إقتصاد

مجدي صالحين يكتب.. مآسي سكان جزيرة توتي بالخرطوم.. وغياب رعاية الدولة

مقال


أكد الفريق أول ركن ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش خلال حديثه مع سكان توتي في مركز الإيواء بأم درمان: “نريد أن يرى العالم أن المليشيات أجبرت كل أسرة ترغب في مغادرة توتي على دفع مبلغ 5 مليارات جنيه” وأضاف: “نريد أن يعرف العالم أن هناك إكراها للقاصرات على الزواج من الجنجويد، وليعلم الجميع أن بنات السودان تُباع الآن في أسواق دارفور والدول الأفريقية، وذلك تحت مزاعم محاربة الدولة لجلب الديمقراطية” وأردف: “لذا سنواصل القتال ضد الجنجويد حتى القضاء عليهم تماماً دفاعاً عن حرائر السودان” ورأى أن الشعب السوداني تعرض لأكبر موجة من الإبادة، والسرقة، والقتل، والاغتصاب حسب تعبيره.
من جهته، أشار والي الخرطوم إلى أنهم في الولاية ظلوا طوال الفترة الماضية يتابعون أوضاع سكان توتي والمآسي التي تعرضوا لها نتيجة للإرهاب الذي مارسته المليشيات المتمردة، حسب قوله. وأضاف: “هذا الواقع يعكس وحشيتهم وتجردهم من أبسط القيم والأخلاق، وقد كنا نتابع ونشعر بألم كبير حيال أوضاع سكان توتي”. وأكد الوالي على التزامه بتوفير كافة احتياجات الإيواء والعلاج وتقديم الرعاية والدعم النفسي للأطفال الذين تعرضوا لأذى نفسي نتيجة لهذه الممارسات. (موقع أخبار السودان 17/10/2024م).

بدأت مآسي سكان جزيرة توتي مع سيطرة قوات الدعم السريع عليها في أيار/مايو 2023م، أي بعد أسبوعين فقط من اندلاع الحرب الحالية، إذ عمدت إلى إغلاق الجسر الوحيد المؤدي إلى الجزيرة؛ ما وضع سكانها تحت وطأة حصار شديد، وصاحب ذلك تدهور ذريع في الأوضاع الإنسانية تجلى في نقص الغذاء والدواء. وبعد مرور أكثر من عام يتحدث مساعد القائد العام للجيش عن مشكلة سكان توتي وتعامل قوات الدعم السريع معهم، ليس نصرة لهم واتخاذ موقف عملي تجاههم، بل هو يلفت نظر العالم لهذه المأساة حتى توصف وتصنف هذه القوات بالإرهابية، فهو يستجدي النظام الدولي والمنظمات لحل هذه المشكلة!

إن جزيرة توتي تقع في قلب العاصمة الخرطوم عند ملتقى النيلين الأبيض الأزرق، ومعسكرات الجيش المكتظة بالجنود والضباط والعتاد الحربي في معسكر سلاح المهندسين ومعسكر كرري بمدينة أم درمان لا تبعد سوى بضع كيلومترات عنها. فلو كان الجيش حريصاً على حماية أرواح الناس وأعراضهم وممتلكاتهم لفعل ذلك من الوهلة الأولى من نشوب هذه الحرب في منتصف شهر نيسان/أبريل من العام الماضي؛ وهو قادر على ذلك، لكنها المؤامرة والارتهان لدول الغرب الكافر والسير في ركابها. فالنظام الدولي والدول الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا هي السبب في نشوب هذه الحرب واستمرارها إلى يومنا هذا، هذه الحرب التي تسببت في قتل 20 ألف شخص، ونزوح أكثر من 10 مليون داخل السودان وأكثر من 3 مليون عبروا الحدود إلى الدول المجاورة.

عندما أسقطت الخلافة وغاب حكم الإسلام، أصبحت دماء المسلمين مستباحة وأعراضهم منتهكة في كل مكان، وقد تكالبت عليهم دول الكفر وأنظمة الشر وأدواتها، ولا خلاص إلا بإعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تقطع دابر الكافرين والحكام المتآمرين على الأمة، وتنقذ العالم أجمع من بطش الرأسمالية وشرورها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى