أعمدة رأي

عميد شرطة م .د. محمد علي عبد الجابر يكتب ..رسالة للسيد : رئيس المجلس الإنتقالي وعبره للشق العسكري بمجلس السيادة

عبر كل الأزمنة والأمكنة وتحت كل الظروف كان هناك ثمة وصف يطلق على الشرطة من قبل الزملاء بالقوات المسلحة ، بالذات في المحافل التي تجمعهما ، حيث يقول متحدث القوات المسلحة موجهاً حديثه للحضور وبالذات الشرطة (الشقيقة الصغرى للقوات المسلحة) ورغم عدم قبول بعضنا لهذا الوصف لما فيه من استعلاء وتمييز غير إيجابي إلا أننا كنا نتعاطى معه على مضض لإعتبارات الضبط والربط ولإعتبارات البرتوكول فقط ، رغم أن لكل دورها ووظيفتها وطبيعة عملها المختلف ، ولوقت قريب كنت أخال أن هذا الوصف مجرد عرف تعارف عليه الناس لا يتجاوز الإطار البرتوكولي الذي غرضه أن تكون (المراكب سايرة) إلا أن غير المقبول أن يتجسد هذا الوصف في تمييز حقيقي بين القوتين ويدخل في حيز التنفيذ والعمل وهو ما تجسد أخيراً في تعاطيكم مع ملفات المحالين للصالح العام من القوات المسلحة أيام الإنقاذ وبعد الثورة ، ولثلاث مرات متتالية دون الإلتفات لملفات الشرطة التي تتشابه مع ملفات القوات المسلحة (بالكربون) وكما تعلم فإن وزير الداخلية السابق الطريفي إدريس كان قد أصدر قراراً بتكوين لجنة إنيط بها حصر المتضررين من الإحالة للصالح العام من ضباط الشرطة في فترة الإنقاذ الطويلة ، ولعلمي فإن اللجنة المعنية قد أكملت عملها بصورة علمية دقيقة وبتصنيف دقيق إلا أن هذه الملفات للأسف لم تبرح مكانها ، ثم جاءت الطامة الكبرى في عهد ذات الوزير ومدير عام الشرطة في عهده أيضاً بإحالة عدد ألف ضابط شرطة بعد نجاح الثورة بشعاره الجميل (حرية سلام وعدالة) ومما يجدر ذكره أن هذه الإحالة الأخيرة الكبيرة قد أثارت ضجة الرأي العام السوداني لأنها غدت سابقة خطيرة لما فيها من تجاوز لقانون الشرطة ولائحة الترقيات فضلاً عن الشك الذي أثير حولها بعد أن تبرأ مجلس السيادة من إصدار ذلك القرار كما أن الإحالة المعنية التي جاءت بعد الثورة تجاوزت كل التقاليد والأعراف الإدارية التي استقر عليها العمل في الشرطة ، حيث تسرب عن لجنة الترقيات أن الكشف الذي عاد من القصر لم يكن الكشف الذي أعد من قبلهم .

سيدي رئيس مجلس السيادة
موقعك اليوم أكبر من إطار القائد العام للقوات المسلحة ، أن رئيس هذه الفترة الإنتقالية وإنجازها أن أقول أنت أب لكل أهل السودان ولا مكان للغيرة والتعصب المهني ، وبذات القدر كبر إطار مسؤوليتك أمام الله والوطن والأخلاق ، وأضعف الإيمان على الأقل لمعرفة الحقائق استدعاء لجنة الترقيات أمام سيادتكم ، ويجب أن تمتد رؤيتك (للشقيقة الصغرى) التي لحكمة لا يعلمها إلا الله لا تكبر ولا تبلغ الحلم وتظل هكذا في وجدان زملائنا القوات المسلحة .
السيد / رئيس مجلس السيادة
ملفات الشرطة أمامكم من أحيلوا زمن الإنقاذ وبعض ثورة ديسمبر كلها تحتاج للإنصاف وإعادة الحقوق لأهلها ومسؤوليتك عن الأخت الصغرى ما زالت قائمة وهي تحتاج على الأقل لنظرة

عميد .م .د محمد علي عبد الجابر 0915033507

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى