حوارات

الأمين العام للمؤتمر الشعبي د.محمد بدر الدين لـ(رسال نيوز)

متفائل بنجاح الاتفاق الاطاري لهذه الأسباب (….) مباركة المجتمع الدولي تعطي العملية دفعة قوية للمضي إلى الأمام قوى الإطاري أمام تحدٍ كبير لانجاح العملية السياسية وهزيمة المتربصين كان لابد من فصل القضايا الـ(5) لتعقيداتها.. وأتوقع أن تأخذ وقتاً أطول لا نرفض مساهمة مصر في حل الأزمة لكننا قطعنا شوطاً بعيداً

حوار ـــ نبيل صالح
باتت القضية السودانية في مفترق طرق جراء الاستقطاب الحاد بين القوى السياسية بين رافض للاتفاق الاطاري ومؤيد ومتردد، بينما تدخلت دول أخرى لجمع الفرقاء السودانيين في منبر خارجي، فيما يتخوف البعض من انحراف مسار الأزمة السياسية الى أزمة عشائرية وقبلية بعد ظهور قادة عشائر في الميديا يرفضون الاتفاق و يهددون باغلاق مدنها حال مضت العملية السياسية على النحو الراهن، ورغم هذه الارهاصات إلا أن القوى المنخرطة في العملية السياسية تعمل وفق الجدول الذي وضع في الاتفاق الاطاري في القضايا الـ”5″ والمناقشات مع الأطراف الرافضة لاقناعهم للالتحاق بالعملية السياسية، ولكن ثمة تساؤلات تتسيد المجالس السياسية والشارع السوداني في حاجة إلى إجابات واضحة من القوى المنخرطة في العملية،هذه التساؤلات وضعناها على طاولة د.محمد بدر الدين ــ الأمين العام المكلف لحزب المؤتمر الشعبي، حول إمكانية نجاح العملية وأسباب فصل القضايا الـ”5″.. إلى جانب التحديات ومهددات العملية، فيما يعتبر الزمن عاملاً مهماً لانهاء المشهد الراهن لجهة أن الوضع الاقتصادي يمضي نحو الانهيار إن لم يكن منهاراً، وإنهاء المشهد الأمني الذي أيضاً يهدد ما تبقى من استقرار .

*بداية د. محمد بدر الدين وقبل الخوض في فصل القضايا الـ(5) وتخصيص ورش لمناقشتها بشكل مستقل، ماذا تقول في المقترح المصري بتنبي منبر لجمع الفرقاء في القاهرة؟
مرحباً بكم.. في الحقيقة أنا لا أعرف حتى الآن إذا كان ما تتناقله الأجهزة الاعلامية عن المقترح المصري مبادرة جديدة لفتح مسار جديد لاتفاق جديد أم مجرد مقترح للمضي قدما فيما تم الاتفاق عليه؟.. لكن على كل حال نحن لا نرفض مساهمة مصر في حل الازمة السودانية، واعتقد أن مصر هي الدولة الاحق بذلك غير أنها جاءت متأخرة بعد أن قطع السودانيون شوطاً بعيداً في الوصول الى اتفاق نهائي.
*هل يعني ذلك أنكم ترحبون بالمبادرة المصرية المطروحة لحل الأزمة السياسية؟
لا طبعاً.. نحن لا نرحب بأية مبادرة لاتفاق جديد.. لكن يمكن للقاهرة أن تسهم في انجاح العملية الجارية، لكن ليس بفتح منبر جديد للاتفاق انما بإقناع الرافضين، هذه العملية في حاجة لجهود الجميع سواء الاطراف الاقليمية أو الدولية أو دول الجوار، ولكن المبادرة المصرية جاءت متأخرة جداً ما يجعل العودة الى المربع الأول غير مجدية بعد ان قطعت العملية السياسية شوطا بعيدا واصبحت قاب قوسين أو ادنى من خط النهاية.
*ثمة توقعات من المراقبين للشأن السياسي ولعدد كبير من المحللين السياسيين بفشل الاتفاق الاطاري على خلفية مواجهته برفض قوى سياسية لها وزنها في الساحة ،فضلاً عن رفض قوى الشارع له؟
على العكس.. أنا متفائل جداً بنجاح الاتفاق الاطاري وأتوقع نجاح عملية التشاور في وصول الجميع لنقطة التقاء وبالتالي الانتقال الى المرحلة الأهم وهي مرحلة تكوين هياكل السلطة الانتقالية، واعتقد أنه مجرد الوصول الى اكمال هياكل السلطة الانتقالية نكون قد قطعنا 90% من الانتقال الى مرحلة التداول السلمي للسلطة، وهذا هو ما تعمل من أجله القوى السياسية من خلال الاتفاق الاطاري.
*دعنا نعود لفصل القضايا الـ”5″ الأساسية عن الاتفاق وتخصيص منابر لبحثها وهي من مطالب الثورة الرئيسية اثارت الكثير من الشكوك خصوصاً قضية العدالة الانتقالية وغيرها.. برأيك لماذا ارجئت هذه القضايا وهي التي تمثل الأهداف الأساسية للثورة السودانية ؟
في تقديري أن إرجاء القضايا الخمس لمناقشتها وتأطيرها عبر ورش عمل يمثل خطوة صائبة وموفقة جدا.. ومن الأهمية بمكان اجماع كل الاطراف على حلحلة هذه القضايا التي تمثل أس الأزمة السودانية الآن، فضلاً عن وضع أسس متينة للقضايا الخمس كما ذكرت.
*لماذا لم تحسم هذه القضايا في الاتفاق الاطاري كبقية القضايا؟
هذه قضايا مهمة جدا ومصيرية ولا يمكن بتها في إتفاق إطاري اختلف حول وسائل معالجتها الجميع، ولهذا رأي المسهلون فصلها عن بقية القضايا المتضمنة في دستور المحامين السودانيين ، فالأمر في حاجة الى وقت ومداولة ومناقشة.
*البعض يقول إن هناك أيادٍ تحاول العبث بالاتفاق وعرقلة وصول المنخرطين لاتفاق نهائي؟
بكل تأكيد هناك محاولات عديدة لاجهاض هذه العملية السياسية وتقويض الاتفاق الاطاري، واعتقد أن النظام السابق أكثر المتربصين لهذا الاتفاق، ولكن العملية ستمضي كما اتفق عليها ولن نتراجع عنها، ونصل بالبلاد الى بر الأمان.
*برأيك ما هي الصعوبات التي تواجه العملية السياسية الجارية الآن؟
أهم التحديات التي تواجه العملية السياسية هي رفضها أولاً من بعض القوى المصطنعة ،وأخرى أصيلة وينبغي استيعاب كل الرافضين لهذا الاتفاق عدا المؤتمر الوطني.
*هل هناك مساعٍ من القوى المنخرطة في هذه العملية لاقناع الرافضين خلاف تواصل الآلية الثلاثية معهم؟
نعم بالتأكيد.. نحن نجري اتصالات مع الاطراف المترددة والرافضة من أجل إلحاقهم بالمشاورات الجارية لأهمية مشاركة كل القوى السودانية في صياغة معالجة القضايا محل التفاكر، ونعمل ليل ونهار ونجتمع مع الرافضين وقطعنا شوطاً طويلاً في هذا المضمار وسنعلن قريباً عن انضمام قوى مؤثرة لهذا الاتفاق، ومن المؤكد أن الجميع سيصل الى اتفاق وسيبذلون قصارى جهدهم لذلك خصوصاً أنهم أمام تحدٍ كبير للرد على مؤامرة المتربصين بالاتفاق .
*الملفات الـ”5″ معقدة كما يقول البعض.. ما توقعاتك في السقف الزمني الذي يمكن ان يصل فيه الناس للاتفاق حولها؟
لا نريد الحديث عن مدى زمني معين أو سقف زمني.. هذه الملفات كما ذكرت معقدة وفي حاجة الى وقت أطول للاتفاق حولها.. أعني اتفاق الجميع حولها.
*ستأخذ كم من الزمن تقريباً في تقديرك؟
لا أدري بالضبط.. لكنها ستأخذ وقتاً طويلاً .
*ما هي المؤشرات التي تجعلك متفائلا بنجاح هذه العملية؟
أولاً اعتقد أن القوى المنخرطة ترى أنها أمام تحدٍ كبير وتعمل جاهدة لانجاح هذه العملية خصوصاً أن خصوماً يتربصون بها ويعملون جاهدين لافشالها، هذه واحدة .. أما السبب الثاني لا سبيل لحل الأزمة السودانية إلا بالاتفاق الاطاري الذي يجمع عليه المجتمع الدولي والاقليمي ويسانده .
*يعني أنكم تعولون على المجتمع الدولي في انجاح هذه العملية أكثر من الداخل؟
بالتأكيد العملية تخص الداخل.. وكما قلت لك الجميع يعمل على الحاق الرافضين ولكن مباركة المجتمع الدولي لهذه العملية تعطيها دفعة قوية للمضي إلى الأمام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى