزاوية تحيل حياتها إلى جحيم، بل يشكل وصمة لا يزيلها شئ، ولمعرفة وقع الطلاق على المرأة نفسيا واجتماعيا، وتأثيره على الأطفال وضعنا جملة من التساؤلات على طاولة الاستاذة أميرة هشام الشرقاوي خبيرة التربية وتطوير المهارات والإرشاد الأسرى والصحة النفسية في الحوار التالي.

– الطلاق في المجتمع الشرقي وصمه … كيف يمكن تغيير هذه المفاهيم؟
– المجتمعات الشرقية تعاني من الموروثات الاجتماعية الخاطئة والنزعة الذكورية والمعتقدات العفنه بأن المطلقة فرز تاني وينظرون للمرأة المطلقة نظرة سلبية ولم يفكروا بدوافعها للطلاق وسيدافعون عن هذا الموروث وينقلونه إلى الأجيال القادمة دون وعي، ودون أن يجدوا ضرورة لإعادة التفكير في النظره للمطلقه والأسباب الكثيرة التي تدفع المرأة للطلاق. يجب على المجتمعات الشرقية التفكير بوعي وتكسير هذه الموروثات والمعتقدات.
– هناك الكثيرات من النساء يصبرن على أزواجهن هل يأتي ذلك خوفا من هذه الوصمة؟
– بعض النساء يصبرن على ازواجهن خوفا من هذه الوصمة نعم ونظرة المجتمع لها ولكن يوجد أسباب أخرى يجبرون على التأقلم مع هذا الزواج مثل أن بعضهم لا يملكون مسكن أو مصدر دخل آخر لها وهي لا تعمل او سوء المعاملة من الوالدين إذا تم الطلاق.
– لماذا يرفض الرجل الشرقي الزواج في الغالب الأعم من المطلقة؟
– بسبب البرمجة الاجتماعية ان المطلقة امرأة سيئة وليست لديها القدرة على التكيف وهي بضاعة مستعملة وفرصة للتسلية والنظره الدونية لها وأنها امرأة خرجت عن المألوف للمجتمع وان من الأفضل لرجل المرأة التي لم يسبق لها الزواج والسبب الرئيسي هو البرمجة الاجتماعية والمعتقدات الخاطئة .
– التأثير النفسي لمعاملة المجتمع للمطلقة؟
– يؤدي كلام الناس عن المطلقة إلى أزمات كثيرة في حياتها، من تشويه سمعتها وزيادة التوتر في علاقتها ، وربما إجبارها على الزواج للتخلص من كلام الناس، فضلاً عن الآثار النفسية التي تعاني منها المطلقة بسبب كلام الناس، ما قد يدفعها إلى الزواج مره أخرى للهروب فقط من كلام الناس، هذا الزواج الذي قد يكون أسوأ من الأول، لكن الطلاق فيه أصعب من الأول!
– ويجب على المرأة المطلقة انها لا تنظر إلى كلام الناس ما دامت ملتزمة بمبادئها الأخلاقية وتصون نفسها، ولا تقوم بما يجعلها تخجل بين الناس .
– ما هو العلاج للذين يتعرضن للصدمات النفسية جراء الطلاق ؟
– تقبل الواقع :
من الطبيعي أن نجد صعوبة في تقبّل حقيقة أن الكثير من الأشياء التي استثمرنا فيها، نفسيًا وعاطفيًا واجتماعيا وماليًا، أو حلمنا بها وحلقنا في سماء الخيال، لن تتحقق. وهذا ما يجعل كثيرين يمرون بمرحلة الإنكار، ورفض الاعتراف بأن الزواج قد فشل وانتهى. ينبغي أن نكون صادقين مع أنفسنا ونتقبّل الواقع. والحزن مرحلة ضرورية لتجاوز التجربة المؤلمة. فلنمنح أنفسنا بعض الوقت.
– لا للعزلة :
خلال فترة الحزن التي تلي الطلاق، يميل كثيرون إلى العيش في عزلة تامة. قد يغلقون الأبواب على انفسهم، ويرفضون عيش حياتهم الاجتماعية، ويتجنبون التواصل مع الآخرين، حتى مع أقرب الأصدقاء. والمطلوب هو الانفتاح على الأصدقاء والمقربين، والتعبير عن المشاعر، فذلك يساعد على الشعور بتحسن وارتياح، ويسهم في معالجة الألم.

– التعلّم من التجربة :
كثيراً ما يساعدنا المرور بتجربة مؤلمة، على معرفة أنفسنا أكثر، والتواصل مع أنفسنا بعمق أكبر، وذلك يجعلنا أكثر صدقاً مع أنفسنا، ندرك حدودنا بصورة أفضل، ونتعلم ادارة عواطفنا ومشاعرنا السلبية، ما يعزز شعورنا بالقوة والأمان. يجب الاستفادة من هذه التجربة ، وبدء التخطيط لحياة جديدة ومستقبل جديد.
– إعادة اكتشاف الاهتمامات :
في أثناء الزواج، قد يتمحور كل شيء في الحياة اليومية حول العلاقة الزوجية. ولكن بعد الانفصال، تنتفي الحاجة إلى الالتزام باحتياجات أو تفضيلات الزوج او الزوجة، ويمكن إعطاء الأولوية للذات، والتوجه الى القيام بالأنشطة المفيدة الممتعة، وإعادة اكتشاف الهوايات والمواهب والاهتمامات، وتنمية الذات، وشق طريق جديد للسعادة.
– المساعدة المتخصصة :
اذا لم ينجح في تجاوز تجربة الطلاق المؤلمة، وغرق في حزن لا يستطيع تحمّله، يجعله غير قادر على مواصلة حياته بصورة مقبولة، فعليه ألا يتردد في طلب المساعدة من المتخصصين. اذا رأى انه سيصاب باكتئاب ولا يشعر بالقدرة على فعل أي شيء، فيمكن للمتخصص في الصحة النفسية أن يوفر له مساعدة لتجاوز هذه المرحلة. المهم أولاً أن يتقبل حقيقة أنه في حاجة إلى المساعدة.
يجب ألا ننسى أن كل شخص مختلف عن غيره، وان كل تجربة طلاق مختلفة عن الأخرى. وكل تجربة فريدة في نوعها، وتقتضي تعاملاً معها مناسباً لها. لذلك، من المهم طلب المساعدة عند اللزوم.
– ما تأثير انفصال الزوجين على الأطفال وكيف يمكن مداركته؟
– التأثيرات السلبية لانفصال الوالدين على الطفل

يمكن أن يشعر الطفل في حال انفصال والديه بما يلي:

الإحساس بالخسارة، فالانفصال عن الوالدين لا يعني فقدان المنزل بل فقدان حياة بكاملها.
الشعور بعدم الانسجام مع عائلة فرض عليه العيش معها سواء عائله الأم أو الأب.
الشعور بالقلق حيال فكرة العيش وحيداً بعد غياب أحد الوالدين.
الخوف من فقد أحد الوالدين.
الشعور بالحقد والغضب تجاه أحد الوالدين الذي يعتقد أنه كان سبب الانفصال.
الشعور بفقدان الأمان .
الإحساس بالتشتت بين الوالدين .

مساعدة الطفل على تجاوز المشاكل العاطفية والسلوكية التي يتعرض لها بعد الانفصال:

يمكن أن يساعد الوالدان اللذان اختارا الانفصال طفلهما على تجاوز المشاكل العاطفية والسلوكية التي يمكن أن تنشأ لديه نتيجة هذا الانفصال من خلال:

إشعار الطفل بأنه لا يزال يعيش فى كنف والدين يغمرانه بالحب والرعاية بصورة مستمرة.
إشعار الطفل بوجود والديه دوماً كعونٍ له في جميع المراحل التي يمر بها،
تكلم مع طفلك بصراحة ووضوح لأنه بحاجة إلى أن يعرف ما يحدث حوله ويشعر أن من حقه إبداء رأيه أو الاستفسار عما يحدث حوله.
اجعل طفلك يشعر باطمئنان بأنه لا يزال موضع حب، ورعاية، وعناية من قبلك ومن قبل الطرف الآخر.
احرص على إمضاء بعض الوقت مع طفلك.
كن دقيقاً وملتزماً بمواعيد رؤية طفلك.
حاول إبداء الاهتمام بوجهة نظر طفلك .
حاول الاستمرار في أنشطتك والتزاماتك الاعتيادية تجاه طفلك.
– ما نصائحك للمرأة المطلقة والرجل الشرقي؟
– النصيحة الأولى للمرأة المطلقة بأن الطلاق ليس نهاية العالم.
‫ – ‬فرصة للتغيير الإيجابي
– يجب ألا نعتبره وصمة عار، بل طريقاً جديداً للمضي قدمًا، وفرصة لإغلاق الباب على الماضي.
-لا تنس أنك تبدأ صفحة جديدة. يمكنك القيام بأشياء جديدة، وبدء مشاريع جديدة، والتعرف على أشخاص جدد، إنها فرصة للتغيير الإيجابي.
-الطلاق فرصة لمواجهة الخوف من الوحدة، والاستمتاع بالحياة.
– لماذا تتحمل المرأة وحدها وزر الطلاق؟
– تتحمل المرأة وحدها وزر الطلاق بناءً على الموروثات الاجتماعية والنزعة الذكورية والمعتقدات الخاطئة والعادات السيئة وعدم الوعي الكافي للمجتمعات الشرقية عن المرأة المطلقة.