إقتصاد

الصادق علي حسن يكتب.. تضارب واضطراب في خطاب قائد الدعم السريع (٥)

واقعة رعاية غزلان مقر سكن الوالي


هنالك من سأل عن الغرض من ذكر العناية بالغزلان الموجودة داخل مقار سكن الوالي وقد استشهد بذلك حاكم إقليم دارفور مني مناوي في تعليقه عن بداية الحرب في يوم ١٥/ ٤/ ٢٠٢٤م في الخرطوم وكذلك في الفاشر وكل السودان وقد قال (مما كلفه أن يقوم بعناية الغزلان الموجودة داخل مقار سكن الوالي حتى يعود من القيادة) ويُفهم من السياق أن مناوى قصد بالقول أن هنالك من كانوا على علم بالحرب في الفاشر، وقد ذعن الوالي لتوجيهات أبو شوك، وكلف ابوشوك الوالي برعاية الغزلان الموجودة بمقر سكنه ثم توجه لرئاسة الفرقة السادسة .

كل أطراف الحرب لديها ارتباطات خارجية.

منذ عهد البشير ظهرت أصابع المخابرات الخارجية في إدارة الدولة ، وباندلاع الحرب برزت أدوار المراكز الخارجية بصورة واضحة ، لذلك محاولة حميدتي إظهار نفسه بأنه مستقلا بقراره وليس له أي إرتباط بالخارج ليس له ما يسنده، فهو أيضا من مطايا أجندات الخارج ولدولة الإمارات بالذات ، لقد أنفقت دولة الإمارات مليارات العملة الصعبة في هذه الحرب ووظفت ثقلها السياسي الإقليمي والدولي بقوة وتأثيرها في مجلس الأمن الدولي ، كما ودولة الإمارات هي الدولة الوحيدة التي ورد ذكرها في تقرير لجنة فريق الخبراء المشكلة بموجب القرار ١٥٩٣ وقد تضمن التقرير المذكور أدلة ذات موثوقية بمد دولة الإمارات للدعم السريع بالسلاح والعتاد الحربي المستخدم في دارفور ، ولم يظهر حتى الآن ما يشكك في مصداقية تقرير لجنة الخبراء أو يقلل من قيمته، ولكن لم يتم إتخاذ أي قرار أو صدور أي تدبير جاد من المجلس المذكور وقد تم تمديد عمل فريق لجنة الخبراء لعام، لذلك فإن حديث حميدتي عن تدخل طيران مصري أو أي تدخل آخر خارجي لن يحجب حقيقة أن دولة الإمارات ضالعة في الحرب الدائرة في السودان وهي حرب غالبية ضحاياها من المدنيين .

الدفع بعدم الخبرة والتجربة :

لقد دفع حميدتي بعدم الخبرة والتجربة في خطابه الأخير وما نتج عن عدم الخبرة عدم مطالبته بتسليم السلطة للمدنيين وقتذاك ، فماذا يريد حميدتي بذلك الدفع المتأخر وفي هذه المرحلة من الحرب، هل ليؤكد أنه متمسكا بتسليم السلطة للمدنيين ولكن تعوزه الخبرة ، إن الدفع بعدم الخبرة والتجربة والذي جعل حميدتي لم يطالب بتسليم السلطة للمدنيين في الوقت المناسب في ثناياه إدانة واضحة لقوى الحرية والتغيير وليس لموقفه وقتذاك فقوى الحرية والتغيير هي المطالبة بالتمسك بمطلب تسليم السلطة للمدنيين بالكامل من العسكر وليس حميدتي ، لقد ذكر حميدتي في خطابه أنه لم يسع إلى السلطة ، وأنه اشترط على الفريق أول عوض بن عوف والفريق أول كمال عبد المعروف بأن أي شخص رفضه الشعب لا بد له أن يتنحى، تنحى عوض بن عوف كما تنحى كمال عبد المعروف ولكن لم يرد أي شيء بشأن البرهان وعن نفسه، وكيف تم تمرير إسم البرهان على الثوار وحميدتي يعلم بأن البرهان هو صاحب السجل المعروف بممارسة إنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في دارفور وليس إبن عوف أو كمال عبد المعروف ولن يقبل به الثوار إذا علموا بذلك ، كما في حديث حميدتي محاولة واضحة للتنصل عن الدور الأساسي الذي لعبه في وصول البرهان إلى رئاسة المجلس العسكري الانتقالي فمن خلال ذلك الدور والدور الرئيس الذي قام به شقيقه عبد الرحيم دقلو أستمدا نفوذهما ، وإذا تم التسليم بما ذكره حميدتي بأن عدم الخبرة والتجربة جعلته لم يطالب بتسليم السلطة للمدنيين بالكامل ، وقد لا يكون ذلك صحيحا فالصحيح وقتذاك لم تكن في ذاكرة حميدتي مسألة تسليم السلطة للمدنيين بدليل أنه وبعد مرور أكثر من سنتين على تلك الوقائع صار من أقوى الداعمين للإعتصام المشهور بإعتصام الموز وتصريحاته كفيلة بتوضيح موقفه الرافض لتسليم السلطة للمدنيين ولقوى الحرية والتغيير التي تولت تمثيل قوى الثورة بالذات ، لقد ظلت قوى الحرية والتغيير غير مدركة وغافلة وضعيفة أمام رغبتها في السلطة لذلك أولت أمرها للمكون العسكري بشقيه (تحت قيادتي البرهان و حميدتي) دونما أي خطط أو دراسة لمدى جدارة الشركاء العسكريين بالثقة، كما لم تكن تمتلك الخطط لتحقيق أهداف الثورة.

ظهور البعاتي :

قصد الفريق الإستشاري لحميدتي ظهوره بلا برتوكولات وبصورة مبددة للشك الرائج وأخذ العلم باليقين ، وبظهور حميدتي بسجيته المعروفة وطريقته في الكلام بلا تنميق هذا الظهور فضح استخبارت الجيش وأظهر الضعف السياسي للنظام وشركاؤه الذين أنشغلوا بالحديث عن موت حميدتي ولم يؤثر ذلك الحديث معنويا على جنوده وعلى أوضاع قواته القتالية على الأرض ، حميدتي في حكم الميت قواته تمكنت من التمدد في ولاية الخرطوم والاستيلاء على مدني وسنجة وأربع ولايات من ولايات دارفور الخمس وتحاصر قواته منذ مايو الماضي مدينة الفاشر وتسعى للتمدد شمالا ، فكيف يكون الحال وقد ظهر هكذا كالبعاتي بلا صورة تحتمل الريبة وهو يطالب جنوده بالصمود والمواجهة ، هذا الظهور الذي قطعا سيضاعف من معنويات جنوده.

رسالة حميدتي للغرب :

وجه حميدتي رسالة للغرب والوسطاء بالقول إذا كنتم عايزين تجيبوا الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني لماذا دمرتم بلادنا والإطاري سبب هذه الحرب، هذه العبارة التي جعلت مناوي يطالب حميدتي بأن يتحلل من الالتزامات الخارجية ويقوم بمبادرة وطنية لينقذ ما تبقى من السودان ، ولكن هل بالفعل الغرب والوسطاء هم من قاموا بتدمير السودان كما قال حميدتي في خطابه، وماذا يريد حميدتي بهذه الرسالة من المجتمع الدولي وعلى رأسه كما قال الولايات المتحدة الأمريكية بعد الخبرة والتجربة المعتبرة وقد اكتسبهما..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى