مقالات

النظام التعليمي في التنمية المستدامة

أ.د. عزيزة سليمان علي[*]

الإعلان عن التعليم من أجل التنمية المستدامة من خلال مؤتمر اليونسكو العالمي للتعليم  والذي يدعو الحكومات إلى تعزيز دمج التعليم  في التدريب وسياسات التنمية المستدامة، حيث تقوم اليونسكو بدور الوكالة الرائدة في دمج مبادئ التنمية المستدامة في جميع جوانب التعليم لمعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية في القرن الحادي والعشرين.

دمج قضايا التنمية المستدامة الرئيسية في التعليم والتعلم قد يشمل ذلك، على سبيل المثال، تعليمات حول تغير المناخ والحد من مخاطر الكوارث والتنوع البيولوجي والحد من الفقر والاستهلاك. كما يتطلب استدامة التعليم وأساليب التعلم التشاركية التي تحفز وتمكن المتعلمين لتغيير سلوكهم واتخاذ إجراءات للتنمية المستدامة. وبالتالي، فإن استدامة تعزيز الكفاءات مثل التفكير النقدي، وتخيل السيناريوهات المستقبلية واتخاذ القرارات بطريقة تعاونية.

وضعت خطة تنفيذ دولية  تتمثل في أهداف العقد في إتاحة الفرصة لصقل وتعزيز رؤية التنمية المستدامة والانتقال إليها  من خلال جميع أشكال التعليم والتوعية العامة والتدريب ؛ وإعطاء صورة معززة للدور الهام للتعليم والتعلم في التنمية المستدامة. التعليم من أجل الاستدامة هو ممارسة تعلم كيفية تحقيق المجتمعات المستدامة على المستويين العالمي والمحلي.

يهدف التعليم في مجال تغير المناخ من أجل التنمية المستدامة إلى تحسين فهم المفاهيم الأساسية للاستدامة بتوفير التعليم الأساسي لأن الجفاف والفيضانات ودرجات الحرارة المرتفعة وغيرها تؤثر على معدلات حضور الطلاب في التعليم الأساسي. وإعادة توجيه التعليم نحو التفكير النقدي الذي يصل إلى الحلول المحلية والعالمية لتغير المناخ مثل ثقب الأوزون أيضا  زيادة الوعي التربوي لترشيد استهلاك الطاقة.

لابد من مساهمة  المنظمات غير الحكومية كشريك للحكومة في التنمية المستدامة لبناء الوعي التنموي والاستقرار والعمالة من خلال المشاركة الحقيقية والفعالة في عملية التنمية.

توجيه التعليم والتعلم بحيث تتاح لكل فرد فرصة اكتساب القيم والمهارات والمعرفة التي تمكنه من المساهمة في التنمية المستدامة؛ وتعزيز دور التعليم والتعلم في جميع جداول الأعمال والبرامج والأنشطة ذات الصلة التي تعزز التنمية المستدامة.

النظام التعليمي في بلادنا لا يتضمن مفاهيم ومهارات وقيم وأبعاد تنموية حيث يركز تعليم مرحلة الأساس على الدراسات الإسلامية والقراءة والكتابة والحساب. كما تركز مناهج مرحلة الثانوي على مجموعة مقررات في الدراسات الإسلامية واللغة العربية والانجليزية والعلوم والآداب والدراسات الاجتماعية التي تدرس بصورة منفصلة عن بعضها البعض ما يؤدي لحشو أذهان التلاميذ بالمعارف الموسوعية دون ربطها بأهداف الأمة و متطلباتها في غياب الأنشطة العملية المصاحبة.

أن خريجي التعليم العالي، خاصة غير المتخصصين في القطاعات أو المهن المختلفة لا تتضمن خططهم الدراسية المفاهيم والقيم والأخلاقيات اللازمة لتأسيس وإدارة النظم المستدامة في القطاعات التي يعملون بها عند التخرج. وهذا النوع من التعليم التقليدي لا يؤهل الطالب على استيعاب غايات الأمة والمشاركة الفعالة في نهضتها. فهم قيادات للمستقبل وصناع القرار ولكي يتطور المجتمع ويتقدم نحو مجتمع مستدام، يجب أن يتمكن الخريج من مفاهيم التنمية المستدامة في مجالات الكلية التي يتخرج منها. وتحقيق هذه الغاية يتطلب مراجعة وإعادة تشكيل مناهج التعليم العام والعالي لتستوعب مفاهيم ومهارات وأخلاقيات التنمية المستدامة.

أن القيم جزء لا يتجزأ من التعليم للتنمية المستدامة. ولابد من مد الطلاب بالسلوك المنضبط والمحافظة على القانون والأمن والسلام. كل هذه مكونات أصلية لاستيعاب مفاهيم التنمية المستدامة ويجب تدريسها في المدارس والجامعات. تعليم المفاهيم العملية الديمقراطية، ومشاركة المجتمعات المحلية في صنع القرار، والتطوع والعدالة الاجتماعية والمحافظة على وحدة الوطن والاستعانة بأسس تطور التعليم في اليابان وألمانيا كنماذج للدول المتقدمة، كذلك حول تجارِب البرازيل والهند كنماذج للدول النامية.

التعليم الجيد يحسن حياة الناس ويحقق التنمية المستدامة فقد  تقدمت الشعوب  وكثرت فرص  التعليم بكل مراحله. وقد تحسنت بقدر هائل مهارات القراءة والكتابة ومحو الأمية وقد حقق العالم التساوي  بين البنات والبنين في التعليم الابتدائي، ولكن عدد الدول التي تمكنت من تحقيق ذلك الهدف بجميع مراحل التعليم لا زال غير كافيا.

النظام التعليمي  في السودان لا يتضمن مفاهيم تنموية ومهارات و مبادئ حيث يركز تعليم كل المراحل التعليمية على المعلومات الموسوعية التي تدرس بصورة منفصلة عن بعضها البعض ما يؤدي لحشو أذهان التلاميذ بالمعارف دون ربطها بأهداف الأمة ومتطلباتها في غياب الأنشطة العملية المصاحبة.

أن خريجي التعليم العالي، خاصة غير المتخصصين في القطاعات أو المهن المختلفة لا تتضمن خططهم الدراسية المفاهيم والقيم والأخلاقيات اللازمة لتأسيس وإدارة النظم المستدامة في القطاعات التي يعملون بها عند التخرج. وهذا النوع من التعليم التقليدي لا يؤهل الطالب على استيعاب غايات الأمة والمشاركة الفعالة في نهضتها. فهم قيادات للمستقبل وصناع القرار ولكي يتطور المجتمع ويتقدم نحو مجتمع مستدام، يجب أن يتمكن الخريج من مفاهيم التنمية المستدامة في مجالات الكلية التي يتخرج منها. وتحقيق هذه الغاية تتطلب مراجعة وإعادة تشكيل مناهج التعليم العام والعالي لتستوعب مفاهيم ومهارات وأخلاقيات التنمية المستدامة.

التعليم في السودان ينبغي ان يوجه للتنمية المستدامة  من توصيات المؤتمرات والمنتديات  العالمية والإقليمية والمحلية التي تنظمها المنظمات العالمية خاصة تلك التابعة للأمم المتحدة  والحكومات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني.

أن القيم والمبادئ جزء لا يتجزأ من التعليم للتنمية المستدامة ولابد من إشباع الطلاب بالسلوك السليم ومفاهيم الدولة في كل القطاعات بدراسة دستور السودان الذي فيه كل البنود التشريعية التي تؤدي لاستيعاب مفاهيم التنمية المستدامة ويجب تدريسه في كل المراحل والجامعات، أيضا دراسة الاستراتيجية القومية الشاملة للبلد. تعليم هذه المفاهيم تفيد في مشاركة المجتمعات المحلية بالتطوع والسلوك الحسن وحب الوطن.

[*] استشاري الطب الباطني القلب وطب الشيخوخة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى